إعلان

مأساة أسود الخرطوم الجائعة.. لماذا تحولت إلى "جلد على عظم"؟ (صور وفيديو)

01:36 م الثلاثاء 21 يناير 2020

أسود الخرطوم الجائعة

كتبت- رنا أسامة:

تحوّلت مأساة "الأسود الجائعة" داخل حديقة حيوان القُرشي بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى قضية رأي عام، لاسيّما بعد نفوق أحدها، الأمر الذي استدعى تدخّل الجهات المُختصة وتقديم مُساعدات تطوّعية من قِبل بعض الأفراد الذين سارعوا بتقديم الطعام والأدوية في محاولة لإنقاذ البقيّة.

ووفق تقارير محلية، تدهوّر الوضع الصحي للأسود منذ أسابيع داخل الحديقة المعتمدة بشكل رئيسي على المساعدات من بلدية الخرطوم، وبعضها فقد ثلثي وزنه، حسبما أوضح أطباء بيطريون ومسؤولون بالحديقة.

وقال أحد الحُراس إن "هذه الحيوانات تعاني أمراضًا خطيرة، ويبدو أنها تعاني سوء تغذية"، مُضيفًا: الوضع العام للحديقة يؤثر سلبًا على صحة الحيوانات.

جلد على عظم

بدأت القصة قبل نحو 3 أيام؛ إذ كُشِف النقاب عن الحالة المُزرية التي تُعاني منها الأسود من قِبل ناشط سوداني يُدعى عثمان صالح خلال جولة أجراها إلى حديقة القُرشي، لتنتشر بعدها صورها الهزيلة التي بدت وكأنها "جلدًا على عظم" كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعرب الناشط السوداني عن صدمته لرؤية الأسود الهزيلة عند زيارته الحديقة، في منشور مُطول على حسابه عبر فيسبوك أرفقه بصور ومقطع فيديو تُظهر حالتها المُزرية، مع عدد من الهاشتاجات مثل "#انقاذ_حدائق_الحيوان_في_السودان" و"#حقوق_الحيوان"، داعيًا كافة المؤسسات والأشخاص القادرين على المساعدة في إنقاذها.

وأظهرت الصور أحد الأسود مُقيدًا ويتلقى غذاء بالمصل، فيما كانت قطع اللحم متناثرة على الأرض قُرب الأقفاص ويحوم حولها الذباب.

وتوافدت جموع من المتطوعين السودانيين إلى الحديقة لمُعاينة الأسود وتقديم المساعدات لإنقاذها. فيما نفقت لبؤة أمس الاثنين بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية، كما أعلن مدير الحياة البرية في الخرطوم العميد عصام الدين جابر حقار.

وقال حقار لوكالة فرانس برس: "أُبلِغت عند السادسة من صباح الاثنين (الرابعة صباحا بتوقيت جرينتش) بنفوق أحد الأسود التي تمت معالجتها الأحد". مُشيرًا إلى أنه تم أخذ عينات من الأسد النافق لتحديد سبب وفاته.

1

وأشار الناشط السوداني عثمان صالح إلى أن اللبؤة احتضرت وكان أمامها أكوام من اللحم قدمها لها متطوعون فهرعوا ومعهم فريق طبي لتقديم المساعدة، غير أنها لم تستطع الأكل وماتت.

فيما استجاب أسد آخر بعد تقديم الطعام له ووقف على قدميه، وباتت لبؤة ثانية بصحة أفضل بعد أن أعطيت علاجًا بتقطير محاليل طبية في فمها الجاف.

السلطات تُقِرّ

بدوره، أقرّ مدير الحديقة عصام الدين حجار بالمأساة التي تواجهها الأسود. وقال لفرانس برس إن "الغذاء ليس متوافرًا دائمًا وعلينا في أحيان كثيرة أن نشتريه بمالنا الخاص"، مُحملًا شرطة الحياة البرية مسؤولية التدهور الذي حلّ بالأسود، لكونها معنيّة بتوفير الطعام وضمان الوضع الصحي والنظافة لهذه الأسود.

وأكّد حجار أن إدارة الحديقة ليست إلا مجرد "راعية نظرية" فقط، وأنها بصدد تحويل الحديقة لتشمل حيوانات عشبية وأليفة.

كما أشار إلى أنه خاطب رسميًا مدير شرطة الحياة البرية قبل أكثر من 3 شهور، لكنه لم يتلقَ أي رد، فيما بعث الأخير رسالة طلب فيها استبعاد الحيوانات آكلة اللحوم من الحديقة وترحيلها لأي جهة أخرى مع الإبقاء على آكلة الأعشاب فقط، وفق قناة "العربية".

فيما قال مدير الحياة البرية في الخرطوم العميد عصام الدين جابر حقار: "نواجه مشكلة في تأمين الغذاء، حيث أنه ليس متوافرًا دائما وعلينا في أحيان كثيرة ابتياعه بمالنا الخاص، مضيفا "لدينا الآن خطة إسعافية، وثمة طبيب بيطري سيشرف على الحيوانات".

يُصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الأسود على أنها من الحيوانات المُهددة بخطر الانقراض، لاسيّما مع تراجع أعدادها في أفريقيا بنسبة 4 بالمائة بين عامي 1993 و2014، ولم يبق منها حاليًا سوى 20 ألفًا.

ولا يُعرف عددهم في السودان بشكل مُحدد، بيد أن كثيرًا منه يتواجد بمحمية "الدندر" الطبيعية عند الحدود مع إثيوبيا، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

2

والقُرشي حديقة صغيرة مخصصة لأنشطة محدودة وعروض السيرك يعود تاريخها إلى عام 1902. سُميت بذلك نسبة إلى الطالب السوداني أحمد القرشي الذي كان يدرس بجامعة الخرطوم، وكان أول من سقط قتيلًا إبان الثورة السودانية ضد نظام ابراهيم عبود العسكري في أكتوبر عام 1964.

بيد أن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي تولى الحكم في انقلاب عسكري عام 1989، أغلق الحديقة ولم يهتم بإقامة حديقة بديلة، تاركًا الحيوانات والطيور النادرة بداخلها مُشردة وموزّعة على حدائق صغيرة.

ويضم السودان نحو 13 مجموعة من أصل 14 مجموعة من الحيوانات البرية في أفريقيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان