تؤيد نظرية ترامب.. دراسة جديد ترجح نشأة كورونا في مختبر صيني
كتب - محمد صفوت
يسعى العلماء حول العالم لكشف سلوك فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد-١٩) ومعرفة معلومات عن نشأة الوباء الجديد، للمساعدة في التوصل إلى لقاح إليه وكبح جماح انتشاره عالميًّا.
ورغم أن أغلب الدراسات والأبحاث العلمية ترجح نشأة الفيروس في الطبيعة وانتقاله إلى الإنسان، لكن دراسة جديدة، نشرت على موقع للدراسات البيولوجية "BioRxiv" وشارك في إعدادها علماء من جامعة كولومبيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، تدعم بقوة اتهامات الرئيس دونالد ترامب وبعض أفراد إدارته حول نشأة الوباء في مختبر صيني وانتقاله أو تسريبه عن عمد للإنسان.
ولا تستبعد الدراسة التي سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء عليها، في تقرير لها اليوم، أن يكون الفيروس تطور داخل أحد المختبارات بما يتوافق مع الطبيعة البشرية كي ينتقل للإنسان، مشيرةً إلى أن الدراسة تحتاج إلى مراجعة حسبما ذكر الموقع العلمي الذي نشرها.
يتفق المجتمع العلمي بشكل عام مع موقف الصين بأن الفيروس التاجي تطور ونشأ في الطبيعة، ربما في سوق مدينة ووهان، ويستند هذا الرأي جزئيًّا إلى الدليل على أن الفيروس لم يتم التلاعب به وراثيًّا.
طلبت "نيوزويك" من علماء النظر إلى الدراسة وإفادتها برآيهم، وأكدوا أن تحليل الدراسة موضع النظر غير تقليدي ويستخدم تقنيات غير مثبتة، محذرين من استخلاص استنتاجات منها حتى يجرى عليها مزيد من البحوث لدعم نتائج التحليل.
وحذر الموقع العلمي الذي نشر الدراسة، من اعتبار نتائجها حاسمة أو تناولها كدليل علمي مثبت.
وحذر العلماء الذين استندت إليهم "نيوزويك" من أن الظهور المفاجئ لعدوى كورونا، سببًا رئيسيًا للقلق يجب أن يحفز جهودًا دولية أقوى لتحديد المصدر ومنع عودة ظهوره في المستقبل القريب.
ووفقًا للعلماء، فإنه لا يوجد دليل واضح يشير إلى أصل محدد للوباء، وأنها لا تكشف ما إذا كان يتكيف الفيروس داخل الإنسان أو عبر حيوان مضيف يمثل وسيطًا لانتقال العدوى، مستندين إلى التركيب الجيني وعينات الفيروس التي فحصوها.
ويرى القائمون على الدراسة أنه يجب دراسة كافة الاحتمالات حتى إن لم يكن تم تصنيع الوباء ولكنه تكيف مع البشر خلال دراسات أجريت على أنواع من الفيروسات في المختبر الصيني.
في الختام، تحذر الدراسة من أن الاحتمالات المختلفة لكيفية بدء تفشي المرض في البشر "تعني أننا بحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات ضد كل سيناريو لمنع عودة الظهور".
وكتب جوناثان إيسن، في جامعة كاليفورنيا، تغريدة معلقًا على الدراسة، على تويتر قائلاً: "أجد أن هذا الاستنتاج غير مقنع لأسباب عديدة منها، لم يثبتوا أن أساليبهم تعمل على اكتشاف هذه الأنماط، وقارن فقط بـ CoV 3 لا يوجد اختبار كافٍ للفرضية البديلة، ولا يوجد دليل قوي على CoV2 جيدًا تتكيف مع البشر من البداية ".
وأضاف بالقول: "ألاحظ أن هناك بعض التحليلات المثيرة للاهتمام في هذه المرحلة التمهيدية لكنني في الحقيقة لست مقتنعا بأنهم أظهروا أنه يمكنهم القيام بالاستنتاجات التي يقومون بها بناء على هذه التحليلات".
نفى العلماء والاستخبارات الأمريكية، إلى حد كبير نظريات المؤامرة التي تم التلاعب بها وراثيًا، وشدد العديد من العلماء على أنه من المرجح أن الفيروس نشأ بشكل طبيعي أكثر من تسربه من المختبر، على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على أي من النظريتين.
فيما يسير ترامب ووزير خارجيته وبعض كبار الجمهوريين، خلف نظرية المؤامرة، ويتهمون الصين صراحةً في سبب تفشي الوباء عالميًا وتسرب الفيروس من مختبر ووهان.
الدراسة الجديدة، اعتمدت على عينات أخذت من سوق ووهان الصيني، التي لا تزال تحتفظ بالفيروس، لكنها لم تحدد ما إذا كان هناك وسيط قبل انتقال الوباء إلى الإنسان أم لا.
وخلصوا إلى أن العينات المأخوذة من سوق ووهان، كانت من البشر وليس حيوانات.
كان الدكتور أنتوني فوتشي، وهو عضو رئيسي في فرقة عمل ترامب للفيروس التاجي ومدير للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أقل تقبلاً لنظرية مختبر ووهان.
وتستمر الأبحاث للكشف عن مصدر الوباء للحد من انتشاره، بعدما أصاب ما يقرب من ٤.٧ مليون شخصًا وقتل أكثر من ٣١٣ ألفا.
فيديو قد يعجبك: