خبراء: سياسة بايدن الخارجية ستحكمها المصالح ولن تتطابق مع أوباما
القاهرة- (أ ش أ):
أكد خبراء العلوم السياسية أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن ستحكمها مصالح ثابتة ولن تتطابق مع سياسات الرئيس الأسبق أوباما بسبب التغيرات في السياق الإقليمي والدولي، وستحددها عوامل متعددة من ضمنها المؤسسات وليست العوامل الشخصية أو الحزبية فحسب.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مجلة السياسة الدولية - إحدى إصدارات مؤسسة الأهرام - اليوم الاثنين بعنوان "ما بعد فوز بايدن .. التداعيات على المنطقة والعالم".
وقالت الدكتورة دلال محمود، الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إنه رغم أن بايدن قدم نفسه على أنه مضاد لترامب وأنه يسعى لما وصفه بإعادة القيادة الأمريكية للعالم، والتي تتسق مع مبادئ الحزب الديمقراطي، فانه يصعب تجاوز أثر ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية.
ولفتت أن سياسة بايدن الخارجية قد تختلف عما روج له، فمن خلال برنامجه الانتخابي مازالت توجهاته نحو الشرق الأوسط غامضة حيث تجنب الحديث عن تحديد مواقف واضحة تجاه القضايا الهامة بالمنطقة مثل سوريا وليبيا، وستنتهج إدارة بايدن سياسة إعادة ترتيب المنطقة دون التدخل المباشر، حيث ستسعى لانسحاب تدريجي مع ضمان مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وأشارت إلى أن بايدن سيسعى خلال الفترة الانتقالية التي ستلي توليه السلطة إلى محاولة اكتساب شعبية داخلية وتجاوز لغط الإنتخابات، والتعامل مع جائحة كورونا، لافتة أن الفريق المحيط ببايدن سيلعب دورا كبيرا في توجيه السياسة الخارجية الامريكية، وأهمها إعادة تعريف الأعداء، وقد تكون روسيا هي الخصم الأول وليس الصين التي ستعتبرها خصما كبيرا يجب التعامل الاقتصادي معها بحذر .
من جانبه، قال الدكتور السيد علي أبو فرحة، الخبير في العلوم السياسية، إن جائحة كورونا أثرت سلبا على فوز ترامب وغيرت المشهد السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، مضيفا أن ترامب اعتمد على سياسة الضغط الأقصى في سياسته الخارجية وشابها كثير من التناقض.
وأكد أن نجاح سياسات ترامب الخارجية ستؤدي للضغط على أي رئيس آخر، مثل التعامل مع الحلفاء والمؤسسات الدولية، خاصة فيما يتعلق بأوجه وجدوى الإنفاق على المنظمات الدولية، فمثلا ترامب كان يرى أن معالجة التغير المناخي مكلف، ويرى بايدن أنه ينبغي استغلال قضية التغير المناخي لخلق فرص عمل، كما أن توجه بايدن نحو إيران لن يختلف كثيرا نحو العقوبات ولن يكون هناك رفع كامل لتلك العقوبات.
وأشار إلى أن بعض الدول في الشرق الأوسط قد تواجه ضغطا في مجال حقوق الإنسان لكن ستستمر العلاقة مع حلفائها الاستراتيجيي، كما سيكون هناك اتفاق في النهج المتشدد نحو الصين وإن كان الأسلوب سيختلف.
من جهته، لفت عمرو عبد العاطي مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إلى أن الانتخابات الأمريكية عقدت في ظل ازمة وباء كبرى وفي ظل انقسام عرقي وحزبي حاد، وهو ما أثر على العملية الانتخابية ككل، حيث تقدمت قضايا مثل الرعاية الصحية على القضية الاقتصادية.
وقال إن المرشح الديمقراطي نجح في تحويل الانتخابات إلى استفتاء على أداء ترامب حول تلك القضايا، مضيفا أن الجائحة أثرت على طريقة التصويت، وعارض ترامب التصويت عبر البريد وشكك في نتائجها ورفض توفير التمويل اللازم، ومازال ترامب يشكك في النتائج ويرى أن بايدن سيصل إلى البيت الأبيض بالتزوير .
ويرى عبدالعاطي أنه رغم الاستقطاب السياسي الحاد وتشكيك ترامب في النتائج، سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة وفقا للدستور الأمريكي، مؤكدا أن الفترة القادمة بمثابة اختبار حقيقي للديمقراطية الأمريكية.
من جهتها، لفتت الدكتورة رغدة البهي، المدرسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إلى أن المعركة الانتخابية انتقلت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاوز الإنفاق على الإعلانات السياسية للحملتين عبر منصات التواصل الاجتماعي ما تم انفاقه على الاعلانات التلفزيونية، واستخدمت الحملتين الأدوات التي تقدمها تلك المنصات في الدعاية وجمع التبرعات وحشد الناخبين.
وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت تحديات تتعلق بأمن المعلومات والبيانات، ومخاطر التدخل الخارجي من خلال الصفحات مضللة ونشر الأخبار الكاذبة، لافتة أن وسائل التواصل عملت على الحد من التدخلات كما حدث في ٢٠١٦، من خلال حذف المنشورات المضللة والمتطرفة، ووقف الإعلانات السياسية قبل عملية التصويت.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: