الشرطة البيلاروسية تفرق متظاهرين قرب موقع يحمل طابعًا رمزيًا للمعارضة
مينسك - (أ ف ب)
فرّقت الشرطة البيلاروسية، مساء الأحد، متظاهرين ونفذت توقيفات قرب موقع متاخم للعاصمة مينسك يشتهر بأنه شهد عمليات إعدام في العهد الستاليني ويحمل رمزية كبيرة لمعارضي الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.
وأفادت وكالة فرانس برس بحصول توقيفات في حقل قرب موقع كوراباتي شمال شرق العاصمة حيث أُعدم عشرات آلاف الأشخاص بين 1930 و1940 في ظل حكم جوزف ستالين.
ونشرت عربات نقل للمساجين وسمع دوي قنابل صوتية، وفق صحافي من فرانس برس.
وأطلقت الشرطة عيارات تحذيرية لتفريق المتظاهرين، بدون أن يحدد نوع السلاح المستعمل.
وأوقف 120 شخصًا على الأقل في مينسك خصوصا، وفق منظمة "فياسنا" غير الحكومية المتخصصة.
وصارت المنطقة المشجّرة من كوراباتي منذ الثمانينات الموقع الأساسي لإحياء ذكرى جرائم الاتحاد السوفياتي في بيلاروس. ويمثل المكان أيضًا موقعًا رمزيًا لمعارضي الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي يتهم دائمًا بتقدير الحقبة السوفياتية.
ويعود آخر تفريق عنيف لتظاهرة قرب المقابر الجماعية في كوراباتي إلى عام 1988. واستعملت الشرطة السوفياتية حينها الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين.
وتظاهر بين 20 و30 ألف شخص اليوم، في مينسك للدعوة إلى تنحي الرئيس لوكاشنكو، وفق صحافيين من فرانس برس. ولم يتمكن جزء من المتظاهرين من الوصول إلى كوراباتي نتيجة الانتشار الكثيف لقوات الأمن.
وهتف متظاهرون متوجهين إلى الرئيس "ارحل أنت وشرطتك".
"تخلى عنا الغرب"
منذ إعادة انتخابه في اقتراع مثير للجدل في 9 أغسطس، يواجه رئيس الدولة البالغ 66 عامًا والذي يشغل منصبه منذ 26 عامًا حركة احتجاجية تاريخية يشارك فيها أسبوعيًا عشرات آلاف المتظاهرين، رغم استعمال العنف والتوقيفات.
ويبدو الوضع بعد قرابة ثلاثة أشهر من الاحتجاجات في طريق مسدود مع رفض لوكاشنكو التنحي.
ودعت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا المقيمة في المنفى إلى إضراب وطني هذا الأسبوع لإجبار الرئيس على التنحي.
ورغم الضغوط لم تنجح الحركة في شلّ الاقتصاد الذي تهيمن الدولة على جزء كبير منه. وتلى الاضراب عدة احتجاجات طلابيّة.
وقال المتظاهر إياكوف رافضا كشف اسم عائلته، "نحن مرهقون جدا. عندما نتظاهر نتعرض للضرب. عندما ننفذ إضرابا يتم تسريحنا. يُطرد أيضا أبناؤنا من الجامعات".
ويشعر هذا المهندس بأن "الغرب وتيخانوفسكايا تخليا علينا"، مؤكدا أنه ينتظر من الأخيرة "تحركات أكثر حسما" وخصوصا فرض عقوبات أكثر صرامة على ميسنك.
وفرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن عقوبات على 40 مسؤولاً بيلاروسيًا لدورهم في تزوير انتخابات أغسطس وقمع المتظاهرين. واتفق القادة الأوروبيون أيضا على معاقبة لوكاشنكو.
وعبّرت المصرفية فيكتوريا بافلوفيتش التي جاءت للتظاهر في مينسك عن أملها في أن تؤدي الحركة الاحتجاجية إلى "تغيير البلد" حتى "لا يعيش أطفالنا في خوف".
وأجرى لوكاشنكو هذا الأسبوع عدة تغييرات في الجهاز الأمني، شملت خصوصا تعيين مسؤولَين جديدَين على رأس وزارة الداخلية وشرطة مينسك.
وأمر الرئيس قوات الأمن بالتشدد مع معارضيه، لكنه دعاها إلى "عدم أخذ سجناء". وحذرت السلطات سابقا أنها قد تلجأ إلى استعمال "الرصاص الحي" ضد المتظاهرين.
وأشادت تيخانوفسكايا المقيمة في ليتوانيا، الأحد بمن شاركوا في "المسيرة السلمية ضد إرهاب الحكومة".
فيديو قد يعجبك: