رحيل "معلم" الدبلوماسية السورية (بروفايل)
كتب - محمود علي:
أعلن التلفزيون السوري، وفاة وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، في ساعة مبكرة، صباح اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد مسيرة دبلوماسية امتدت إلى 56 عاماً.
وُلد "المعلم" في 13 يناير 1941 في دمشق، ودرس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، قبل أن يلتحق بالخارجية السورية عام 1964، ويعمل سفيراً لدمشق في بريطانيا ورومانيا والسعودية وتنزانيا، وغيرها من الدول.
ويعتبر وليد المعلم هو دبلوماسي المهام الصعبة في عهد بشار الأسد، لطالما كانت سوريا دائماً هي الدولة التي يتحدث عنها العالم، خاصة بعد موجة الربيع العربي 2011.
وكان مسؤولا عن الملفات الخارجية الشائكة في عهد بشار الأسد، حتى قبل توليه الحقيبة الوزارية، وأدار ملف العلاقات السورية الإسرائيلية، في الفترة من عام 1990 حتى عام 1999، والتي شهدت تغيرًا كبيرًا في الوضع الدولي لسوريا، إضافة إلى ملف العلاقات السورية اللبنانية عام 2005، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تقف على المحك.
استخدم "المعلم" الإعلام الأجنبي، لرسم صورة بشارة الأسد في الخارج، رغم ما كانت تعانيه الدولة في الداخل، ووصف ما يحدث في سوريا بأنه "إرهاب دولي"، إشارة إلى الدول التي تتخذ موقفاً معارضا لموقف "الأسد".
وبالرغم من موقف العالم الذي بدا صارماً في أعقاب موجات الاحتجاجات الشعبية في سوريا، لكن دبلوماسية المعلم اتخذت من موسكو، وهي الحليف الأقوى للأسد، بداية لجولات مكوكية صوب المجتمع الدولي لتجميل صورة "بشار"، وأن "المعارضة" هي صاحبة نصيب "الأسد" من الأعمال الدموية في سوريا.
وعلى مدار 11 عاماً من النزاع الدامي في سوريا، كان وليد المعلم في حرب دبلوماسية في جبهة أسماها "شرعية النظام في الدفاع عن نفسه"، استطاع منها تغيير موقف بعض الدول وتراجع الموقف الأمريكي، الذي هاجمه واتهمه بـ"مساعدة الإرهاب".
وألقى "المعلم" كلمة بلاده أمام الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو آخر أبرز الأحداث الدولية التي شارك فيها، خلال سبتمبر الماضي، والتي جاء فيها:
_الأجندات السياسية في العالم ما زالت تتقدم على الأجندات الإنسانية.
_ تركيا "أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب" في بلاده والمنطقة.
_استمرار وجود القوات الأمريكية والتركية على الأراضي السورية هو احتلال بكل ما يتضمنه ذلك من أبعاد قانونية وأن سوريا لن تدخر جهدا لإنهاء هذا الاحتلال.
_الحكومة السورية لم تتخلف يوما عن الانخراط في المسار السياسي ما أفضى إلى تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها في جنيف.
_ واقع اليوم لا ينبئ بالمستقبل الذي نصبو إليه.
فيديو قد يعجبك: