لماذا ينخفض مُعدّل وفيات كورونا في ألمانيا عن باقي دول أوروبا؟
كتبت- هدى الشيمي:
مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور الذي يسبب مرض (كوفيد-19) وصوله إلى أكثر من 10 آلاف الأسبوع الماضي، احتشد مئات المواطنين في العاصمة برلين للعب كرة القدم وكرة السلة في الحدائق والملاعب، اصطحبوا أبنائهم إلى الملاهي وذهبوا إلى التسوق.
قال موقع إذاعة (إن بي آر) الأمريكية إن الظروف بدت مثالية في ألمانيا لانتشار كورونا الذي قتل الآلاف حول العالم، وحتى يوم الأربعاء كانت ألمانيا في المركز الخامس من حيث عدد الإصابات، مع ذلك يبلغ معدّل الوفيات في برلين حتى الآن 0.5%، وهو الأدنى في العالم.
وجاء في أحدث إحصائية صادرة عن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع وصولًا إلى 36508 حالة، وتوفي 198 شخصًا بسبب الفيروس.
وأظهرت الاحصائية الأخيرة ارتفاع الإصابات بواقع 4995 حالة، مقارنةً بيوم الأربعاء، بينما زادت الوفيات بواقع 50 شخص.
اختبارات مُبكرة
قال كريستيان دورستن، مدير معهد علم الفيروسات في مستشفى شاريتيه في برلين، إن ألمانيا تُجري اختبارات الكشف عن كورونا أكثر من أي بلد آخر، ما يساعدها على اكتشاف الحالات مُبكرًا.
أصبحت أوروبا مركزًا لوباء كورونا، إذ وصلت معدلات الوفيات في إيطاليا إلى حوالي 10 %، وفي فرنسا إلى حوالي 5%، فيما لا يزال مُعدّل الوفيات في ألمانيا جراء مرض كوفيد-19 مُنخفض بشكل ملحوظ منذ ظهور أولى الحالات هناك قبل قرابة شهر.
توفي 175 مُصاب بالفيروس، أمس الأربعاء، من بين 34.055 حالة مُسجلة في ألمانيا.
نقل الموقع قول دورستن، الذي طورّ فريقه أول اختبار لكوفيد-19 جرى استخدامه في المجال العام، إن معدّل الوفيات المنخفض في ألمانيا يرجع إلى قدر البلاد على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس مُبكرًا، والقيام بذلك على نطاق واسع.
حسب دورستن، فإن ألمانيا تُجري اختبارات لحوالي 120 ألف شخص أسبوعيًا منذ أواخر فبراير وحتى الآن، وقال إن نظام الاختبار في ألمانيا هو الأكثر شمولاً في العالم.
اختبارات على نطاق واسع
يعني هذا، حسب الموقع الأمريكي، إن عدد الحالات غير المُكتشفة في ألمانيا أقل كثيرًا من البلدان الأخرى، ذلك لأن الدول العالم لا تجري اختبارات الكشف عن الفيروس بهذه السرعة وعلى هذا النطاق الواسع، ما يدعو إلى طرح سؤال هام وهو "لماذا تُجري ألمانيا اختبارات كثيرة؟".
ردًا على هذا السؤال قال دورستن: "لدينا هنا في ألمانيا ثقافة لا تدعم نظام التشخيص المركزي"، ما يعني أنه لا يوجد في ألمانيا مركز أو مختبر مركزي للصحة العامة يمنع المختبرات الأخرى من إجراء الاختبارات.
بعبارة أخرى، فإن معهد روبرت كوخ، وهو ما يعادل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يقدم توصيات لا يحتكر عملية إجراء الاختبارات. أوضح الموقع الأمريكي أن الولايات الألمانية الفيدرالية الـ16 تتخذ قراراتها بشأن اختبارات فيروس كورونا بمفردها، لأن كل منها مسؤول عن نظام الرعاية الصحية الخاص به.
أشار الموقع الأمريكي إلى أنه عندما طور المركز الطبي بجامعة دورستن الاختبار الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، نقلوه إلى زملائهم في المختبرات الأخرى الموجودة بجميع أنحاء ألمانيا في يناير الماضي.
وقال لوتار فيلر، مدير معهد روبرت كوخ، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن البنية التحتية للاختبارات في ألمانيا تعطي السلطات القدرة على اكتشاف الحالات مُبكرًا.
حسب فيلر، فإن المختبرات الألمانية تجري نحو 16 ألف فحص في الأسبوع، وهو رقم أكبر من الفحوص الإجمالية التي قامت بها بعض الدول الأوروبية منذ بدء الأزمة.
وفقًا لروبرت كوخ، فإن إجمالي المصابين في ألمانيا تقل أعمارهم عن ستين عامًا، ما ساهم في تحسن أوضاعهم الصحية وتعافيهم من المرض.
فيديو قد يعجبك: