"واشنطن بوست": العقوبات الأمريكية ضد طهران تعوق جهود مكافحة كورونا
واشنطن - أ ش أ
أفاد خبراء بأن العقوبات الأمريكية الشاملة المفروضة على إيران، تعوق جهود طهران لاستيراد الأدوية والإمدادات الطبية الأخرى اللازمة لاحتواء الوضع في البلاد - التي تعد واحدة من أكبر بؤر تفشي فيروس "كورونا" في العالم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -في سياق تقرير أوردته عبر موقعها الإليكتروني اليوم الإثنين- أن العقوبات الأمريكية واسعة النطاق المفروضة على النظام المصرفي الإيراني، فضلا عن الحظر على صادراتها النفطية أديا إلى تقييد قدرة طهران على تمويل وشراء المواد الضرورية من الخارج، بما في ذلك الأدوية والمواد الخام والمعدات اللازمة التي تحتاج إليها لتصنيع الأدوية محليا.
ونقلت الصحيفة عن تقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أشار إلى إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد خفضت أيضا من عدد التصاريح التي تمنحها لصادرات دوائية محددة إلى إيران.
وتشمل قائمة المواد التي تحتاج إلى تصريح خاص لتصديرها: مولدات الأكسوجين، وأقنعة التنفس الصناعي التي تغطي كامل الوجه ومعدات التصوير الحراري، حيث تعد ضرورية لعلاج المرضى والحفاظ على سلامة العاملين في المجال الطبي - حسب الأطباء.
وتأتي العقوبات الأمريكية الصارمة ضد إيران في إطار حملة الضغط الأقصى على إيران ، التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب بعد الانسحاب "أحادي الجانب" من الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى مع طهران عام 2015.
ونسبت الصحيفة إلى عاملين في القطاع الطبي الإيراني وخبراء عالميين في مجال الصحة العامة قولهم ، إنه من غير الممكن تحديد حجم تأثير العقوبات الأمريكية على قدرة إيران على مكافحة فيروس "كورونا" الذي أفيد بأنه أصاب أكثر من 35 ألف إيراني، وأودى بحياة ألفين وخمسمائة آخرين على الأقل، بينما تشير بعض التقديرات إلى أرقام أعلى، وعزوا ذلك إلى حرمان نظام الرعاية الصحية الإيراني من المعدات اللازمة لانقاذ حياة المواطنين والحيلولة دون اتساع دائرة الإصابات.
ونقلت "واشنطن بوست" عن موظفة بإحدى الشركات الإيرانية الكبرى لتصنيع الأدوية - طلبت عدم الكشف عن هويتها - قولها ، إن العقوبات قد جعلت عمليات التوريد والانتاج أكثر صعوبة وتكلفة.
ووفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن معدل الوفيات الفعلي بفيروس الكورونا المستجد في إيران يعد أعلى بمقدار خمسة أضعاف من الأرقام المعلنة رسميا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان دعت الأسبوع الماضي إلى إجراء إعادة تقييم "عاجلة" للعقوبات ضد الدول التي تصارع هذا الوباء العالمي، مسلطة الضوء على تأثير العقوبات ضد إيران على الوصول إلى الأدوية الضرورية والمعدات الطبية بما في ذلك أجهزة التفس والمعدات اللازمة لحماية العاملين في المجال الصحي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: