أنيتا دن.. من هي المرأة التي قادت جو بايدن إلى البيت الأبيض؟
كتبت- هدى الشيمي:
في أغسطس الماضي، اتهم جوليان كاسترو حملة المُرشح الديمقراطي وقتذاك جو بايدن الانتخابية بأنها لا تُظهر الاحترام المناسب للناخبين اللاتينيين عندما لم يُمنح فرصة للتحدث في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، فحاولت وسائل الإعلام الأمريكية التواصل مع أحد المسؤولين عن الحملة، وعلى رأسهم أنيتا دن.
رفضت دن، كبيرة مستشاري جو بايدن، التعليق على ما حدث مع كاسترو، ولكنها في المقابل كانت تراقب ما يحدث حول المُرشح الديمقراطي وقتذاك، وتنصت إلى الجميع، وتعطي لباقي أعضاء الفريق من أجل تمهيد الطريق أمامه للوصول إلى البيت الأبيض، حتى تمكنت في النهاية من أن تكون العقل المُدبر الذي قاد الرئيس المُنتخب إلى هزيمة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
قالت دن، لمجلة أتلانتيك، إن: "جو بايدن أول أيرلندي لا يحمل بداخله ضغائن إزاء الآخرين، أنا لست أيرلندية ولكني سأحملها له بداخلي".
"تركيز دؤوب"
تجاهل ما حدث مع لكاسترو في المؤتمر كان مجرد مثال واحد على تركيز دن الدؤوب على الاستراتيجية طويلة الأمد التي حددت حملة بايدن، ودور المستشارة السياسية فيها. قالت ستيفاني كاتر، صديقتها ومستشارة أخرى في حملة بايدن، إن دن لم تكن مهتمة بالفوز بدورة إخبارية، ولكن اهتمامها الحقيقي كان مُنصب على الفوز في الانتخابات، وهناك فرق كبير بين الاثنين.
خصص الديمقراطيون أجزاء كبيرة من مؤتمراتهم على جذب انتباه اللاتينيين بشتى الطرق، وتسليط الضوء على أشخاص مهتمين بالتغيرات المناخية، وعرض قصص شخصية عن سياسة الهجرة، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تحقق النجاح المطلوب، عوضًا عن ذلك حرصت دن على التركيز على ما يجري على أرض الواقع، والاعتماد على أشخاص لديهم خبرات حصلوا عليها من خلال عملهم المستمر، بدلا من الاستعانة بالأسماء المعروفة في عالم السياسة الأمريكية.
قالت ذي أتلانتيك إن دن تشعر بالراحة لأنها تقود فريق يتمتع بخبرة كبيرة، وساعدها على تأسيسه خبرتها الكبيرة التي اكتسبتها بعد العمل في ست حملات انتخابية رئاسية لمرشحين ديمقراطيين على مدار الأربعين عامًا الماضية.
"صنعت التاريخ"
صنعت دن تاريخًا خاصًا بها بعد انتخاب بايدن، وأصبحت الشخص الوحيد في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تقود مُرشحين رئاسيين إلى البيت الأبيض، الأول باراك أوباما والآن جو بايدن.
يقول مساعدو بايدن الآخرين إن دور دن الخارجي يجعلها أكثر تأثيرًا، فقد أمضى الرئيس المُنتخب قرابة 50 عامًا وهو يحلم بما سيفعله حال وصوله إلى المكتب البيضاوي، والآن سيواجه أزمات شاقة تركها ورائه دونالد ترامب.
يؤكد أشخاص في دائرة بايدن المقربة أن دن تعرف كيف تساعد الرئيس المنتخب وفريقه على التركيز على الأمور المهمة، وكيفية إعداد اتفاقيات واستغلال نقاط الضعف.
تعرف دن، حسب ذي أتلانتك، كيف تجد طرقًا للتعامل مع الجمهوريين الذين أظهروا من اللحظة الأولى بعد فوز بايدن أنهم سيقوضون جهوده، وكذلك ستساعده على احتواء الفوضى التي خلفها ترامب ومساعديه.
حددت دن الاستراتيجية التي ستتبعها في تقديم الاستشارات لبايدن. تتوقع ذي أتلانتيك إن تذكر المستشارة السياسية رئيسها طوال الوقت بالأشخاص الذين ساعدوه على تحقيق النجاح، وهؤلاء الذين لم يكن وجودهم مُجديًا. ستركز على أهداف بايدن طويلة المدى.
"لا حاسمة"
غالبًا ما يتم الاستعانة بالمستشارة السياسية من أجل المساعدة على حسم القرارات المصيرية. قالت ذي أتلانتيك إن مواقف دن الحازمة جعلها من أهم الأشخاص في دائرة بايدن الداخلية، التي غالبًا ما تصبح نقاشاتها حول القرارات الكبيرة عبارة عن تبادلات عاطفية ومحادثات طويلة.
بدأت علاقة دن وبايدن منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت مديرة الاتصالات في لجنة حملة مجلس الشيوخ الديمقراطي، لكن الاثنان لم يتواصلا- بايدن ودن- حتى انتخابات الرئاسة عام 2008، عندما اختار أوباما بايدن ليكون نائبه، وتطورت علاقتهما منذ ذلك الوقت.
وحسب ديفيد بلوف، مدير حملة أوباما الانتخابية الأولى، فإن الرئيس الأسبق توسل إلى دن من أجل الانضمام إلى حملته الانتخابية. وقال: "أعجب الرئيس الأسبق بقدرتها على كسب ثقة فريقة سريعًا".
أصبحت دن السياسي الوحيد الذي وضع فيه كل من بايدن وأوباما ثقتهما الكاملة، كما أنهما يستمعان إليها طوال الوقت، وغالبًا ما يتراجعان عن قراراتهما التي تخبرهما أنها ليست جيدة.
يعتبر بايدن خامس مُرشح للرئاسة تعمل دن في حملته، بعد جيمي كارتر في 1980، جون جلين في 1984، وبيل برادلي في 2000، وباراك أوباما في 2008 و2012.
لا تتوقع دن أن تؤدي استراتيجية بايدن الرئاسية إلى تغيير الكثير. قالت: "يعي أغلبنا ممن عملوا في البيت الأبيض، وجو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي لاسابق، لماذا أصيب الجميع بالفزع بسبب استراتيجية ترامب".
وأضافت: "المؤتمرات الصحفية اليومية المتعلقة بالوباء لم تؤتي ثمارها، والأشخاص الذين توقعوا أن الاحاطات الصحفية كانت تعني أنه يمسك بزمام الأمور، كانت تغفل عن أمر شديد الأهمية، وهو أنه لم يفعل أي شيء حقيقي للتعامل مع الكارثة، لذا لا يهم كم عدد الإحاطات التي يقوم بها".
قد تنضم دن قريبًا إلى مجموعة مساعدين بايدن المقربين الذين يؤلفون الكتب، ولكن كتابها سيكون مختلفًا بعض الشيء، وذلك لأنها- على حد قولها- لا تنوي الكشف عما شاهدته وراء الكواليس.
قالت: "لا أعرف حتى الآن ما سأقوله في الكتاب، لأنني شخص لا يفضل الخوض في التفاصيل السرية، ولكن لدي بعض الأفكار حول كيفية صعود ترامب، وقد اتحدث عن بعض الدروس التي يجب اتباعها لمساعدة الأشخاص الذين يعملون لصالح المسؤولين المنتخبين والمرشحين على القيام بدورهم على أكمل وجه".
فيديو قد يعجبك: