الخليج الإماراتية: عرقلة أردوغان لاتفاق أذربيجان وأرمينيا.. ضربة لجهود روسيا الدبلوماسية
أبوظبي- (أ ش أ):
أكدت صحيفة الخليج الإماراتية أن عرقلة أردوغان اتفاق وقف النار الذي أبرم الأسبوع الماضي بين وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا في موسكو، برعاية وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هو ضربة موجهة إلى روسيا مباشرة وإلى جهودها الدبلوماسية، وكأنه يريد أن يقول لموسكو إنه لا يمكن التوصل إلى هدنة، أو حل سياسي من دون الأخذ في الاعتبار دور تركيا وموقفها.
وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها ، اليوم الخميس، تحت عنوان "أردوغان يلعب بالنار" - إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك تماماً تضارب المصالح بين مختلف القوى الإقليمية والدولية، وتشابكها مع المصالح التركية، ما يجعلها عاجزة عن اتخاذ مواقف حاسمة إزاء تدخله، وتأجيج الصراع في منطقة القوقاز الجنوبية، وبالتالي هي غير قادرة على لجمه، لذا فهو يندفع في مغامراته إلى أقصى حد، ويرى أن الفرصة متاحة أمامه، لتحقيق حلمه في استعادة نفوذ أسلافه في المنطقة.
واستدركت بالقول إن أردوغان ذهب بعيداً على ما يبدو في تحدي روسيا في منطقة تعتبر مجالها الحيوي، وحديقتها الخلفية، وجزءاً من أمنها القومي، باعتبارها كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، وظلت في عهد الرئيس فلاديمير بوتين مرتبطة بالعديد من الاتفاقات والعلاقات المميزة مع روسيا، لأنها تشكل الحزام الجنوبي لها، وبالتالي فإن اللعب التركي تحت الحزام، وتحويله إلى جرح نازف لروسيا، هو أمر في غاية الخطورة بالنسبة للكرملين الذي لا يزال يحاول محاصرة النار بالوسائل الدبلوماسية، لعل الرئيس التركي يتعقل، ويدخل في مفاوضات جدية تؤدي إلى الأخذ بمصالح تركيا من دون المساس بالمصالح الروسية.
وأضافت أنه حتى الآن لا يبدو أن أردوغان يتفهم المقاصد الروسية من هذا الأسلوب، ويرى فيه علامة ضعف من جانب روسيا، نظراً لمصالحها الواسعة مع تركيا، خصوصاً تلك المتعلقة بخط الغاز السيل الجنوبي الذي يمر عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، أو العلاقات الاقتصادية والعسكرية المتنامية بين البلدين، وهي قضايا يعتبرها أردوغان كوابح تجاه أي موقف روسي تصعيدي ضد بلاده.
وأوضحت حقيقة أن روسيا تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه، فهي ترى تركيا تلعب بملعبها، وتغرز مخالبها في خاصرتها الجنوبية، وتجد نفسها مكبلة بمصالحها التي لا تريد أن تفقدها، كما أنها تدرك أن أردوغان يلعب في أكثر من مكان مهدداً المصالح الروسية، ومع ذلك تتعامل معه بليونة، وتسعى لاستيعاب سياساته المتهورة بالتي هي أحسن،لكن هل تواصل موسكو سياسة «الصبر الاستراتيجي»، أم تهبّ للدفاع عن مصالحها وأمنها القومي؟ الأيام المقبلة سوف ترد على هذه الأسئلة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: