إعلان

ما حيثيات مقتل أبو محمد المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة؟

12:13 ص الأربعاء 18 نوفمبر 2020

صورة لأبو محمد المصري وهو مسؤول بارز في تنظيم القا

طهران - (أ ف ب)

لم تتبن حتى اليوم أي جهة عملية قتل أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بقلب طهران، الذي قتل في 7 أغسطس الماضي. وهذا تزامن مع ذكرى الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتي أمريكا في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا العام 1998. وكانت واشنطن اتهمت أبو محمد المصري بلعب دور بارز في تلك الاعتداءات.

قتل أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في 7 أغسطس الماضي إثر مهمة سرية دبرتها واشنطن، وقام بتنفيذها عملاء إسرائيليون على الأراضي الإيرانية، وفق ما نشرته الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" في عددها ليوم 13 نوفمبر.

وأضافت الصحيفة أن ابنته مريم التي كانت متزوجة أحد أولاد أسامة بن لادن قتلت هي الأخرى في نفس العملية، وفق المعلومات التي أدلى بها مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية. لكن السلطات الإيرانية فندت هذا الخبر، فيما التزمت الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية الصمت حياله. نفس الموقف اتخذه تنظيم القاعدة الذي لم يبح بأي سر حول هذه العملية.

ويصنف هذا المواطن المصري من بين أبرز القيادات والمسؤولين في تنظيم القاعدة التي يتزعمها مصري آخر، وهو أيمن الظواهري، التي تفيد إشاعات أنه توفي.

وبهذا الخصوص، قال وسيم نصر، صحفي في "فرانس 24" متخصص في الحركات الجهادية: "كان أبو محمد المصري يتمتع بمكانة هامة في القيادة العليا لتنظيم القاعدة وكان ينتمي إلى الجناح المصري داخل التنظيم. هذا الجناح يملك نفوذا كبيرا داخل القاعدة منذ مقتل مؤسس هذا التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن".

قتل في ذكرى اعتداءات 1998

هذا، وعرف أبو محمد المصري بالمشاركة والتخطيط في الاعتداءات، التي استهدفت السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا في 1998 والتي تسببت بمقتل 224 شخصا وجرح 4000 آخرين.

فيما حمل هذا الاعتداء، الذي استخدمت فيه وللمرة الأولى تقنية السيارة المفخخة في الساحل الأفريقي، توقيع تنظيم القاعدة الذي لم يكن معروفا كثيرا قبل اعتداءات سبتمبر 2001. ويضيف وسيم نصر في هذا الشأن أن "تاريخ مقتل أبو محمد المصري في 7 أغسطس له دلالة معينة كونه تزامن مع ذكرى اعتداءات 1998".

وطالما ما شكل أبو محمد المصري هدفا رئيسيا للاستخبارات الأمريكية التي أضافت اسمه إلى قائمة الإرهابيين المطلوبين. والدليل على ذلك هو قرار هذه الاستخبارات منح 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات حوله أو يقودها إلى توقيفه. لكن السؤال المطروح كيف يمكن تفسير هذا الغموض حول هذه القضية؟ ألم يكن من صالح دونالد ترامب الكشف عنها وهو في خضم الحملة الانتخابية؟

سر مكشوف

بالنسبة لوسيم نصر "الأمريكيون ليس في مقدرتهم أن يعلنوا بأنهم كلفوا إسرائيليين تنفيذ مثل هذه العملية في قلب العاصمة الإيرانية. ضف إلى ذلك مقتل ابنة أبو محمد المصري خلالها دون أن نعلم هل كانت هي الأخرى مستهدفة أم لا؟". "في الحقيقة، يشرح وسيم نصر، "عوامل عدة تحول دون الاعتراف رسميا بمثل هذه العملية" من الناحية الأمريكية.

وأضاف "علينا أن ننتظر حتى يقوم تنظيم القاعدة بتأكيد خبر مقتل أبو محمد المصري، لأن الإيرانيين لن يفصحوا بشيء ولن يؤكدوا سرا أصبح معروفا لدى الجميع، ومفاده أن إيران تأوي جزءا من قيادة تنظيم القاعدة على أراضيها".

وردا على مقال جريدة نيويورك تايمز، انتقدت إيران ما سمته بـ"الخبر المفبرك" دون أن تنفي في الوقت نفسه إيواءها لبعض العناصر الجهادية على أراضيها. "هناك شائعات منذ عدة أسابيع، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم تنظيم القاعدة بإخفاء مقتل أبو محمد المصري لأسباب عدة. أولها رغبته في عدم إزعاج طهران وثانيها عدم الاعتراف بأن ثمة قياديين من التنظيم يعيشون على الأراضي الإيرانية".

"الصفقة الدبلوماسية"

وأضاف المتخصص في الحركات الجهادية أن النظام الإيراني يملك علاقات معقدة مع تنظيم القاعدة وتقاسم معه في وقت مضى نفس الأهداف والمصالح، خاصة بعد انتشار القوات الأمريكية في أفغانستان. فتواجد هذه القوات في أفغانستان جعلت أبو محمد المصري وأفراد عائلة أسامة بن لادن يلجؤون إلى إيران حفاظا على حياتهم.

وقال وسيم نصر: "بالرغم من أن العلاقات لم تكن متصادمة بين إيران وتنظيم القاعدة في السابق، خاصة قبل تأزم الوضع الأمني في العراق في عام 2000، إلا أنه من الخطأ الاعتقاد أن السلطات الإيرانية استقبلت بعضا من قادة التنظيم بصدر رحب. بالعكس، فلقد تم توقيفهم وسجنهم ووضعوا تحت الإقامة الجبرية"، مضيفا "كانوا يمثلون ورقة ضغط على المستوى الجهوي وربما الدولي في يد إيران".

ويذكر وسيم نصر بـ"الصفقة الدبلوماسية" التي وقعت في 2015 بين قياديي تنظيم القاعدة وطهران والتي تركزت على منح هامش أكبر من الحرية لخمسة قياديين من التنظيم كانوا متواجدين في إيران، من بينهم أبو محمد المصري مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني ومرافقيه الذين اختطفوا من قبل جناح تنظيم القاعدة في اليمن.

سيف العدل زعيم تنظيم القاعدة المقبل؟

ويضيف وسيم نصر أنه "في وقت قرر فيه بعض قياديي تنظيم القاعدة الذهاب إلى سوريا والقتال هناك، فهو (أبو محمد المصري) اختار البقاء في إيران، شأنه شأن سيف العدل حيث كانا يعتقدان بأنهما بعيدان عن الخطر".

لكن بين خبر مقتل أبو محمد المصري والشائعات التي تدور بشأن وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، يتوقع بعض المختصين في الشؤون الإرهابية أن يتولى سيف العدل منصب زعيم تنظيم القاعدة في المستقبل، خاصة وأنه لعب دورا كبيرا في تكوين بعض الإرهابيين الذين تورطوا في أحداث سبتمبر 2001.

ينتمي سيف العدل إلى الجناح المصري في تنظيم القاعدة. وهو عسكري سابق انخرط في صفوف الجهاد الإسلامي المصري في الثمانينيات قبل أن يتوجه إلى أفغانستان وينضم إلى تنظيم القاعدة. وهناك إشارات تدل على تواجد سيف العدل في إيران، وفق تقرير للأمم المتحدة صدر في 2018 والذي يصفه بأنه "أحد المقربين" لأيمن الظواهري.

وختم وسيم نصر بالقول: "يعتقد أن سيف العدل يتمتع بحرية التنقل في إيران، إلا أن هناك من يقول إنه محظور من السفر، فيما يعتبر اليوم من أبرز القياديين في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري. وهذا ما يمنحه حظوظًا أكبر لتولي في يوم من الأيام منصب زعيم التنظيم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان