"واشنطن بوست": وضع الروهينجا الحالي أصبح ميئوسا منه
واشنطن - أ ش أ
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الاثنين، الضوء على وضع مسلمي الروهينجا في بنجلاديش، التي سمحت لهم قبل حوالي عامين بدخول أراضيها بعد الفرار من حملة التطهير العرقي التي قادها جيش ميانمار ضدهم ... وأوضحت أن وضعهم الحالي أصبح ميئوسا منه، حتى أن الكثير منهم يفكر حاليا في العودة إلى ديارهم في بلد لا تضمن لهم فيها أي حقوق سياسية، بل ولاتزال تهددهم بالمزيد من أعمال العنف.
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - إن بنجلاديش سمحت لنحو 750 ألف شخص من مسلمي "الروهينجا" بالدخول لأراضيها بعد أن مارست السلطات في ميانمار أكبر حملة تطهير عرقي ضدهم باعتبارهم دخلاء وغير مواطنين - وهو موقف رفضه المجتمع الدولي إلى حد كبير- والآن يواجه الروهينجا في بنجلادش وضعًا ميئوسًا منه داخل مخيمات تبشرهم بواقع ومستقبل قاتم في بلد يعاني بالفعل من مشكلات اقتصادية في ظل وجودهم.
وأشارت الصحيفة إلى كلمة رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة بالأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث دعت المجتمع الدولي إلى " فهم تداعيات عدم القدرة على تحمل الوضع الراهن"...وأكدت أنها " تتعامل مع أزمة من صنع ميانمار".
وأبرزت الصحيفة تعاطف حسينة الواضح مع محنة الروهينجا ... حيث قالت : " إنه عبء كبير على بنجلاديش، ولا شك في ذلك"... وأضافت - في حوار أجرته مع صحيفة /وورلد فيو/ الأمريكية في أحد فنادق مانهاتن - أن ما واجهوه كان نوعًا من الإبادة الجماعية تقريبًا... في إشارة إلى العنف الذي اندلع في مجتمعات الروهينجا في عام 2017، من "قتل وتعذيب وحرق عمد واغتصاب"، واعترفت بأنهم " كانوا مضطرين للهروب من بلادهم من أجل سلامتهم وأمنهم".
وفي هذا السياق، تابعت "واشنطن بوست" :" أنه على الرغم من وجود اتفاقات مع ميانمار لإعادة أعداد صغيرة من اللاجئين إلى وطنهم، إلا أن الأغلبية الساحقة يخشون العودة.. فيما يقول المدافعون عن حقوق الروهينجا إن اللاجئين يخشون العودة إلى دولة محفوفة بالمخاطر في ميانمار.
كما يطالب الروهينجا بضمان الحصول على الجنسية من سلطات ميانمار، وهو أمر لا ترغب حكومة ميانمار في الالتزام به - حسب الصحيفة - حيث جرد قانون الجنسية الذي صدر في عام 1982 الروهينجا من نفس الامتيازات وحقوق المواطنة التي تتمتع بها جماعات الأقليات العرقية الأخرى في ميانمار.
وصور المسئولون في ميانمار الروهينجا على أنهم "من البنغال"، كما وصفوا الحملة العنيفة في عام 2017 بأنها عملية لمكافحة الإرهاب ضد المتمردين في ولاية راخين الكائنة على الحدود مع بنجلاديش.
وهناك البعض الآخر غير مقتنع بذلك .. فمن جانبه، قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي:"إن حكومة ميانمار غير صادقة، وتصر على أنها تبذل جهودًا لمحاربة الإرهابيين .. وهذا ما يشعرنا بخيبة أمل، لأننا نعرف أن ما يحدث حقًا هو إبادة جماعية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: