الانتخابات الأمريكية: ما هي خيارات ترامب في حالة الفوز أو الخسارة؟
كتبت- هدى الشيمي:
إذا خسر دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وهو الأمر الأكثر احتمالاً بالنظر إلى النتائج الأولية، ستكون المرة الأولى التي يتولى فيها رئيس أمريكي المنصب لفترة واحدة فقط منذ 28 عامًا. لكن ما يبدو مؤكد- حسب صحيفة واشنطن بوست- هو أنه سواء فاز أو خسر في الانتخابات فلن ينسحب من المشهد بسهولة.
أمضى ترامب اليومين الماضيين وهو يحاول تشويه سمعة الانتخابات بناءً على ادعاءات عارية عن الحقيقة، على أمل التمسك بالسلطة أو تبرير خسارته. ورغم أنه لا يزال أمامه طريقًا ضيقًا قد يسير فيه نحو البيت الأبيض حال فوزه في الولايات التي مازالت تعوّل عليه، إلا أنه أوضح أنه لن يتراجع إذا خسر.
"ايام الانتقام"
قالت واشنطن بوست إن ترامب أمامه حوالي 76 يومًا في المنصب، بمقدوره استغلال سلطته بالطريقة التي تناسبه للانتقام من خصومه إذا خسر الانتخابات. قد يقوم بطرد أو تهميش المسؤولين الذين فشلوا في تنفيذ رغباته، بما في ذلك كريستوفر واري، مدير مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، أو الدكتور أنتوني فاوتشي، أخصائي الأمراض المُعدية والمسؤول الرئيسي عن مكافحة فيروس كورونا.
وإذا اُجبر على إخلاء البيت الأبيض في 20 يناير، يوم تنصيب الرئيس الجديد، فمن المُرجح أن يُثبت ترامب أنه أكثر مرونة مما توقع كثيرون، ولكنه بالتأكيد سيظل قوة قوية ومدمرة في الحياة الأمريكية، حسب واشنطن بوست.
حصل ترامب على 68 مليون صوت على الأقل، بفارق خمسة ملايين صوت أكثر مما حصل عليه في انتخابات 2016، أي ما يعادل حوالي 48 % من الأصوات الشعبية الأمريكي، ما يعني- وفقًا للصحيفة الأمريكية- إنه لا يزال يحتفظ بدعم ما يقرب من نصف المواطنين، رغم الأربع السنوات التي امتلأت بالفضائح والانتكاسات، ومحاولات الإطاحة، والتفشي الوحشي لفيروس كورونا الذي أزهق روح أكثر من 233 ألف أمريكي.
"خطة بديلة"
بالنظر إلى هذه الأرقام، ترى واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي ستكون لديه قاعدة قوية تمكنه من لعب دور فعالاً في المشهد السياسي، عوضًا عن تعامله مع الأمر باعتباره رئيس خاسر كما فعل أسلافه جيمي كارتر، وجورج بوش.
طالما سعى ترامب إلى تأسيس شبكته التلفزيونية الخاصة للتنافس مع فوكس نيوز، وفي الآونة الأخير أثار فكرة ترشحه مرة أخرى للرئاسة في عام 2024، رغم من أنه سيكون في الـ78 من عمره بحلول ذلك الوقت.
حتى إذا انتهت أيام ترامب في المكتب البيضاوي، قالت واشنطن بوست إن الـ88 مليون متابع على تويتر يمحنونه صوتًا مؤثرًا، ويجعلونه أحد أهم الجمهوريين في البلاد.
قال السيناتور السابق جيف فليك إنه إذا كان هناك أي شيء واضح من نتائج الانتخابات، هو أن ترامب لديه قاعدة شعبية كبيرة للغاية، وأنه لا ينوي الرحيل بسهولة.
إذا فاز ترامب بفترة رئاسية ثانية، فإنه سيحاول إنعاش الاقتصاد وتحسين صورة الحزب الجمهوري، ولكن في حالة الرحيل فإنه قد يضغط على مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية لتقويض قدرات بايدن على القيام بأي شيء.
"خسارة صعبة"
بالنسبة لترامب والذي لا يهتم بأي شيء سوى الفوز، فإن مسألة "الخسارة" تعد أمرًا لا يُطاق. خلال زيارة لأحد مقار حملته في يوم الانتخابات، قال المُرشح الجمهوري لأحد المراسلين إن "الفوز سهل، ولكن الخسارة ليست سهلة على الإطلاق، على الأقل بالنسبة لي".
ومن أجل تجنب هذا المصير، سعى ترامب إلى إقناع مؤيديه- أمس الأربعاء- أن الانتخابات تُسرق منه، واتهم الديمقراطيين بالتلاعب في الأصوات الانتخابية.
كتب الرئيس الأمريكي أكثر من تغريدة عبر تويتر، يتساءل فيها عن كيفية تفوق بايدن عليه في الولايات التي حقق فيها تقدمًا في بداية اليوم.
لدى ترامب، حسب واشنطن بوست، تاريخ طويل من مزاعم الاحتيال. أوضحت الصحيفة أن شقيقته قالت إنه استعان بشخص آخر كي يحضر امتحان الانضمام إلى الجامعة مكانه. وزعمت بنات طبيب في كوينز أن والدهم أعطى للرئيس الأمريكي تشخيصًا بالإصابة بنتؤات في العظام لاعفاءه من التجنيد وكي لا ينضم إلى القوات في حرب فيتنام.
أعطى ترامب 25 مليون دولار لطلاب في جامعة ترامب من أجل تسوية الاتهامات بالاحتيال الموجهة إليه. اُغلقت مؤسسته الخيرية بعد عثور السلطات على "تصرفات مروعة غير شرعية"، وقال مُحاميه السابق وكاتم أسراره مايكل كوهين، في كتابه، إنه زوّر استطلاعات رأي على الإنترنت لصالح ترامب.
"ظاهرة ثقافية"
نجا ترامب من كل ذلك واستطاع الوقوف على قدميه مُجددًا بعد الافلاس والتعرض للكثير من الانتكاسات والاخفاقات، وتمكن من حماية صورة الفائز التي طالما حرص على الظهور فيها. منذ عمله في تليفزيون الواقع أو العقارات كان ترامب طوال الوقت- وفقًا لواشنطن بوست- جزء من الثقافة الأمريكية لمدة 30 عامًا.
لقد كان، بالنسبة للملايين، رمزًا للطموح بالعظمة والثراء. فقد كان نجمًا في برنامج تليفزيوني عُرض في 14 موسمًا، وعرفته الولايات المتحدة قبل فترة طويلة من ترشحه لمنصب الرئاسة، وبمجرد قيامه بذلك حصل على تأييد شعبي أظهر كيف بات رجل الأعمال النيويوركي ظاهرة ثقافية في المجتمع الأمريكي.
على مدار أشهر، مع تضاؤل فرص إعادة انتخابه، قال ترامب لمستشاريه - في بعض الأحيان مازحًا، وأحيانًا لا- إنه إذ خسر سيعلن على الفور أنه سيترشح في انتخابات الرئاسة 2024.
وقال شخصان مُقربان من الرئيس الأمريكي، وفقًا لواشنطن بوست، إن هذه هي الخطوة التي الأكثر احتمالاً إذا فشلت خطته البديلة المتمثلة في الطعن في النتيجة في مساعدته على الانتقام من بايدن.
عندما شعر ترامب أنه سيخسر في الحملة الانتخابية 2016، تحدث هو وبعض أفراد عائلته عن إمكانية تأسيس مؤسسة إعلامية، وألمحوا إلى أنهم قد يطلقوا عليها اسم "ترامب. تي في"، واستمر الحديث عن هذا المشروع لمدة عام تقريبًا، وفقًا لأشخاص مُطلعين على الأمر.
قال توني فابريزيو، أحد مُنظمي استطلاعات الرأي الخاصة بالرئيس الأمريكي، إنه بلا شك أحد أعظم الشخصيات السياسية المستقطبة في التاريخ الحديث، وأضاف: "أنصاره يعشقونه ويشتمه خصومه، لا يوجد حل وسط مع ترامب".
فيديو قد يعجبك: