إعلان

قطعوا شرايينه وكسروا أصابعه..كيف قتلت إيران الصحفي زلزادة قبل 23 عاما؟

12:30 م السبت 19 ديسمبر 2020

الصحفي الإيراني القتيل إبراهيم زلزادة

كتبت- رنا أسامة:

كشف شقيق الصحفي والناشر الإيراني الراحل، إبراهيم زلزادة، تفاصيل موسّعة عن اغتيال أخيه الأكبر قبل أكثر من 23 عامًا على يد المخابرات الإيرانية، بعد رسالة وجّهها لرجل إيران القوي وقتذاك- الرئيس الأسبق آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني.

وقال حسين زلزادة في تصريحات وُصِفت بالخاصة لموقع إذاعة "راديو فردا" الإيراني، إنه تحدث هاتفيًا مع شقيقه وهو في طريقه من ألمانيا إلى أذربيجان، قبل يوم واحد من اختطافه وقتله، وطلب منه السفر إلى باكو.

وأشار حسين إلى أن شقيقه الراحل إبراهيم قال له في المكالمة الأخيرة: "أنا أغرق.. إنهم يحجبونني بشكل لا يُصدّق".

كان الصحفي القتيل زلزادة البالغ من العمر 49 عامًا، رئيسًا لتحرير مجلة "ميار"، حيث اشتهر بكتاباته المطالبة للديمقراطية في عهد رفسنجاني.

في آخر افتتاحيات زلزادة، كتب أن "الديكتاتورية لن تدوم"، وقال موجهًا رسالة لرفسنجاني: "سيدي الرئيس! لقد علمنا التاريخ أنه لا يوجد نظام ديكتاتوري دائم. الشعوب هي من تكتب التاريخ وليس أنت ولا أنا. مصير الأنظمة الديكتاتورية هو الانهيار".

قال حاشية رفسنجاني إنه غضب عندما قرأ الافتتاحية وتساءل: "هل هناك من يخنقه أو يُسكته؟". ومُنعت المجلة من الصدور على الفور ثم اختُطِف زلزادة وهو في طريقه إلى منزله يوم 22 فبراير عام 1997، وفق "راديو فردا".

وحكى شقيقه للموقع الإيراني: "لمدة 37 يومًا لم نعرف مصير إبراهيم بعد أن اختفى تمامًا، ولم نعرف مكانه أو أي أخبار عنه، خصوصًا أننا نعيش في ألمانيا مع والدتي، في حين شددت السلطات على عدم علمها بمصير شقيقي وطالبوا زوجته بعدم الحديث لوسائل الإعلام".

واستذكر حسين: "للأسف حدثت المأساة بعد التعتيم على مصير إبراهيم، حيث قالت السلطات بعد 37 يومًا من اختفائه إنه قُتِل، وألقيت جثته في صحراء يافت آباد"، مضيفًا: "لقد قُتل بوحشية بعد 17 طعنة، وقُطعت شرايينه، وكُسرت أصابعه. يصعب عليّ الحديث عن ذلك، ولا أعرف كيف لقاتليه أن يسموا أنفسهم بشرًا".

ومضى قائلًا: "كانت والدتي تعاني في ذلك الوقت من مشاكل في القلب، ولم أعرف كيف أخبرها بذلك، لكنها شعرت بالنبأ وبدأت بالصراخ عندما شاهدتنا نرتدي ملابس سوداء وهي في المستشفى، قبل أن تفقد الوعي".

وأشار حسين زلزادة إلى أن قضية قتل شقيقه وُضِعت على الرف، ولم يتمكنوا من فعل شيء أو تقديم الجناة إلى العدالة، موضحا أنهم مُنِعوا من إقامة جنازة، حتى أن الضباط كانوا متواجدين في مكان الدفن.

في ذلك العام تحديدًا، شهدت إيران حوادث قتل للعديد من الصحفيين، بما في ذلك ماجد شريف، ومحمد مختاري، ومحمد جعفر بويانده، وبيروز دافاني، على يد عناصر استخباراتية استطاعوا الإفلات من العقاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان