في عام واحد.. كيف انقلبت مخططات أردوغان التوسعية ضده؟
كتب - محمد عطايا:
يبدو أن تحركات وخطط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التوسعية في المنطقة طوال العام الجاري، انقلبت ضده، نتيجة الاقتصاد المنهك والمعارضة المتزايدة في الداخل، والعقوبات الأمريكية والأوروبية في الخارج، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".
ونشط مؤخرًا، الجيش التركي لتنفيذ أجندات أردوغان التوسعية في المنطقة، ساعيًا للتوغل في ليبيا، وأذربيجان، وسوريا، والعراق، إذ قالت المجلة الأمريكية، إن "الزعيم التركي استخدم القوة المسلحة لتحقيق أهداف تركيا".
ولكن تحريك أردوغان لميليشياته في المناطق العربية، لم يكن الأخطر أو الأكثر تأثيرا، بل إحياء "القومية الإسلامية"، والتحدث بنزعة دينية، مثلت الدعاية التي يبحث عنها أردوغان.
أكدت "فورين بوليسي"، أنه رغم ما يظهره أردوغان من علامات "القوة والهيمنة الدولية"، إلا أن هناك مؤشرات على أن مؤسسة أردوغان تتصدع، بعدما زادت رقعة المعارضة، وأثبتت سياسته الخارجية أنها مرهقة ومكلفة.
وأضافت أن ما أضعف موقف أردوغان أيضًا، هو تخلي شركائه في حلف شمال الأطلسي "الناتو" عنه، وفرض إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عقوبات طال انتظارها على أنقرة، لافتة إلى أنه "لم يتبق لأردوغان الكثير من الحلفاء".
ويمكن تلخيص الاخفاقات التركية في أربع نقاط أساسية:
مغامرة شرق المتوسط
ترى المجلة الأمريكية، أن موجة التوتر الحالية بين تركيا واليونان وقبرص في شرق المتوسط، يرجع لاكتشاف الغاز الطبيعي قبالة إسرائيل ومصر.
وأوضحت أن الاكتشافات الأخيرة للغاز الطبيعي، جعلت تركيا تسعى للحصول على حصة منها، ما تسبب في حدوث صراع مع اليونان وقبرص وفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
المغامرة التركية في شرق المتوسط، زجت بأردوغان أعمق في تفاصيل الأزمة بليبيا، خاصة بعدما أعلنت أنقرة توقيع اتفاقية مع الوفاق الليبية لترسيم الحدود البحرية بينهما، وهو ما تستند عليه أنقرة كدليل على حقها في المتوسط.
وأكدت المجلة الأمريكية، أن تدخل تركيا في الأزمة الليبية، أدى إلى تعقيد الأمور من خلال "ربط المواجهة البحرية المتوترة بالفعل في شرق البحر المتوسط بالحرب الأهلية الليبية".
ومع استمرار تركيا في تدخلاتها الاستفزازية بشرق المتوسط، أعلن الاتحاد الأوروبي توقيع عقوبات على أنقرة.
"كارثة اقتصادية"
تبدو جميع المؤشرات والآفاق الاقتصادية في تركيا في الوقت الحالي قامتمة، وذلك وفقًا لـ"فورين بوليسي"، التي أكدت أن أنقرة "تنفق أكثر بكثير من إمكانياتها"، لكنها تجنب الديون السياسية، وكلفت بدلا من ذلك بنوكها الكبرى بالاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة للحصول على قروض بالدولار، والتي استثمرتها في الاقتصاد المحلي.
وأوضحت أن الأزمة تشكلت مع انخفاض قيمة الليرة التركية، أصبحت تلك البنوك متوترة بشأن سدادها، وما زاد الطين بلة -وفقا لفورين بوليسي- جعل أردوغان تلك البنوك شركاء في دعم الليرة من خلال إقراض مليارات الدولارات للبنك المركزي لإعادة شراء الليرة في السوق المفتوحة.
تصاعد المعارضة
العجز المالي الذي تسبب به أردوغان، ليس الخسارة الوحيدة التي تهم حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولكن تنامي دور المعارضة بشكل كبير يمثل خطرا على منظومة الرئيس التركي داخل البلاد وخارجها.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن حزب الشعب الجمهوري المعارض احتفل منذ فترة طويلة في تركيا بعدد من الانتصارات الانتخابية الرئيسية في عام 2019.
ولعبت كانان كفتانجي أوغلو، العضوة البارزة في حزب الشعب الجمهوري المعارض، دورا كبيرا في نمو دور المعارضة داخل تركيا، خاصة بعدما ساعدت أكرم إمام أوغلو بالفوز في انتخابات بلدية إسطنبول على حساب بن علي يلدرم مرشح الحزب الحاكم.
زعيم مستبد يصيب الشباب بالإحباط
يشعر الشباب التركي، خاصة من هم دون الـ32 عامًا، بالإحباط من حكم الفرد الواحد طوال فترة طويلة.
الجيل الأخير من الشباب في تركيا "شاهد أردوغان يتحول من زعيم ديناميكي يبني تركيا أكثر ديمقراطية وازدهارًا وتوجهًا نحو الغرب إلى مستبد منهك يكافح من أجل الحكم".
فيديو قد يعجبك: