بورتريه.. ترامب كما جاء عنه في الكتب: نرجسيٌّ وكذب 20 ألف مرة
كتبت- هدى الشيمي:
ربما لا يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قارئًا ولكنه هدية لصناعة النشر وتوزيع الكتب، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الرئيس الساعي للفوز بفترة رئاسية ثانية وعاء لا ينضب يستمر في العطاء لدور النشر، خلال الفترة التي أمضاها في البيت الأبيض صدر سيل من الكتب التي حملت عناوين مثل "الغضب والنار" و"الخوف" و"المعتوه"، والتي ترسم معًا كقطع الأحجيات صورة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.
قالت الصحيفة البريطانية إن مؤلفي هذه الكتب تنوعوا ما بين مُراسلين وصحفيين مُخضرمين مثل بوب وودوارد، أو أشخاص مُنخفضي الخبرة مثل مايكل وولف، كام صدر كتاب لأحد أفراد عائلة ترامب وهي ماري ابنة شقيقة التي كشفت تفاصيل مُثيرة عن عمها، علاوة على صدور كتب أخرى ألفها أشخاص كانوا ضمن دائرة الرئيس المقربة، أو موظفين استقالوا أو فصلوا من إدارته.
في كل الأحوال، بالنسبة لأي شخص يسعى إلى فهم شخصية ترامب، فإن هذه الكتب – حسب الجارديان- تعتبر منجم ذهب يساعده على تكوين وجهة نظر عن شخصيته، وفترة رئاسته، وحالته العقلية.
النرجسية
لا يوجد أدنى شك من أن تحقيق نيويورك تايمز بخصوص ضرائب ترامب سيغدو موضوع الكثير من الكتب الأكثر مبيعًا، لاسيما مع إشارة التحقيق إلى أن الرئيس الأمريكي أنه اقتطع مبلغ قدّر بحوالي 70 ألف دولار لتصفيف شعره قبل ظهوره في التليفزيون.
أثار اهتمام ترامب المبالغ فيه بمظهره سخرية كثيرين بمن فيهم ابنته ومستشارته إيفانكا ترامب، حسبما ذكر مايكل وولف في كتابه "نار وغضب" (Fire and Fury). قال وولف: "لقد سخرت من تمشيط والدها المستمر لشعره".
وكذلك سخر جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق، في كتابه (A Higher Loyalty ) من مظهر الرئيس الأمريكي، وقال إن وجهه يبدو برتقاليًا قليلاً مع دوائر شديد البياض حول عينيه، وقال: "أعتقد أن هذه الدوائر نتيجة ارتدائه للنظارات أثناء عملية التعرض للشمس وتغيير لون البشرة".
قالت أكثر من 20 امرأة إن الرئيس الأمريكي استخدم يديه للاعتداء عليهن جنسيًا، وزعم ترامب، في كتابه Trump: The Art of the Comeback، إنه تعرض للتحرش الجنسي من قبل سيدة من عائلة كبيرة ولديها ثروة ضخمة، ولكنه رفض بأدب، وهو ما برره أحد مؤلفي الكتب بمحاولة الرئيس الأمريكي بإسقاط هذه الاتهامات، وكأنه يقول: "أنا لا اتحرش بالنساء، ولكنهن يقمن بمضايقتي".
الأكاذيب
قالت صحيفة واشنطن بوست إن ترامب كذب أكثر من 20 ألف مرة منذ توليه الرئاسة، جمعت الصحيفة أكاذيب الرئيس في كتاب (Donald Trump and His Assault on Truth) الذي أشار إلى أن أكاذيب الرئيس الأمريكي بدأت منذ يوم تنصيبه، عندما زعم أن الحشد الذي حضر تنصيبه كان أكبر من الحشد الذي تواجد في يوم تنصيب باراك أوباما.
في مذكراته (A Higher Loyalty) تحدث جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، كيف يدير الرئيس الأمريكي شؤون البلاد وكأنه زعيم عصابة أو رجل مافيا، ما يعني أنه يكذب بشأن كل شيء، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
يضع ترامب الولاء قبل الاخلاق والقيم والحقائق، حسب كومي. كذب ترامب بشأن السبب الحقيقي الذي دفعه إلى فصل كومي من منصبه، وصوّر نفسه على أنه ضحية بشأن التحقيقات في مزاعم التواطؤ مع الروس، ومحاولة الإطاحة به، كما أنه قدم رواية مليئة بالأكاذيب بشأن علاقته بالممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، والتي قالت إن محامي الرئيس دفع لها مبلغ مادي كبير لشراء صمتها وإقناعها بعدم التحدث عن علاقتهما.
الرجال الأقوياء
لماذا يرضخ ترامب دائمًا للزعماء الديكتاتوريين والمستبدين كما الروسي فلاديمير بوتين، الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والتركي رجب طيب أردوغان، ولكنه في المقابل يتجاهل الحلفاء؟ حاول مؤلفو الكتب الإجابة على هذه الأسئلة.
وتضمن كتاب بوب وودورد "الغضب" (Rage) مقتطفات من "رسائل الحب" التي تبادلها ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والذي وصف مقابلته بترامب بـ"الذكرى الغالية التي تكشف عن مدى عمق العلاقات والصداقة العميقة والتي قد تعمل كقوة سحرية". يتفاخر ترامب دائمًا بأن "كيم يخبره بكل شيء" بما في ذلك القصة الحقيقية لمقتل عمه.
وقال ترامب للصحفيين ذات مرة إن علاقته جيدة للغاية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم تحذير كثيرين من أن هذه العلاقة غير صحيحة، وتابع: "بالنسبة لي فإنها علاقة جيدة".
في كتابه "ذا روت وير إيت هابيند" (The Room Where It Happened) قال جون بولتون، مستشار الأمن السابق، إن ترامب كان مُستعدًا لإيقاف تحقيقات جنائية من أجل تقديم خدمات للدكتاتوريين.
يزعم بولتون أن ترامب ناشد الرئيس الصيني شي جينبينغ لمساعدته على الفوز بولاية انتخابية ثانية عن طريق شراء المزيد من المنتجات الزراعية، وقال إنه شجعه على الاستمرار في بناء معسكرات اعتقال لمُسلمي الإويغور.
وأضاف، مستشار الأمن القومي السابق،:"سياسة ترامب الخارجية ليست مُطمئنة".
العائلة
تحدثت العديد من الكتب عن العلاقة القوية وشديدة الخصوصية التي جمعت الرئيس الأمريكي بابنته الكبرى ومستشارته ايفانكا وكيف أن علاقته بزوجته ميلانيا سيئة للغاية. قال مايكل وولف في كتابه "نار وغضب" (Fire and Fury) إن ترامب اختلف مع الخدمة لسرية بشأن إغلاق غرفة نومه، ولفت الصحفي الأمريكي إلى أنها المرة الأولى التي يبقى فيها الرئيس وزوجته في غرفتين منفصلتين.
تحدث مايكل وولف في كتابه مشاجرة بين إيفانكا ترامب وكبير المستشارين الاستراتيجيين السابق ستيف بانون، والتي خرج فيها الأخير عن اعصابه وصرخ فيها قائلاً: "أنت مجرد موظفة، أنت لا شيء سوى موظفة لعينة".
ردت عليه إيفانكا، حسب وولف، :"أنا لست موظفة، ولن أكون أبدًا، أنا الابنة الأولى، ولن أكون أبدًا موظفة".
كانت أوماروسا مانيغولت نيومان، مستشارة ترامب السابقة، شاهدة على علاقة الرئيس بابنته إيفانكا، وقالت في كتابها (Unhinged) إنها تابعت لفترة طويلة كيف يعانق الرئيس ابنته، وكيف يلمسها، ويقبلها. وأضافت: "في رأيي ومن خلال مراقبتي لعلاقتهما فإن علاقتهما ليست سوية على الإطلاق".
في المقابل، قال مايكل كوهين، مُحامي ترامب السابق، في مذكراته (SUMMARY Of Disloyal) إن الرئيس الأمريكي يعامل باقي أبنائه بطريقة سيئة للغاية، لافتًا إلى أن إيفانكا هي الابنة المُفضلة، فيما يتوق أبناؤه الثلاثة الآخرين للشعور بحب والدهم له.
كشفت ماري ترامب في كتابها (Too Much and Never Enough) معلومات مُثيرة بخصوص عائلة ترامب تقشعر لها الأبدان، ووصفت جدها- والد الرئيس- بالمختل والمتنمر والذي شجع نجله على أن يكون قاتلاً.
قالت ماري ترامب إن قرار الناخبين بالتصويت لعمها في عام 2016 كان بمثابة السماح له بتحويل الولايات المتحدة إلى نسخة من عائلتها المختلة.
الجهل
في مذاكراته الجديدة، باتل جراوند (Battlegrounds)، ينتقد مستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر سياسة الرئيس الأمريكي، ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي كان يرفض تلقي أي إحاطة، أو قراءة أي شيء على الإطلاق.
تحدث ماكماستر في كتابه، عن اجتماع عُقد في البنتاجون في يوليو 2017- تطرق العديد من الكتّاب عما جرى في هذا الاجتماع- وقال إن وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون حاولوا تدريب الرئيس على فنون الإدارة التقليدية، وأكدوا له على حاجة واشنطن للحلفاء التقليديين لكن دون استجابة.
وكما يظهر كتاب "فيري ستيبل جينيس" (A Very Stable Genius) إن هذا الاجتماع لم يسير على ما يرام، وأنه دفع تيلرسون إلى الاستقالة، وذكر الكتاب أن وزير الخارجية السابق وصف ترامب بـ"المعتوه".
قال روب وودورد في كتابه عن ترامب إن الرئيس الأمريكي يظن أنه مُنزه ولا يحتاج أبدًا إلى النصائح، وتابع: "في عقله هو أذكى رجل في الغرفة، وهي فكرة عززها بداخله المتملقون ومستشاريه المفزوعين دائمًا".
وحاول جيمس بونيوزيك، الناقد التليفزيوني في نيويورك تايمز، شرح مدى قوة علاقة ترامب بالتليفزيون وكيف أنه يُفضل شبكة فوكس نيوز ويثُمن آراء ضيوفها وإعلامييها عن مستشاريه. قال بونيوزيك إن الرئيس الأمريكي "مُدمن على مشاهدة التليفزيون حتى قبل توليه الرئاسة".
فيديو قد يعجبك: