رادار وأجهزة تجسس.. لماذا استهدفت إيران قاعدة "عين الأسد" الجوية؟
كتبت- رنا أسامة:
كشف مصدر عراقي سر استهداف إيران لقاعدة "عين الأسد" الجوية بمحافظة الأنبار، غربي العراق، في هجومها الصاروخي الذي شنّته في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ردًا على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في غارة أمريكية فجر الجمعة الماضي قُرب مطار بغداد الدولي.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" بالعربية عن مصدر عراقي- لم تُسمه- قوله إن استهداف "عين الأسد" يعود إلى 3 أسباب؛ أولاها أنها تحتوي على مدرج للطائرات، والذي تم تدميره جراء القصف، بما يعني أن "الطائرات باتت لا تستطيع الهبوط من الآن فصاعدًا"، حسبما صرّح لقناة روسيا اليوم بالعربية.
أما السبب الثاني، وفق المصدر، فيرجع إلى احتوائها على "رادار عملاق يغطي الأراضي العراقية والسورية حتى فلسطين، بالإضافة إلى أجهزة اتصالات وتجسس كبيرة،"، دُمّرت جميعًا.
وتابع: "السبب الثالث لضربها يرجع لأنها تضم مركز القيادة العسكرية الأمريكية في العراق".
وأوضح أن الصواريخ الإيرانية المُستخدمة في القصف هي صواريخ "ذو الفقار، وقيام، وفاتح"، وفق روسيا اليوم.
وأشار إلى أن الهجوم وقع "بالتنسيق المباشر مع القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي، وتعاون استخباراتي كامل بين الجانبين".
وفي وقت سابق الأربعاء، أكّد عبدالمهدي أن إيران أبلغت بلاده بضرباتها على الأمريكيين في العراق. وقال إن "طهران أكّدت لبغداد أن القصف سيقتصر على مواقع للجيش الأمريكي".
كانت "عين الأسد" شُيّدت في حقبة الثمانينات للجيش العراقي بالصحراء على مسافة نحو 100 ميل إلى الغرب من العاصمة العراقية بغداد. وتُعد ثاني أكبر قاعدة عراقية، استخدمها التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش الإرهابي.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، استولت عليها أستراليا ثم سلّمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو من العام نفسه.
وفي عام 2006، قال أوليفر بول مُراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنها " في قلب الصحراء، محاطة من كل الجوانب بالأدغال والرمال والصخور .. لكن ما إن تأتي إلى الجانب الأمريكي، حتى تجد تخطيطا أفضل بكثير .. لقد حاولوا بشتى الطرق إنشاء ضاحية أمريكية مُعاصرة".
وبانسحاب الولايات المتحدة من القاعدة عامي 2009 و2010 سُلّمت إلى العراقيين، لكنها تعرضت للهجوم بعد أن بسط تنظيم داعش الإرهابي سيطرته على محافظة الأنبار المتاخمة.
وفي عام 2014، وبينما كان داعش يطوّق القاعدة، وصفها كوينتن سمرفيل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "عوامل التذكير بالاحتلال الأمريكي في كل مكان - قذائف المدفعية الفارغة وأماكن الإقامة التي يعلوها الغبار وحصص الإعاشة التي لم تؤكل وقد تناثرت على الأرضية".
وبعد عودة الولايات المتحدة إلى العراق لمكافحة داعش، تم تأمين القاعدة وبناؤها مجددا.
وفي 26 ديسمبر 2018، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد زيارة للقاعدة، وقال حينها إن "الرجال والنساء المتمركزين في قاعدة الأسد لعبوا دورا حيويا في هزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق وسوريا"، لكنه صرح بعد ذلك للصحفيين بأنه خشي على سلامة زوجته أثناء الزيارة: "لا تتخيلوا ما اضطررنا إلى المرور به".
وفي نوفمبر من العام الماضي، زارها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال الاحتفال بعيد الشكر.
يتمركز بالقاعدة حاليًا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، ومطارًا عسكريًا مزودًا بمقاتلات ومروحيات، وفيها أيضًا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
ويُعتقَد أنها تضم نحو 1,500 من عناصر القوات الأمريكية وقوات التحالف، وأن إجمالي القوات الأمريكية في العراق يبلغ 5 آلاف جندي، وفق بي بي سي.
فيديو قد يعجبك: