إعلان

سيناريوهات الحراك في العراق بعد مقتل قاسم سليماني

07:35 م الثلاثاء 07 يناير 2020

احتجاجات في العراق - ارشيفية

كتب - محمد صفوت

ترك قتل الولايات المتحدة للجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني أثره على الحراك العراقي المستمر من أكثر من ثلاثة أشهر؛ إذ توجهت أنظار العالم أجمع نحو الصراع الأمريكي-الإيراني وسط مخاوف من اندلاع مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية.

ربما تكون الاحتجاجات العراقية التي دخلت شهرها الرابع على التوالي، أحد أدوات النزاع الأمريكي الإيراني في العراق، بين دعم أمريكي للتحركات في الشارع بوصفها "دعم للديمقراطية"، ورفض إيراني للاحتجاجات بوصفها "أعمال شغب مدعومة بدول أجنبية".

ويرى خبراء ومراقبون سياسيون في العراق، أن الغياب الأمريكي المحتمل من العراق، قد يصب في صالح إيران نظرًا لاحتمالية أن تزيد من توغلها في العراق.

في خطوة اعتبرها المراقبون، أنها تأخذ الاحتجاجات العراقية إلى منعطف خطير، أصدر المرجع الشيعي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمرًا يدعو فيه إلى جهوزية من اسماهم بالمجاهدين لا سيما جيش المهدي وغيره من الفصائل العراقية المسلحة المتحالفة معه بهدف "حماية العراق"، بعد عقد من الزمان على حل جيش المهدي، الذي شكل صداعًا في رأس أمريكا لفترات طويلة منذ تأسيسه في 2003.

في هذا الصدد يقول الدكتور سيد فؤاد المتخصص في الشؤون الإيرانية، إن الولايات المتحدة وإسرائيل مخترقين النظامين الإيراني والعراقي، وينفذون عمليات نوعية في دول النفوذ الإيراني مثل العراق ولبنان وسوريا، في أوقات معينة وبدقة بهدف جر طهران للأجندة الأمريكية المطلوبة، وليس الاستجابة للأجندة الإيرانية.

ويضيف المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن مقتل سليماني يهدف لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة ودفعها داخل حدودها بدءً من العراق، مؤكدًا أن مقتل سليماني يزيد الوضع سوءا في العراق.

في هذا الصدد علق المحلل السياسي العراقي ناظم الجبوري، قائلاً: "إن الاحتجاجات العراقية التي دخلت شهرها الرابع، طالبت منذ اليوم الأول بإنهاء العملية السياسية الحالية في العراق، وطرد من وصفهم بالمفسدين وفي مقدمتهم الأحزاب الدينية المدعومة من إيران.

وأكد الجبوري، في تصريحات لـ"مصراوي" أن إنهاء النفوذ الإيراني في العراق مطلبًا أساسيًا وشعبيًا، لافتًا إلى محاولة اقتحام وحرق القنصلية الإيرانية خلال الاحتاجات العراقية، فذلاً عن حرق مقرات للحشد الشعبي ولأحزاب دينية مدعومة من إيران.

ويرى المحلل السياسي العراقي، أن إنهاء النفوذ الإيران مطلبًا شعبيًا، خاصة بعد تورط قادتها في قتل المتظاهرين العراقيين والإشراف على محاولات قمع الاحتجاجات، مشددًا على أن إنهاء نفوذها في بغداد بمثابة المخرج الوحيد للعراق، إذا أراد أن يكون بلدًا ذو سيادة وصاحب علاقات إقليمية متوازنة.

الاحتجاجات العراقية التي اندلعت مطلع أكتوبر الماضي رفعت شعارات "إيران برا برا" مطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني على العراق، وتشكيل حكومة تكنوقراط، ووضع حلول جذرية للأزمة الاقتصادية التي ضربت البلد النفطي.

ويرى فؤاد، أن السيناريو الأقرب بعد مقتل سليماني، هو الإبقاء على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في منصبه في ظل صعوبة التوصل إلى توافق، خاصة إذا حصل على دعم المرجعية الشيعية التي وقفت مع المتظاهرين خلال الاحتجاجات.

ويقول المحلل العراقي، إن مقتل سليماني، زاد تعقيد المشهد في العراق، ووحد صفوف بعض القوى الشيعية التي تضامنت قبل فترة مع الاحتجاجات العراقية، للضغط على واشنطن، مضيفًا أن استغلال هذه الورقة ربما يفرض مرشح بعينه لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.

ويتابع الجبوري، أن واشنطن استوعبت الصدمة بعد مقتل سليماني، والتعاطف والضغط الشيعي من خلال التلويح بالعقوبات الصارمة والتأكيد على وقوفها مع مطالب الحراك العراقي، وأن حكومة عبد المهدي مستقيلة وليس لديها صلاحيات في طلب إنهاء المعاهدات الأمنية.

وكان المتظاهرون العراقيون قد حرقوا مقر القنصلية الإيرانية في النجف، وسقط عددًا من القتلى في اشتباكات اندلعت بمحيط القنصلية بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين.

ويرى الدكتور سيد فؤاد، أن السيناريو الثاني في العراق، هو استمرار الاحتجاجات الي دخلت شهرها الرابع على التوالي، موضحًا، أنه لم تستطع الحصيلة الثقيلة للقتلى ولا الاستهداف المباشر للناشطين إخمادها بل ازدادت إصرارًا وتمسكًا بمطالبها.

ويرى أن الحراك الشعبي العراقي، سيتواصل ولن يقبل المتظاهرون بالعودة إلى نقطة الصفر بعد كل "الشهداء الذين قدمهم الحراك"، لافتًا إلى أن المخاوف من انتشار الفصائل المسلحة الموالية لطهران لن تؤثر على الحراك إلا تمسكًا بمطالبه، خاصة "لما قامت به عددًا من الفصائل الموالية لطهران من اغتيالات للنشطاء ومحاولات قمع للاحتجاجات، الأمر الذي كشفه احتفالات المعتصمين في ساحات الاعتصام فور سماع خبر مقتل سليماني، الذي اعتبروه عدوهم الأول وممثل للنفوذ الإيراني في العراق الذي يطالبون بإنهاءه".

فيما أوضح الجبوري، أن شعور إيران بالقلق من الحراك العراقي، أمرًا طبيعيًا، خاصة أن بغداد تعد الركيزة الأساسية للتدخلات الإيرانية في المنطقة، وتمثل بوابتها الخارجية للصمود والتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

ويقول إن طهران عجزت على فرض شخصية مواليه لها لقيادة الحكومة العراقية حتى الآن، في ظل دعم الولايات المتحدة لمطالب الحراك العراقي، ما يهدد مصالحها في العراق خاصة والمنطقة عامة.

وتابع قائلاً: "إن الضغط الأمريكي على الحكومة العراقية وعلاقتها ببعض الأطراف السياسية المعتدلة في العراق، أفشلا المخطط الإيراني الهادف إلى إنهاء الاحتجاجات وفرض حكومة تحفظ المصالح الإيرانية في المنطقة".

ويرى المحلل السياسي العراق، أن وجود سليماني في بغداد "كان يهدف إلى فرض شخصية موالية لطهران على الرئيس العراقي وإلا السماح للفصائل الموالية لها بالقيام بانقلاب تسيطر من خلاله طهران على مؤسسات الدولة وتعيين حكومة جديدة وبذلك تنهي التظاهرات من خلال موجة عنف وتجعل الأمريكيون أمام الأمر الواقع ويصعب عليهم إعادة ترتيب أوراقهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان