إطلاق صواريخ على منطقة أمهرة المجاورة لتيجراي في إثيوبيا
(أ ف ب):
استهدف هجوم صاروخي مدينتين في منطقة أمهرة الإثيوبية المجاورة لتيجراي حيث يتواجه الجيش مع السلطات المحلية، ما يعزز المخاوف من احتمال اتساع رقعة النزاع في البلد الذي يشهد توترات بين العديد من المجموعات العرقية.
وسقطت الصواريخ في محيط مطاري مدينتي بحر دار، عاصمة أمهرة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر من حدود تيغراي، وقوندر التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال، وفق خلية الأزمة في الحكومة. وأفاد سكان عن وقوع انفجارات وإطلاق نار مساء الجمعة.
وأفاد طبيب من قوندر وكالة فرانس برس عن مقتل شخصين وجرح 15 آخرين، جميعهم جنود، فيما لم ترد أي حصيلة على الفور من بحر دار.
وكتبت خلية الأزمة الحكومية في تغريدة "أطلقت صواريخ باتجاه مدينتي بحر دار وقوندر ما أدى إلى إصابة المطار فيهما بأضرار". ولم يشر المصدر إلى وقوع إصابات بشرية.
وأضافت "أن جبهة تحرير شعب تيجراي تستخدم آخر الذخائر في ترسانتها"، في إشارة إلى الجبهة التي تدير المنطقة والتي وباشر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في الرابع من نوفمبر عملية عسكرية ضدها.
وقال رئيس إقليم تيجراي دبرتسيون غبر ميكائيل السبت لوكالة فرانس برس إنه ليس على علم بهذا الهجوم الصاروخي مشيرا إلى أن حزبه جبهة تحرير شعب تيجراي الذي يدير المنطقة يعتبر أن "أي مطار يستخدم لمهاجمة تيغراي سيكون هدفا مشروعا".
ويخدم مطارا بحر دار وقوندر الطائرات المدنية والعسكرية. ونفذت القوات الجوية الإثيوبية عدة غارات في تيغراي وأكدت الجبهة أن الغارات أسفرت عن مقتل مدنيين، دون أن يكون بالإمكان التحقق من ذلك.
وساد الهدوء بحر دار وقوندر السبت، وفق ما أفاد سكان وكالة فرانس برس، كما أشاروا إلى حدوث إطلاق نار لوقت قصير في المدينتين بعد التفجيرات.
وقال أحد سكان بحر دار إنه سمع "دوي انفجارين حوالي الساعة 22,50" (19,50 ت غ). وأضاف "ثم تلاهما إطلاق النار لمدة 15 دقيقة وعاد الهدوء من جديد".
- "مذبحة" -
وفي حال ثبت أن الجبهة هي التي قامت بإطلاق الصواريخ، فإنها تظهر بذلك قدرتها على إخراج النزاع من معقلها. بينما أكد قائد الجيش برهان جولا في 5 نوفمبر أن الحرب لن تصل إلى وسط البلاد وستنتهي في تيجراي.
وأعرب عدد من المراقبين عن خشيتهم من أن يجر النزاع في تيجراي إثيوبيا إلى حرب أهلية لا يمكن السيطرة عليها. ويذكر أن إثيوبيا ثاني دولة أكثر اكتظاظا بالسكان في القارة الإفريقية مع أكثر من مئة مليون نسمة، وتضم فسيفساء من الشعوب المجتمعة ضمن "الفدرالية العرقية".
وتتكرر النزاعات المحلية القديمة بين أمهرة، وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا بعد أورومو، وتيغراي، التي تشكل 6% من السكان، اللذين درات بينهما اشتباكات عنيفة في الماضي.
وذهب الآلاف من عناصر ميليشيات الأمهرة إلى تيغراي لمساعدة الجيش الإثيوبي في مواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي، وفقًا للسلطات الإقليمية في أمهرة.
ونددت منظمة العفو الدولية الخميس بمقتل عشرات المدنيين في "مذبحة" شهدتها منطقة تيغراي، نسبها شهود إلى قوات تدعم "جبهة تحرير شعب تيجراي" الحاكمة في الإقليم، وهو ما نفاه دبرتسيون.
ويسود استياء كبير خاصة في صفوف عرقيتي أورومو وأمهرة -- الأكبر في البلاد -- تجاه "جبهة تحرير شعب تيجراي" التي كانت تتمتع بسلطة واسعة طوال نحو ثلاثة عقود سيطرت خلالها على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا.
وبعدما همّشها تدريجيا أبيي أحمد المنتمي إلى عرقية أورومو منذ أصبح رئيسا للوزراء عام 2018 إثر احتجاجات شعبية، بدأت "جبهة تحرير شعب تيجراي" منذ أشهر بتحدي الحكومة المركزية. ومن بين أبرز مظاهر التحدي كان تنظيم انتخابات في منطقة تيجراي اعتبرتها أديس أبابا "غير شرعية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: