هآرتس: هل يجب على إسرائيل شن حرب في لبنان رغم المخاطر؟
كتبت- هدى الشيمي:
مع هدوء حدة التوترات في المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان، بعد اشتباكات خاطفة أمس الأحد، تساءلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، إذا ما كان سيتعين على صانعي القرار الإسرائيليين مواجهة معضلة تتمثل فيما إذا كان عليهم الهجوم على الأراضي اللبنانية، والمخاطرة بشن حرب للتصدي "للمليشيات" الإيرانية واللبنانية رغم مخاطرها الكثيرة، أم أنه من الأفضل الالتزام بضبط النفس تفاديًا لوقوع الكثير من المخاطر.
كان لبنان دعا فرنسا والولايات المتحدة إلى التدخل في ضوء تصاعد التوترات مع إسرائيل، قبل أن يعلن جيش الاحتلال انتهاء الاشتباكات بعد إطلاق حزب الله الشيعي اللبناني صواريخ مُضادة للدبابات ردت عليها القوات الإسرائيلية بشن ضربات جوية.
وذكرت الصحيفة أن القصف الذي شهدته المنطقة الحدودية أمس لم يُسفر عن أي اصابات، ولكنها اعتبرت ما حدث جولة جديدة من العنف ستحتم على قوات الاحتلال نشر القوات ورفع درجة الاستنفار الأمني إلى أشدها على المنطقة الحدودية لبضعة أيام على الأقل.
وأوضحت أن جولة العنف هذه بدأت بشن هجمات على سوريا ولبنان في 24 من أغسطس المُنصرم. ولفتت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم خلية لقوات الحرس الثوري الإيراني في جنوب دمشق ما تسبب في مقتل اثنين من العاملين في المنطقة، علاوة على مواطنين لبنانيين كانوا يعملون مع القوات الإيرانية.
ووفقًا لرواية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فإن فيلق القدس الإيراني كان على وشك تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية، عبر خلية موالية له.
كذلك زعم أدرعي أن جيش الاحتلال رصد في الأسبوع الأخير، محاولة فيلق القدس "تنفيذ عملية تخريبية" عن طريقة تحليق عدة طائرات مسيرة مسلحة باتجاه أهداف إسرائيلية، وقال إن هذه طائرات مسيرة يتم استخدامها لأعراض انتحارية أو لإلقاء متفجرات.
وبعد عدة ساعات، في ظهر يوم 25 أغسطس، وقع هجوم على مركبات عراقية شيعية بالقرب من الحدود العراقية السورية. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم في سوريا، بينما اتهم حزب الله ووسائل الإعلام العربية دولة الاحتلال بالوقوف وراء الهجومين.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، تحدث مرتين عقب الهجمات. في خطابه الأول، صباح اليوم التالي للهجمات، هدد برد قاسي ودعا جنود الاحتلال المتواجدين على الحدود مع سوريا ولبنان إلى الحذر، إلا أنه استخدم لهجة أكثر تحفظًا في خطابه الثاني.
وقال نصرالله إن سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، بأغسطس الماضي، يمثل تطورا خطيرا جدا.
وأضاف: "ما حصل ليلة أمس (24 أغسطس) هجوم على هدف بالضاحية الجنوبية، وهو أول عمل عدواني منذ أغسطس 2006 ، وهذا أول خرق واضح وكبير لقواعد الاشتباك التي رسمت في عام 2006".
ترى الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر يبدو كما لو كانت قوات الاحتلال استعدت جيدًا للهجوم الأخير، مشيرة إلى أنه قبل عدة أيام جرى إحضار الجنود إلى منطقة القيادة الشمالية، وخاصة وحدات المدفعية وفيلق المدرعات، وجرى تعزيز وجود الطائرات.
في الوقت نفسه، تم تقليص الدوريات والقوات الموجودة على طول الحدود، وهو ما أرجعته هآرتس إلى حماية القوات والحيلولة دون السماح لحزب الله بشن هجومًا على أي منها.
وقالت هآرتس إن جيش الاحتلال تعمد الغموض بشأن نتائج الهجمات خلال الساعتين اللاتي أعقبتا الهجوم. وترددت شائعات عن الخسائر في الجانب الإسرائيلي، وقالت وسائل الإعلام اللبنانية إن الجنود الذين كانوا يستقلون سيارة جيب عسكرية قد قتلوا.
ومضت الصحيفة الإسرائيلية تقول إن نصرالله بذل مجهودًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة الماضية للتقليل من أهمية الهجوم على الضاحية الجنوبية. وأعلن حزب الله، اللبنانيين اللذين راحا ضحية الهجوم "شهداء"، مُشيرًا إلى أن علاقتهم بالحرس الثوري الإيراني كانت محدودة.
ويتشكك مسؤولون أمنيون إسرائيليون فيما إذا كان نصرالله على علم بخطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، بمهاجمة إسرائيل بطائرات دون طيار.
وترى هآرتس إنه كان على نصر الله طمس معالم ما حدث في الضاحية الجنوبية، لأن المعلومات التي قدمتها إسرائيل كشفت تفاصيل حساسة ومُربكة إلى حد ما حول "مشروع الدقة" الخاصة بحزب الله.
كانت قناة "مكان" العبرية نشرت تقريرًا أفاد بأنه على مدى ست سنوات حاولت إيران إقامة مصانع للصواريخ المتطورة ذات الدقة العالية على الأراضي اللبنانية، غير أنها لم تنجح في تصنيع خطوط إنتاج.
وحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن المشروع يتضمن منظومة ملاحة تتيح للصاروخ إصابة الهدف بدقة بهامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، وأن رئيس المشروع هو قائد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يدعى محمد حسين حجازي، وهو المسؤول أيضا عن العلاقة بين إيران وحزب الله وأيضا ضابطان رفيعان في الحرس الثوري.
فيديو قد يعجبك: