جو بايدن.. "الفتى العائد" في انتخابات الحزب الديموقراطي الأمريكي
واشنطن- (أ ف ب):
قبل أسبوعين فقط اعتبر جو بايدن منتهيا سياسيا، قبل أن يحقّق الثلاثاء عودة مدويّة في سباق اختيار المرشح الرئاسي للحزب الديموقراطي، ما جعله أشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث في نهاية حياة طبعتها أكثر من مأساة.
أمام جمهور من مؤيديه، قال جو بايدن الثلاثاء في كاليفورنيا "قبل بضعة أيام فقط، أعلن الإعلام والمعلقون نهاية هذا الترشح". وأضاف تحت صيحات وتصفيق مسانديه "ومع ذلك أنا هنا لأقول: نحن أحياء".
ورغم حديثه بنبرة شخصيّة عن نتائجه، أهدى بايدن انتصاراته "إلى جميع الذين أوقعوا أرضا وتم تجاهلهم واحتقارهم".
وبحس قتالي، خرج بايدن في فيديو نشره على "تويتر" واضعا نظارات الطيارين التي يشتهر بها مع وسم #جومومانتوم، أي زخم جو، عقب ما حققه الثلاثاء.
بإعلان انتصاره في أغلب الولايات على أبرز منافسيه السناتور بيرني ساندرز، كان بايدن الفائز الأكبر في ليلة "الثلاثاء الكبير".
وتسمح هذه النتائج بتأكيد شعبيّته الواسعة خاصة في صفوف السود الذين يمثلون شريحة انتخابية مهمة في حسابات أي ديموقراطي يسعى للوصول إلى الرئاسة الأمريكية.
"الفتى العائد"
ارتكز بايدن على هذه الفئة في مسعاه لتجاوز نتائجه الأولى الضعيفة، بداية فبراير، في ولايتي أيوا ونيوهامبشر اللتين لا يوجد تنوع كبير بين سكانهما، وصرح حينها: "لم نسمع بعد صوت الأعضاء الأكثر التزاما في الحزب الديموقراطي: الأميركيون من أصول افريقية".
عقب تسجيله انتصاره الأول في ولاية كارولاينا الجنوبية التي يمثل فيها السود أغلبية الناخبين الديموقراطيين، وجه بايدن تحية لهؤلاء الذين اعتبرهم "قلب" الحزب الديموقراطي.
في ولاية نيفادا التي يمثل فيها السود أقليّة كبيرة، والتي حلّ بايدن ثانيا في نتائجها، وصفه أحد أنصاره بأنه "الفتى العائد".
هذه الإشارة إلى عودة بيل كلينتون في الانتخابات التمهيدية عام 1992، رسمت بسمة على وجه بايدن الذي ساهمت أخطاؤه خلال الأشهر الأخيرة في تصويره كمرشح متذبذب.
لكن انتصاره في كارولاينا الجنوبية أطلق ديناميكية استثنائية أدت إلى انسحاب المرشحين المعتدلين إيمي كلوبوشار وبيت بوتيدجيدج واعلان دعمهما له. يضاف إلىذلك الدعم الذي تلقاه من المرشح السابق بيتو اورورك وعدد من النواب الذي ثبت أن تأثيرهم المحلي حاسم.
بوقوفهم إلى جانبه، ساهم هؤلاء بجزء كبير في النتائج الجيدة التي حصل عليها بايدن.
مآس شخصيّة
عند دخوله السباق في ابريل 2019، قال نائب الرئيس الأميركي السابق "سأنتصر على ترامب بسهولة".
قدم بايدن نفسه على أنه أفضل خصم ممكن للملياردير الجمهوري بفضل شعبيته لدى العمال البيض والناخبين السود على حد سواء.
لكن الهزيمتين الأوليين في الانتخابات التمهيدية هزّت صورة "المنتصر" المحتمل، في حين تضاعفت حظوظ ساندرز.
زادت السخرية من وضعه الصحيّ وزلاته المحرجة --على غرار اعلانه حديثا أنه مرشح لمنصب سيناتور-- لا سيما من طرف دونالد ترامب النشط على "تويتر" والذي يسميه "جو النائم".
عقب أكثر من 35 عاما قضاها كسيناتور وثمانية أعوام كمساعد للرئيس في البيت الأبيض، ما زال يجب على بايدن أن يجيب عن تساؤلات كثيرة حول مساره المهني الحافل وإسكات المشككين في حالته الصحية.
لكنه استغل عودته إلى مقدمة السباق الثلاثاء ليتحدث عن حياته الشخصيّة التي طبعتها المآسي.
بعد شهر فقط من انتخابه سيناتورا، في عمر الثلاثين، خسر بايدن عام 1972 زوجته نايليا وابنته الصغرى ناوومي في حادث سيارة. قلّد الرجل عضوا في الكونغرس وهو جالس إلى جوار نجليه بو (4 أعوام) وهانتر (عامان) في المستشفى.
وأصابته مأساة أخرى عام 2015، اذ توفي ابنه الأكبر بو بسرطان الدماغ عقب تعيينه مدعيا عاما لولاية ديلاوير.
أثار بايدن ذكرى ابنه عند انتصاره في كارولاينا الجنوبية التي منحته -سياسيا- حياة جديدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: