إقالات بالجُملة داخل الإدارة الأمريكية.. ترامب يصفي حساباته قبل الرحيل
كتب - محمد صفوت
سارع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إلى إقالة عدد من المسؤولين في إدارته وسط إصرار على رفضه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه جو بايدن.
وقبل أسابيع قليلة من موعد تسليم السلطة في الولايات المتحدة إلى الرئيس الفائز جو بايدن، والمقرر في ٢٠ يناير المقبل، أقال ترامب عددًا من المسؤولين، الأمر الذي وصفه ناقدون بعملية تطهير وتسييس لوزارة الدفاع "البنتاجون" بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
كريس كريبس مسؤول أمن الانتخابات
أقال ترامب، المسؤول عن الوكالة الحكومية المكلفة أمن الانتخابات مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية كريس كريبس، والذي صرح أن الانتخابات الرئاسية كانت الأكثر أمانًا في تاريخ الولايات المتحدة.
وغرد ترامب بعد تصريحات كريس عبر تويتر، قائلاً: "إن البيان الأخير الصادر عن كريس كريبس بشأن أمن انتخابات 2020 لم يكن دقيقًا نهائيًا، إذ حصلت مخالفات وعمليات تزوير واسعة النطاق".
وتابع في تغريدته: "لذلك، وبقرار يسري مفعوله فورًا تمّت إقالة كريس كريبس من منصب مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية".
رد كريبس على تغريدة ترامب بتغريدة قائلاً "إنه لشرف، أداء الخدمة، لقد قمنا بها بشكل صحيح".
هاجم الديمقراطيون إقالة كريبس، ودعوا إلى تسريع العملية الانتقالية الرئاسية إلى جو بايدن.
مارك إسبر وزير الدفاع
بعد يومين فقط من إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز المرشح الديمقراطي بايدن في الانتخابات، أعلن ترامب إقالة مارك إسبر وزير دفاعه، الذي نأي بنفسه عن ترامب خلال الاحتجاجات ضد العنصرية التي عمت البلاد بعد مقتل جورج فلويد الرجل الأسود، تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس.
وفي تغريدة لترامب فاجئ وسائل الإعلام والمجتمع الأمريكي بإقالة إسبر، وتعيين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر خلفًا له بالوكالة، ليصبح خامس شخص يتولى وزارة الدفاع في عهد ترامب بعد جيم ماتيس، وباتريك شاناهان، وريتشارد سبنسر الذي تولى المنصب لوقت قصير قبل إسبر.
لم تكن خطوة إقالة إسبر غير متوقعة على نحو كبير، لكن توقيتها قبل أسابيع قليلة من تسليم السلطة هو الأمر غير متوقع بحسب صحيفة "ذا هيل".
وكان خلافًا نشب بين إسبر وترامب، في أعقاب الاحتجاجات على مقتل فلويد، بعد إعلان الأول معارضته لتهديد الأخير باستخدام قوات الجيش لقمع احتجاجات.
مسؤولون كبار في البنتاجون
بعد تولي ميلر وزارة الدفاع بالوكالة، أعلن البنتاجون أن كاش باتيل، كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، سيكون رئيس الأركان.
وساعد باتيل في إصدار مذكرة تتهم مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل بالتحيز ضد ترامب، في أثناء عمله كمساعد كبير للسيناتور الجمهوري ديفيد نونيس، الذي ترأس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
وفي أعقاب رحيل إسبر، استقال كبير مستشاري البنتاجون للسياسات، جيمس إندرسنون، وتولي أنتوني تاتا وهو ضابط متقاعد المنصب خلفًا له، والذي سبق أن وصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه زعيم إرهابي.
وذكرت صحيفة "ذا هيل" أن الرئيس المنتهية ولايته يعتزم إقالة مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، في إطار الإقالات التي شرع بها بعد خسارته الانتخابات.
تنفيذ سياسته وتصفية حسابات
قال مسؤولون عسكريون لصحيفة "أكسيوس" الأمريكية، إن الهدف من تسريع الإقالات في البنتاجون هو تنفيذ سياسة ترامب، الهادفة لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق.
وأمس، أعلن ميلر عن بدء سحب القوات من كابول وبغداد خلال سعات وتقليص عدد الجنود الأمريكيين في البلدين.
ويرى مسؤولون آخرون أن الإقالات جاءت بهدف تصفية الحسابات الشخصية بين ترامب والمسؤولين في إدارته الذين رفضوا قرارات سابقة له واتخذوا مواقف مناهضة له خلال تواجده في المكتب البيضاوي.
فيديو قد يعجبك: