وفقا لمسار الرحلة.. هل سقطت طائرة أوكرانيا بأحد صواريخ إيران الموجهة نحو العراق؟
كتب – محمد الصباغ:
تقلع طائرة أوكرانية من طراز بوينج (737) من مطار الإمام الخميني بالعاصمة الإيرانية طهران، متجهة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في الخامسة والربع صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك لخمسة مرات أسبوعيًا.
لكن صباح الأربعاء، تأجلت الرحلة لمدة ساعة تقريبا وأقلعت الطائرة في تمام السادسة وعشر دقائق، ليكون من المقدر لها الهبوط في كييف في تمام الثامنة، حيث لا تزيد مدة الرحلة عن الساعتين.
أقلعت الطائرة من المطار وحلقت لمدة لا تزيد عن خمس دقائق، فوقعت المأساة وسقطت في منطقة شهريار بالعاصمة طهران، ولقي 176 شخصًا حتفهم وهم كل من كانوا على متنها.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد تزامن الحادث مع إطلاق إيران صواريخ على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في العراق، لتخرج التنبؤات حول أن تكون الطائرة قد أصيبت بصاروخ باليستي عن طريق الخطأ.
استهدفت إيران بصواريخها قاعدة عين الأسد في الأنبار القريبة من العاصمة بغداد، بجانب أخرى في محافظة أربيل شمال البلاد.
الأخيرة ربما أقرب لمسار الطائرة الأوكرانية المنكوبة، لكن بالأساس الطائرة لم تبتعد كثيرا عن المطار الذي أقلعت منه في طهران، قبل أن تسقط.
وتوضح الصورة التالية مسار الطائرة الطبيعي حال استمرارها، ومقر القواعد التي استهدفت في العراق، والتي أشارت أغلب التقارير أنها انطلقت من كرمنشاه في إيران.
قالت تقارير أولية إيرانية إن السقوط جاء بسبب خلل تقني في أحد المحركين، وسط أزمة تعيشها شركة بوينج بسبب حوادث سقوط الطائرات خلال العامين الماضيين.
لكن تقارير أمريكية خرجت اليوم لتعلن أن الطائرة تم استهدافها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، التي كانت نشطة بالتزامن مع إطلاق الصواريخ نحو القواعد العراقية.
وقال مسئولون استخباراتيون وبوزارة الدفاع لمجلة نيوزويك، إنه من المحتمل أن تكون الطائرة تعرضت بالخطأ لصاروخ من الدفاعات الجوية الإيرانية القريبة من المطار.
وتوضح الصورة التالية مسار الطائرة قبل السقوط وموقع إطلاق الصواريخ الإيرانية المرجح بجانب الأماكن المستهدفة بالعراق، وفقا لموقع "فلايت رادار" المتخصص في رصد حركة الملاحة الجوية.
وفقا للمسار، فإن المطار الإيراني ومسار الرحلة يبعد بصورة واضحة عن مرمى الصواريخ الإيرانية، التي كانت تستهدف العراق.
فالطائرة الأوكرانية كانت قرب مطار الخميني شرق منطقة كرمانشاه، فيما كانت الأهداف في العراق في الغرب تماما.
أوكرانيا أعلنت أنه من الممكن أن يكون أحد الصواريخ قد أصاب طائرتها، وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ألكسي دانيلوف، الخميس، إن إصابة الطائرة بصاروخ دفاع جوي أمر محتمل بجانب انفجارها نتيجة لهجوم إرهابي، أو لأسباب تقنية.
فيما صرح رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني علي عابد زاده، إن تقرير أولي عن حادث الطائرة كشف تعرض الصندوقين الأسودين للتلف والأضرار المادية الواضحة.
وبحسب مسار الطائرات الأوكرانية التي تتحرك من مطار الخميني في طهران والمتجهة إلى كييف، وموقع إطلاق الصواريخ المرجح، ربما يكون من المستبعد أن تكون قد تحطمت بفعل صاروخ كان موجها نحو العراق.
كما أنه في حال سقوطها بصاروخ إيراني، من المرجح أن يكون من أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تتأهب لصد أي رد أمريكي على الضربة الإيرانية للقواعد العراقية.
الرد الإيراني كان نافيًا بشكل واضح للمزاعم حول إسقاط الطائرة بصواريخ تستهدف العراق، وجاء على لسان مسئول كبير أن مزاعم إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ لا يمكن أن تكون صحيحة.
وقال عابد زادة في تصريحات نقلتها وكالات محلية إيرانية إن تلك المزاعم "غير علمية وغير منطقية ومستحيلة"، مشيرا إلى أن العشرات من رحلات الطيران الداخلية والدولية كانت تحلق في سماء إيران أثناء الضربة الصاروخية الإيرانية على القواعد العراقية.
فيديو قد يعجبك: