إعلان

رغم استمرار تفشي كورونا.. كيف تمكنت هذه الدول من تخفيف القيود؟

04:49 م السبت 11 أبريل 2020

مواطنة في التشيك ترتدي كمامة

كتبت- هدى الشيمي:

بإمكان المواطنين في التشيك الآن التسوق بحرية في متاجر الأجهزة والدراجات، ولعب التنس، أو الذهاب للسباحة. تخطط النمسا لإعادة فتح المتاجر الصغيرة عقب عيد الفصح، وكذلك ستفتح الدنمارك رياض الأطفال والمدارس اعتبارًا من الأسبوع المُقبل إذا بقت حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد مُستقرة، وسيعود الأطفال في النرويج إلى المدارس بعد ذلك بأسبوع.

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن هذه الدول هي أول البلاد الغربية التي تشق طريقها تدريجيًا للخروج من حالة العزلة والاغلاق الكلي التي تفرضها حكومات الدول للحد من انتشار الفيروس التاجي المُسبب لمرض (كوفيد-19).

توقعت الشبكة الأمريكية أنه ربما يرغب الآخرون في معرفة الدروس التي يمكن تعلمها من هذه الدول، لاسيما وسط تطلع الجميع إلى الخروج من هذه الحالة وسط تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

الدنمارك على حبل مشدود

قالت الحكومة الدنماركية إنها تخطط لإعادة الأطفال إلى المدارس ورياض الأطفال اعتبارًا من 15 أبريل، إذا ظل معدّل الإصابة بالفيروس التاجي مُستقرًا، أشارت سي إن إن إلا أن الحياة هناك ستبقى بعيدة عن وضعها الطبيعي، مع استمرار فرض القيود واتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية وتخفيفها على مراحل.

حتى الآن، لا تزال السلطات في الدنمارك تمنع التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص حتى 10 مايو، مع إغلاق كافة الكنائس ودور السينما ومراكز التسوق.

1

قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن إن جميع المهرجانات والفعاليات ستبقى مُعلقة حتى أغسطس المُقبل، ومع استمرار إغلاق الحدود.

شبهت فريدريكسن الوضع الحالي بالسير على حبل مشدود، وقالت: "إذا تحركنا بثبات سنتجاوز الأمر، أما إذا سرنا بسرعة كبيرة فقد يحدث خطأ، لذلك يجب أن نتخذ الخطوات بحذر".

كانت الدنمارك، البالغ عدد سكانها 5.8 مليون نسمة، من أوائل الدول الأوروبية التي أغلقت حدودها في 13 مارس، وفي الأسبوع نفسه أغلقت المدارس والمقاهي والمحلات التجارية، وحظرت التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص، ومنعت زيارة المرضى في المستشفى. وقتها بررت رئيسة الوزراء هذه التصرفات بأنها "الطريقة الوحيدة لتجنب السيناريوهات الأكثر مأسوية كتلك التي حدثت في إيطاليا والولايات المتحدة".

صرامة التشيك تؤتي ثمارها

تحركت التشيك سريعًا للاحتواء الأزمة، فرضت قيودًا صارمة على السفر وحظرت الأحداث والفعاليات، وأغلقت الشركات والمتاجر غير الضرورية، بعد إعلان حالة الطوارئ في 12 مارس الماضي. وعلى عكس باقي الدول الأوروبية، دعت الحكومة التشيكية المواطنين البالغ عددهم 10.7 مليون شخص إلى تغطية وجوههم باستخدام الكمامات أو الأوشحة عند الخروج من المنزل في 19 مارس.

2

على ما يبدو أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها براج تؤتي ثمارها الآن، لفتت سي إن إن إلى إعلان الحكومة التشيكية التخفيف من القيود المفروضة هذا الأسبوع.

منذ الثلاثاء، سمعت التشيك للمواطنين بممارسة الرياضة في الشارع بدون أقنعة وجه، وكذلك سمحت لبعض المتاجر الصغيرة بما فيها محلات البناء والأجهزة الكهربائية وبيع وإصلاح الدراكات بفتح أبوابها أمام الزبائن من يوم الخميس. في الوقت نفسه، أعادت السلطات فتح صالات الرياضة ولكن شرط ألا يتواجد أكثر من شخصين في نفس المساحة، ولا يمكنهم استخدام نفس الأدوات أو الخزائن.

وأعلنت الحكومة في بيان صحفي أنه سيسمح للسفر إلى خارج الجمهورية اعتبارًا من 14 أبريل الجاري.

بالنسبة للرياضية المُحترفة إرينا جيلاروفا، من التشيك، فإن تخفيف القيود يوم الخميس يعني أنها قادرة على العودة إلى التدريب مرة أخرى في استاد جوليسكا في العاصمة براج لأول مرة منذ إغلاق البلاد.

وضعت السلطات في التشيك مجموعة من القوانين لضمان وجود عدد مُحدد من الرياضيين داخل الملاعب الرياضية في المرة الواحدة. قالت جيلاروفا إنها تشعر بأمان 100 %، وتابعت: "النظام الجديد رائع، كلنا نحاول أن نكون أذكياء، ونتحمل المسؤولية".

قوانين صارمة في النمسا

تتبع النمسا نهجًا مُغايرًا لتخفيف القيود، أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورز الأسبوع الماضي إن بلاده مُستعدة لتخفيف القيود عقب عيد الفصح، من خلال إعادة فتح بعض المحلات التجارية الصغيرة ومتاجر الأجهزة وبعض الحدائق اعتبارًا من 14 أبريل، إلا أن الأمر يتطلب ارتداء الكمامات طوال الوقت خارج المنزل، سواء كان المواطنون في المحلات التجارية أو وسائل المواصلات العامة.

3

اعتبارًا من مطلع مايو ستفتتح النمسا مراكز التسوق والمتاجر ومحلات تصفيف الشعر، فيما تُعيد فتح المطاعم والفنادق مع حلول منتصف مايو على أقصى تقدير.

أكد كوزر أن كل ذلك سيحدث "في ظل قوانين أمنية صارمة". وشدد المستشار النمساوي أن الأزمة لم تنتهِ بعد، مُشتهدًا بما جرى في سنغافورة التي سجلت حالات جديدة بعدما استقرت الأوضاع هناك نسبيًا.

قال كوزر: "الذين يعتقدون أنهم يسيطرون على الوضع مُخطئين تمامًا".

تفاؤل حذر في النرويج

تعطي الحكومة النرويجية الأولوية لإعادة فتح المدارس بينما تخفف من حدة الإجراءات التي اتخذتها لاحتواء انتشار الفيروس في منتصف مارس الماضي.

قالت رئيسة الوزراء النرويجية إيرنا سولبيرج إنه من المُقرر تخفيف إجراءات الإغلاق اعتبارًا من 20 أبريل، مع إعادة فتح رياض الأطفال، وبعد أسبوع ستفتح المدارس أبوابها للأطفال بداية من الصف الأول وحتى الرابع.

4

وتابعت: "طموحنا هو أن يعود جميع الطلاب إلى المدارس قبل الصيف".

ترى الحكومة النرويجية إن الاحصائيات الأخيرة تبعث على التفاؤل الحذر، خاصة مع استقرار مُعدل الإصابة. وفقًا للمعهد النرويجي للصحة العامة، فإن أوسلو سجلت 6244 حالة مؤكدة بكوفيد-19 حتى يوم الخميس، و92 حالة وفاة حتى صباح الجمعة.

أمل حذر في ألمانيا

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس الماضي، إن الإحصائيات الأخيرة بعدد الإصابات بفيروس كورونا تبعث على الأمل الحذر، لكنها حذرت الألمان من التهاون في القيود الحالية خلال عطلة عيد الفصح.

مع ذلك لم تحسن الحكومة الألمانية أمرها من مسألة تخفيف الإجراءات وكيفية فعل ذلك، فيما لفتت برلين إلى أن الأمر سيعتمد بصورة رئيسية على دراسة علمية واسعة ستنشر الأسبوع المقبل.

5

قال وزير الصحة الألماني ينس سبان في وقت سابق إن منحنى الإصابات في بلاده شهد انخفاضًا واضحًا مع استمرار الإجراءات المُتبعة لاحتواء الفيروس. وأشار إلى أن ألمانيا تجري حاليًا 100 ألف اختبار للكشف عن الفيروس التاجي.

تسعى ألمانيا إلى العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيًا، وقال سبان: "لكننا ما زلنا بعيدين عن الحياة اليومية التي عرفناها، لن يعود كل شيء إلى ما كان عليه، سنواصل العيش داخل هذا الوباء".

مخاوف من تخفيف الإجراءات

تعتبر هذه الدول أمثلة مُهمة تبعث على الأمل في أوروبا، مع ذلك قال الدكتور بيتر دورباك، خبير الصحة العالمية في كلية أكسفورد، إنه لا يزال هناك الكثير لتعلمه حول كيفية الخروج من عمليات الإغلاق بأمان وفعالية.

على الجانب الآخر، يصر الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، على خطورة الوضع في أوروبا، وقال: "الوضع ما زال مُقلقًا، الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف الإجراءات".

6

حتى هذه اللحظة تبقى أوروبا في قلب الوباء، قال كلوج، في تصريحات الأربعاء، إن سبع من بين عشر دول الأكثر تضررًا بكورونا على مستوى العالم موجودة في أوروبا.

فيما حذرت دراسة نُشرت في مجلة ذا لانسيت الطبية من تخفيف إجراءات الغلق، وشددت على أهمية العمل بها حتى يتم العثور على لقاح يعالج المرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان