عرب وإسرائيليون يتجهون للتصويت ضد معسكراتهم التقليدية
تل أبيب- (أ ف ب):
في مدينة شفاعمرو العربية، التقى نحو 300 عربي إسرائيلي مرشحي حزب بيني غانتس الذي ينافس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ويقدم نفسه بأنه وسطي. ويتجه معظم هؤلاء للتصويت ضد توجهات مجتمعهم التقليدية.
في تلك الليلة، تجمّع شبان وشابات من قرى عربية مختلفة في قاعة في شفا عمرو شمال حيفا للاستماع الى البرنامج السياسي الذي عرضه ثلاثة أعضاء في حزب "كحول لفان" (أزرق أبيض) في إطار حملتهم الى الانتخابات التشريعية التي ستجري في 17 سبتمبر.
داخل القاعة، علقت لافتات حملت شعار" كحول لفان" بالعبرية "إسرائيل أولا".
لم يتطرق أي من المتحدثين الى الاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية أو للاستراتيجية السياسية في التعامل مع الفلسطينيين.
وتحدث رام بن براك (61 عاما ) عن المساواة بين العرب واليهود. وقال "نحن نريد أن يشعر العرب بأنهم متساوون أمام القانون وفي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وفي المتاجر وفي الشارع وفي المطار وفي كل مكان... عليهم أن يشعروا بأنهم جزء من الدولة".
ورام بن براك عضو سابق في قوات الأمن الإسرائيلية وسياسي إسرائيلي. شغل مناصب نائب مدير الموساد والمدير العام لوزارة الأمن والشؤون الاستخباراتية والمدير العام للشؤون الاستراتيجية.
ولفت في كلمته الى قانون القومية الذي أقره البرلمان الإسرائيلي في يوليو 2018 والذي ينص على أن اسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، قائلا "يا ليت بإمكاننا إلغاؤه. إذا لم نتغلب على هذه الحكومة، لا نعرف الى أين ستوصلنا".
وأثار هذا القانون غضب العرب في إسرائيل واعتبروه عنصريا. ويقدّر عددهم ب 1,4 مليون نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا على أراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. ويشكلون 20% من السكان ويعانون من التمييز ضدهم خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان.
وبدوره خاطب القائد السابق لوحدة "لاهف" المتخصصة في "مكافحة الجريمة الخطيرة والفساد" يوآف سيغلوف الجمع قائلا "يجب وضع مخططات في المجالات المختلفة وللبنية التحتية للمجتمع العربي".
وأضاف "علينا أن نعمل ثورة في التغيير"، داعيا الموجودين الى "العمل يدا بيد"، مضيفا "نطلب منكم شيئا واحدا: أن تصدقونا".
كما تحدثت في اللقاء غدير مريح، المرشحة على لائحة "أزرق أبيض"، وهي أول امرأة درزية تدخل الكنيست. فقد تمّ انتخابها في أبريل الماضي على لائحة "كحول لفان"، لكن تمّ حلّ الكنيست سريعا بعد أن فشل نتانياهو في تشكيل ائتلاف حكومي. وتمّ تحديد موعد جديد للانتخابات.
وقالت "نريد أن نكون متساوين، نريد بناء مستشفيات في الشمال والجنوب. علينا التصويت من أجل أولادنا ومستقبلهم".
وقال الطبيب المتدرب ذياب زعبي (27 عاما) الذي قدم من قرية سولم "صوتت في الانتخابات الماضية لقائمة غانتس، لأنه وعد بالمساواة ويتطلع لبناء مدينة جديدة للعرب وبتوفير فرص عمل لهم. نأمل أن ينفذ التزاماته في حال فوزه".
وأضاف "هو الوحيد الذي ينافس نتانياهو على السلطة".
وقال جمعة مصري (38 عاما) الذي قدم من قرية نحف في الجليل وانتخب في عام 2015 القائمة العربية المشتركة بينما لم يصوت في الانتخابات الماضية، إنه اتخذ قراره بانتخاب غانتس "لأنه أكثر تأثيرا"، معتبرا أن التصويت للقائمة العربية المشتركة لا يفيد في شيء.
لكن عندما يبث شريط فيديو عن اللقاء على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يعلق أصدقاء له "بيني غانتس أهرق دما فلسطينيا"، في إشارة الى أنه كان رئيس أركان في الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة في 2014.
يهود يريدون التصويت للقائمة المشتركة
في مدينة تل أبيب، لم يتجاوز عدد اليهود الذين شاركوا في لقاء آخر مع المرشح اليهودي في القائمة المشتركة التي تمثل غالبية العرب، خمسة عشر شخصا.
والتقى هؤلاء في منزل ناشط يساري في وسط تل أبيب للاستماع الى مرشح القائمة المشتركة عوفير كاسيف من الحزب الشيوعي، وهو مدرس في الجامعة العبرية ومن مناهضي الاحتلال.
وشكل العرب للمرة الثانية في تاريخهم قائمة مشتركة يرأسها أيمن عودة الذي يمثل "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة" وتضم مطانس شحادة ممثلا عن حزب "التجمع العربي الديموقراطي" وأحمد الطيبي من حزب "العربية للتغير" وعباس منصور من "الحركة الإسلامية الجنوبية". ومعهم مرشح يهودي.
وقال كاسييف عن نتانياهو "إنه يتجه نحو الفاشية. يجب إسقاطه. التصويت للقائمة المشتركة يعني التوجه لحماية الديموقراطية، ومن أجل تغيير الخطاب ذي الطابع العنصري الذي أخذ صبغة رسمية ضد العرب".
ووصف كاسييف حزب "كحول لفان" بأنه "ليكود بدون نتانياهو".
وركز كاسييف على الاحتلال وممارساته، وعلى الحق بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.
وقال "الشعب الإسرائيلي لا يعرف هذه التفاصيل لأنه لا يسمع عنها".
وحث الموجودين على التصويت للقائمة المشتركة، قائلا "39% من اقتراحات القوانين للكنيست ذات الصبغة الاجتماعية اقترحتها القائمة المشتركة".
وقالت زيفا بورشتاين (59 عاما) المتحدرة من عائلة شيوعية أنها ستصوت "للقائمة المشتركة بدون تردد".
وعبرت شابة أخرى عن ترددها في انتخاب القائمة المشتركة لوجود الحركة الإسلامية فيها. ورد كاسييف أن "التحالف من أجل إسقاط اليمين ضرورة حاليا، وهذا التحالف قد يتغير بعد خمس سنوات لاختلاف المواقف الإيديولوجية".
ووصلت نسبة تصويت العرب في انتخابات أبريل الماضي الى 49,7 % وذهب نحو 130 ألف صوت للأحزاب الصهيونية.
وقال الناشط ميرون رابوبورت الذي استضاف اللقاء إن خمسة آلاف ناخب يهودي أعطوا اصواتهم للائحتين العربيتين في انتخابات أبريل.
وأضاف "أقل ما يمكنني عمله هو التصويت مع الأقلية، من أجل وضع حد للاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية".
فيديو قد يعجبك: