إعلان

"لحظة فارقة".. كيف قلبت مناظرة ترامب - بايدن الانتخابات الأمريكية؟

02:27 م الخميس 01 أكتوبر 2020

دونالد ترامب

كتبت - هدى الشيمي:
يعتقد دونالد ترامب في أعماقه أن حدث واحد في 2016 قلب الموازين في السباق الانتخابي، وأوصله إلى البيت الأبيض ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

قالت مجلة بوليتيكو الأمريكية إن هذا الحدث لم يكن فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) التحقيقات بشأن الخادم الإلكتروني لمنافسته الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون، وكذلك لم يكن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي التي سربها موقع ويكيليس، أو اختيار مايك بنس نائبًا له، أو تعليقات كلينتون خلال حملتها الانتخابية التي اعتبرها البعض عنصرية، واستغلها ترامب لصالحه.

"لحظة فارقة"

اللحظة الفارقة بالنسبة لترامب كانت، وفق بوليتيكو، في المناظرة الرئاسية الثانية، لحظة وصول المُرشح الجمهوري وقتذاك إلى سانت لويس، وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت قبل 48 ساعة فقط تسجيلاً قديمًا يتباهي فيه رجل الأعمال النيويوركي بجذبه أعضاء النساء التناسلية، وقتها تراجع عدد من المسؤولين الجمهوريين البارزين عن دعمه، وأعلنوا ذلك علانية، وناشد الكثير الحزب الجمهوري بالتخلي عنه.

1

في صباح اليوم السابق للمناظرة، قال رينس بيريبوس، رئيس الحملة الانتخابية عام 2016، لترامب: "إما أن تخسر في أكبر مواجهة في التاريخ، أو يمكنك الانسحاب من السباق والسماح لشخص آخر بالفوز".

"اختبار لقوة التحمل"

ولكن نجم تليفزيون الواقع لم يهرب ولم ينسحب. خلال مقابلة مع مجلة بوليتيكو قبل عدة أعوام قال ترامب إنه ينظر إلى المناظرات الرئاسية باعتبارها "مقياس لتحديد من يستطيع التعامل مع الضغط".

تعامل ترامب مع الضغط بأفضل طريقة مُمكنة، تقول بولتيكو إن ترامب أقوى أداء مسرحي في مناظرة أكتوبر 2016، كان قويًا وممسكًا بزمام الأمور، ثابتًا لم يرتجف، يبدو وكأنه لا يهتم بأي شيء، حتى أن تصريحاته المُثيرة والتي من ضمنها أن هيلاري كلينتون يجب أن تُلقي في السجن، كانت سلسة ولم تفارق الابتسامة وجهة، كما لو أنه يعرف أسرارًا لا يعرفها الآخرون.

قال ترامب لبولتيكو إن هذه المناظرة ساعدته على الفوز في الانتخابات، لأنها أثبتت أنه يستطيع يتعامل مع الضغط جيدًا.

2

زادت ثقة ترامب بنفسه بعد الأحداث التي استطاع تجاوزها خلال الفترة الماضية، فقد تمكن من النجاة من محاولة الإطاحة به، وانتعشت الأوضاع الاقتصادية، ولكن الأمور لم تسير على هذا النحو طويلاً، فقبل حوالي شهر على إجراء الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي تخلف ترامب عن بايدن، ما جعله يشعر أنه في حاجة ماسة إلى الظهور.

توجه الرئيس الأمريكي إلى مناظرة الثلاثاء، حسب بولتيكو، حاملاً عبء ثقيل مع ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19، والانهيار الاقتصادي الذي تسبب تسريح الملايين من عملهم، والاحتجاجات المستمرة ضد عنف الشرطة، لذلك فشل فشلاً ذريعًا.

"فريسة محاصرة"

كان ترامب مُنهكًا في مناظرة الثلاثاء، ويمكن رؤية ذلك بسهولة من خلال مراقبة تعابير وجهه الذي تلاشت من عليه ابتسامته التي طالما عبرت عن اعتداده الشديد بنفسه، قال تاكر كارلسون المقدم التليفزيوني في شبكة فوكس نيوز، إن الرئيس الأمريكي كان يتصرف كما لو أنه فريسة مُحاصرة.

رغم استعداده لبعض الأسئلة المتوقعة، لم يستطع الرئيس الأمريكي تقديم إجابات واضحة أو وضع خطوط عريضة فيما يتعلق بخطته بشأن الرعاية الصحية، ورفض إدانة بعض المتطرفين البيض، وهو ما استغله بايدن ضده لاحقًا.

تقول بولتيكو إن ترامب لم يكن أبدًا أذكى طفل في الفصل ولكنه كان قويًا دائمًا، مع ذلك لم تظهر قوته ليلة الثلاثاء، فالرئيس الذي تعهد "بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" صوّر الولايات المتحدة، دون دليل، على أنها دولة فاشلة عاجزة عن إجراء انتخابات شرعية، بعد تشكيكه في نزاهة عملية الاقتراع، واتهامه للديمقراطيين بمحاولة سرقة الانتخابات، ودعواته لمؤيديه بالذهاب إلى لجان الاقتراع ومراقبة ما يحدث هناك عن كثب.

3

قضى ترامب مُعظم حياته كرجل بالغ وهو يؤكد أنه لا توجد عقبات، وأن النجاح في الحياة يعتمد على اغتنام الفرص، وأن التغلب على المشاكل يتطلب الكثير من الإيمان، ولكنه بدا في مناظرة الثلاثاء وكأنه يفقد إيمانه. تُشير بوليتيكو، قبل أن تُضيف: "الرئيس الأمريكي لم يستطع مواجهة بايدن، ولم تكن إجاباته على والاس مناسبة في القضايا التي اُثيرت مثل كوفيد-19، أو الأوضاع الاقتصادية، أو الاضطرابات التي أعقبت الاحتجاجات ضد عنف الشرطة في بعض المدن الأمريكية، ولأول مرة في حياته، ظهر ترامب وكأنه يدرك تمامًا أنه لا يستطيع السيطرة على مُجريات الأمور".

بدا ترامب في مواجهته الأولى مع بايدن غير مُتماسك، قالت بولتيكو إنه في حالة فشل حملة إعادة انتخابه فلا يمكن أن يلوم الرئيس الأمريكي أي شخص بعينه، ولكنه سينظر إلى هذه المناظرة باعتبارها على أنها اللحظة الفارقة التي أنهت رئاسته، علاوة على ذلك فهي لحظة ذات أهمية سياسية ونفسية في التاريخ الأمريكي، كتلك التي حدثت قبل أربع سنوات وساعدته على الوصول إلى المكتب البيضاوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان