من هو أبو محمد المصري وما مكانته في القاعدة؟
(بي بي سي):
قال مصدر أمريكي بارز إن عملاء إسرائيليين وبناءً على أوامر من مسؤولين أمريكيين قاموا باغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في العاصمة الإيرانية في أغسطس/ آب الماضي، وهو ما نفته طهران مؤكده عدم وجود عناصر للتنظيم داخل أراضيها.
ولكن ما الذي نعرفه عن هذا الرجل حتى الآن؟
عبد الله أحمد المصري (57 عاما) المعروف باسم أبو محمد المصري هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وأحد القادة المؤسسين للتنظيم، وواحد من أهم المطلوبين على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي.
انضم الرجل - وهو مصري المولد وكان لاعب كرة قدم محترف في السابق- لتنظيم القاعدة مع بداية تأسيسه عام 1988.
وتولى إدارة معسكرات التدريب ولعب دوراً في الهجمات التي نفذها التنظيم ضد مصالح أمريكية، بما في ذلك المساعدة في إعداد المسلحين الصوماليين الذين هاجموا القوات الأمريكية في مقديشو عام 1993.
كما يشتبه في كونه العقل المدبر لتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص.
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية لم تسمهم قولهم إن المصري كان "محتجزاً" في إيران منذ عام 2003، لكنه كان يعيش بحرية في ضاحية راقية بطهران منذ عام 2015.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين يعتقدون أن إيران ربما سمحت له بالعيش هناك لتنفيذ هجمات ضد أهداف أمريكية.
ولطالما نفت إيران إيواءها عناصر القاعدة، رغم أن عدداً من قيادات التنظيم البارزين فروا إليها من أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
وكان المصري أحد أكثر المساعدين المقربين من الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وكانت ابنته مريم التي يعتقد أنها قتلت معه في طهران هي أرملة حمزة بن لادن نجل الزعيم السابق للتنظيم والذي قتل العام الماضي في عملية أمريكية على الحدود الأفغانية الباكستانية.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن المصري قتل مع ابنته في إطلاق نار نفذه مسلحان يستقلان دراجة نارية في 7 أغسطس/ آب وهو اليوم ذاته الذي شهد تفجير السفارتين الأمريكيتين عام 1998.
وقد تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في إيران ولبنان وكذلك قناة (إم تي في) اللبنانية في أغسطس / آب الماضي أنباء العملية. غير أن الأنباء أفادت بأن الهجوم أودى بحياة أستاذ تاريخ لبناني من أنصار جماعة حزب الله، يدعى حبيب داوود، وابنته وتدعى مريم.
وكان أبو محمد المصري مدرجاً على رأس قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) لأكثر الإرهابيين المطلوبين. ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه.
"كان أبو محمد المصري كان واحداً من أهم قادة تنظيم القاعدة - وأكثر المذنبين بينهم- على الأرض"، وفقا لما يقوله نيكولاس جي لوين المحقق الفيدرالي السابق في مانهاتن والذي ساهم في قيادة تحقيقات ومحاكمات للعديد من قادة التنظيم البارزين وعملائه، مضيفا أن "مقتله يحرم القاعدة من أحد أكثر قادتها خبرة وتأثيرا."
كان ينظر للمصري باعتباره خليفة محتملاُ للزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري (69 عاما)- الذي تولى القيادة بعد مقتل بن لادن على يد القوات الأمريكية الخاصة في باكستان عام 2011- والذي يقال أنه توفي بشكل طبيعي.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن خبير مكافحة الإرهاب علي صوفان قوله إن إيران وفرت ملاذاً للعديد من القادة البارزين في تنظيم القاعدة، رغم أنهم قتلوا خلال السنوات الأخيرة واحداً تلو الآخر.
وتضيف الصحيفة أنه بمقتل أبو محمد المصري فإن العضو الوحيد المتبقي من مجلس شورى التنظيم والذي يمتلك الخبرة العملياتية للقاعدة، هو سيف العدل والذي يعتقد أنه لايزال في إيران.
فيديو قد يعجبك: