"جيش موازٍ" في العراق.. ما هو الحشد الشعبي الذي أعلن تشكيل قوة جوية؟
كتب – محمد الصباغ:
أعلنت هيئة الحشد الشعبي العراقية على لسان نائب رئيسها، أبو مهدي حسن، تشكيل قوة جوية تابعة لها، وذلك بعد أيام من عدة هجمات استهدفت مواقع للحشد في العراق وسط اتهامات لدولة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذها.
ونقلت مواقع محلية عراقية صورة لقرار الحشد الشعبي جاء فيه إنه "استناداً للأمر الديواني المرقم (79) لسنة 2014 والمبلغ الينا بكتاب مكتب رئيس الوزراء، وللصلاحيات المخولة الينا، ولمقتضيات المصلحة العامة نسبنا تشكيل مديرية القوة الجوية".
وبحسب الوثيقة فانه "يكلف صلاح مهدي حنتوش مديراً للمديرية بالوكالة".
وقال الخبير العسكري، إحسان القيسون، لقناة سكاي نيوز عربية إن تشكيل القوة الجوية التابعة للحشد الشعبي أمر ممكن، وأن تلك الخطوة تندرج في إطار الصراع في المنطقة بين أمريكا وإيران.
واعتبر أن تشكيل تلك القوى يعني أن مجموعات الحشد المسلحة باتت "النسخة ثانية مكررة من الحرس الثوري في إيران"، بمعنى "جيش مواز بكل ما للكلمة من معنى".
واتهم الحشد الشعبي في بيان رسمي نهاية الشهر الماضي، دولة الاحتلال الإسرائيلي بقتل أحد عناصره وإصابة آخر بعد استهداف طائرتين مسيرتين مواقعه على الحدود العراقية السورية.
وجاء في البيان أنه "ضمن سلسلة الاستهدافات الصهيونية للعراق عاودت غربان الشر الإسرائيلية استهداف الحشد الشعبي، وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار".
ما هي هيئة الحشد الشعبي؟
أصدر البرلمان العراقي في نوفمبر 2016 مرسوما لتقنين وضع قوات "الحشد الشعبي"، وهي مجموعات مسلحة غير نظامية برزت بشكل كبير بسبب دورها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وبعد هذا القانون باتت "فصائل وتشكيلات الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة وساندة للقوات الأمنية العراقية ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها ما دام لا يشكل ذلك تهديداً للأمن الوطني العراقي".
كان المرجع الديني الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني أصدر فتوى في أوائل يونيو 2014، تدعو كل من يستطيع حمل السلاح الى التطوع في القوات الأمنية لقتال إرهابيي داعش وتجيز التعبئة الشعبية.
وبناء على تلك الفتوى تم تأسيس "وحدات الحشد الشعبي" التي انبثقت عن مكتب رئيس الوزراء لإضفاء الطابع المؤسساتي على التعبئة الشعبية ومنحها صفة رسمية مقبولة كظهير للقوات الأمنية العراقية.
وفي شهر أكتوبر 2016، بدأت الحكومة العراقية حملة عسكرية لاستعادة الموصل من قبضة داعش، وهي الحملة التي شاركت بها قوات الحشد الشعبي.
وتضم قوات الحشد الشعبي عدة فصائل مسلحة أغلبها شيعية ومن بينها فصائل سنية وأخرى مسيحية، كما تضم قادة سياسيين بارزين من بينهم هادي العامري، وهو وزير عراقي سابق وعضو برلمان حالي ويشغل منصب الأمين العام لمنظمة "بدر"، و"أبو مهدي المهندس" ويشغل منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي؛ بالإضافة إلى فالح فياض الذي يشغل منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي.
يبلغ عدد قوات الحشد الشعبي حوالي 130 ألف مقاتل، يشكلون 45 فصيلًا.
فيديو قد يعجبك: