الصحة البريطانية تواجه تهديدا كبيرا مع ظهور سلالة جديدة من كورونا
لندن - أ ش أ
حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية من أن مستويات عمل الفرق الطبية التابعة لهيئة خدمات الصحة البريطانية تواجه تهديدًا كبيرًا لا سيما في ظل ظهور سلالة جديدة من فيروس "كورونا" وهو ما سيتبب في ارتفاع عدد الحالات المصابة؛ مما يتطلب تحركا جادا من الحكومة البريطانية.
وذكرت الصحيفة - في تحليل أوردته اليوم الأحد- أنه في مواجهة تلك السلالة الجديدة من الفيروس التاجي والتي باتت تنتشر بسرعة في لندن والجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، ومع إعلان العديد من المستشفيات بالفعل عن حوادث كبيرة وإلغاء عمليات بها، لم يكن أمام رئيس الوزراء بوريس جونسون خيار سوى التحرك.
وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن السلالة الجديدة من كوفيد-19 تمثل الآن تهديدًا حقيقيًا للغاية لهيئة خدمات الصحة البريطانية، والصحة العامة، وفي نهاية الأمر على الأرواح.. مشيرة إلى أن الخبراء في المجموعة الاستشارية الحكومية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة نظروا في البيانات والتسلسل الجيني للحالات الإيجابية التي تم اختيارها في جنوب إنجلترا وتوصلوا إلى نتيجة واقعية كان مفادها أن التغيير في الفيروس بطريقة ما جعلت انتقاله بين الناس أكثر سهولة، ويمكن أن يكون مسؤولاً عن ما يصل إلى 70 % من الإصابات الجديدة، فالطفرات الفيروسية ليست شيئًا جديدًا وهي أمر متوقع.
ونسبت الصحيفة إلى كبير المسؤولين الطبيين كريس ويتي، قوله إنه لا يوجد حاليًا ما يشير إلى أن التحور الجديد أكثر فتكًا أو أن اللقاحات لن تكون لها فائدة ويتم إنتظار النتائج التفصيلية والتحاليل، ورغم ذلك فقد تدهور الوضع في لندن بسرعة بحسب الصحيفة.
وفي غضون أيام، شهدت العاصمة البريطانية لندن ارتفاعًا كبيرا في حالات الإصابة، وارتفع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بشكل كبير يوميا.
وأوضحت الصحيفة أن أحدث بيانات هيئة خدمات الصحة البريطانية قد أفادت بأن 16 % من أسرة المستشفيات في العاصمة يشغلها مصابي "كوفيد-19".
وكان أحد رؤساء هيئة خدمات الصحة البريطانية قد حذر من أن الأسرة قد تنفد في غضون أسابيع، إلا أن الصحيفة رأت أن أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه الهيئة ليس الأسرة ولكن نقص العاملين - فوجود تحور جديد قاتل سيوجه ضربة مزدوجة للخدمات الصحية.. وسيكون المزيد من المرضى في حاجة إلى المساعدة، بينما سيصاب المزيد من الموظفين بالمرض أو سيضطرون إلى عزل أنفسهم.
وأوضحت أن هيئة خدمات الصحة البريطانية تعاني بالفعل من أزمة في فصل الشتاء في معظم السنوات، ومن ثم فإنه بإضافة الآلاف من مرضى فيروس "كورونا" المصابين بأمراض خطيرة وتأثير ذلك على محاولة الحفاظ على الخدمات الدورية للمرضى الآخرين سيكون أمرا كارثيا.. مشيرة إلى أنه تم توسيع نطاق نسب توظيف الممرضات مقابل المرضى إلى مستويات لم يكن من الممكن تصورها من قبل.. وسيتم إلغاء جراحات المرضى كما سيطلب من الموظفين مواجهة تحد لم يسبق له مثيل في تاريخ الهيئة.
ويعني الوضع المتعلق بفيروس كورونا أنه يجب خفض السعة الإجمالية للأسرة، وقد أدى إلى إصابة عشرات الآلاف من الموظفين بالمرض إما من خلال العدوى أو وضعهم في العزل، مما يجعل من الصعوبة بمكان استمرار تقديم الخدمات، فضلا عن العواقب المترتبة على ذلك والمتعلقة بتقديم الرعاية للمرضى والعاملين في المجال الصحي وعلى الدولة برمتها.
واختتمت الصحيفة البريطانية تحليلها للوضع الصحي في المملكة المتحدة قائلة إنه في مواجهة مثل هذه التهديدات الواضحة، تصرفت الحكومة بشكل صحيح في تقييد حركة الناس في جنوب شرق إنجلترا، فضلا عن تقييد تجمعات أعياد الميلاد وجعلها قاصرة على يوم واحد فقط، مضيفة أن عمل أي شيء آخر كان سيشكل تقصيرًا خطيرًا في مسؤوليتها تجاه حماية حياة مواطنيها.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: