فاينانشيال تايمز: الديمقراطية الأمريكية مرهونة بـ"صناديق الاقتراع"
لندن- أ ش أ:
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، الثلاثاء، أن جوهر الديمقراطية الأمريكية بات مرهونا بما سيجري داخل صناديق الاقتراع في الشهر المقبل، حيث من المنتظر أن يبدأ سباقا انتخابيا محموما بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
واستهلت الصحيفة افتتاحيتها المنشورة على موقعها الإلكتروني بالقول إن الهامش الشعبي لبايدن في الأسبوع المقبل من المرجح أن يتسع لدرجة أن ترامب لن يكون قادرا على تنفيذ تهديداته.. وإذا تعذر ذلك، فإن الديمقراطية الأمريكية ستواجه اختبارا حادا.
وتابعت الصحيفة: "أنه في الوقت الذي يزن فيه الأمريكيون أصواتهم، يجب عليهم أن يدركوا أن أكثر من أزمة وقضية، بخلاف مسألة مكافحة جائحة فيروس كورونا، باتت على المحك، بما وضع النظام السياسي لأكبر دولة في العالم رهن ورقة الاقتراع. وحاليا، يواجه الناخبون الأمريكيون اختباراً بالغ الأهمية بعدما ظهرت أزمة دستورية نجمت عن محاولة زائفة لمنع فرز أصوات الأمريكيين عبر البريد، وهو الأمر الذي لن يفيد إلا أولئك الذين يرغبون في تشويه سمعة الديمقراطية الأمريكية".
واعتبرت الصحيفة "أن بايدن مدين بالكثير، إن لم يكن لكل نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي تفوق فيها، إلى سوء تعامل ترامب مع ملف جائحة كورونا.. فضلا عن سياساته التي اتبعها منذ عام 2017 وخاصة تلك المتعلقة بمسألة نجل المرشح الرئاسي جون بايدن في أوكرانيا والتي تسببت في إجراءات مساءلته العام الماضي، فضلا عن انسحابه من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، والحرب التجارية التي شنها ضد الصين وغيرها من الملفات التي لاقت معارضة داخلية وخارجية شديدة.. ومع ذلك، وحتى أوائل الربيع الماضي، كانت فرص ترامب في إعادة انتخابه متقاربة مع بايدن، وعاد ذلك في غالب الأمر إلى أن الاقتصاد الأمريكي كان في حالة معقولة قبل أن يدمره الجائحة. وعلى الرغم من رفض ترامب الموافقة على خطة فيدرالية لتسوية منحنى العدوى، لا يزال معظم الأمريكيين يثقون به أكثر فيما يتعلق بالاقتصاد".
وتابعت "فاينانشيال تايمز" أنه في حال فاز بايدن، فسوف يتحتم عليه أن يعي أن الإحباطات التي أخرجت ترامب من الرئاسة لم تتلاش، وإذا نجح ترامب في الوصول إلى ولاية ثانية، فعليه أن يتذكر تعهداته الخاصة بالتركيز على أحوال المواطن الأمريكي الفقير، حيث لا تزال الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة محاصرة، ووصلت معدلات انعدام الثقة في مؤسسات الدولة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ولا تزال احتمالات ردود الفعل الشعبوي العنيف أكثر تهديدًا للبيت الأبيض من إعادة انتخاب ترامب.
وأضافت الصحيفة: "ولا يزال إصرار ترامب على تجاهل العلم خلال أزمة الوباء يتصدر لوائح الاتهام ضده والانتقادات، فحتى اليوم، وبعد 3 أسابيع من دخوله المستشفى، لا يزال الرئيس ينظم تجمعات خالية من الكمامات، اعتبر فيها الأزمة بمثابة تهديد مبالغ فيه.. غير أن منحنيات العدوى تؤكد عكس ذلك وتثبت آراء العلماء بأنه إذا ارتدى الأمريكيون أقنعة، فيمكن عندئذ استئناف بعض التجمعات ومنع وقوع المزيد من الوفيات، ومع ذلك، لا يزال ترامب يسخر من التباعد الاجتماعي، حتى أنه بحلول يوم الانتخابات، سيكون ما يقرب من ربع مليون أمريكي قد ماتوا بسبب الوباء.. فيما يعد أكبر فشل للبيت الأبيض منذ حرب فيتنام".. على حد وصف الصحيفة.
أما عن بايدن، فقد تعهد بتعين أشخاص ذوي خبرة من أجل وضع خطة لتسوية المنحنى، وأشارت الصحيفة إلى أنه "في عالم اليوم، أصبحت الوعود بالكفاءة الإدارية مجرد أفكار ثورية.. حيث إنه لن يكون أي شيء آخر يسعى إليه بايدن ممكنًا حتى تتم السيطرة على الوباء، وحتى مع ذلك، فإن التعقيدات المتعلقة بكيفية توزيع وتسعير ما يحتمل أن يكون لقاحات منافسة في عام 2021 من شأنه أن يمثل تحديا للرئيس القادم داخل البيت الأبيض، والذي سوف يتحتم عليه أن يأخذ المسألة محمل الجد".
وأكدت "فاينانشيال تايمز" أن أفكار بايدن تجاه السياسة الخارجية تعد أكثر تحفظًا بحيث لا تسبب أي ضرر.. ومن المرجح أن يكون التراجع عن إجراءات ترامب، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس والاتفاق النووي الإيراني، وكذلك تحسين العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، ولكن إذا تم انتخاب بايدن رئيساً، فسوف يجد عالماً مختلفاً عن العالم الذي تركه منذ أن كان نائبا للرئيس، فلا يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى عام 2016، حيث سيكون التعامل مع الصين أصعب بكثير، لاسيما بعد أن توسعت قوة ونفوذ الصين بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: