"مذكرات البيت الأبيض".. بولتون يكشف ما قاله ترامب عن عودة داعش في العراق

كتبت – إيمان محمود

زعم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، أن الرئيس دونالد ترامب قال إنه لا يهتم لعودة تنظيم داعش مرة أخرى في العراق، وذلك في مناقشة حول استمرار تواجد القوات الأمريكية في العراق.

وروى بولتون في كتابه الجديد "الغرفة التي شهدت الأحداث.. مذكرات البيت الأبيض" مناقشة مع ترامب في مايو من العام الماضي، إذ أعرب ترامب عن قلقه بشأن استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق، قائلاً: "لماذا لا نخرجهم؟ في سوريا، تخلصنا من داعش".

وتابع بولتون في كتابه "ما سمعته بعد ذلك كان صادمًا، لكنني أتذكر بوضوح سماع ترامب يقول: لا يهمني إذا عاد داعش إلى العراق".

وبولتون هو ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب خلال 519 يوما، حيث يشتهر بأنه مراقب دقيق يحرص على تدوين الملاحظات، وكان شاهدا على عدد من اجتماعات السياسة الخارجية المهمة.

وبحسب صحيفة "واشنطن إكزامينر" فإن هذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها ترامب عن رغبته في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ففي أكتوبر الماضي، أمر ترامب بسحب قواته من شمال سوريا، وذلك حينما لاحقته الاتهامات بالتخلي عن الأكراد وتركهم فريسة لتركيا بعد أن حاربوا بضراوة إلى جانب صفوف القوات الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

ويوم الاثنين الماضي، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستقلص عدد قواتها المنتشرة في ألمانيا إلى 25 ألف جندي متهمًا برلين باستغلال بلاده.

وفي اتفاق مع طالبان، في نهاية فبراير الماضي ، وافقت الولايات المتحدة على خروج جميع قواتها المتبقية من أفغانستان.

وفي العراق، اتخذت إدارة ترامب نهجًا مختلفًا؛ ففي أوائل يناير الماضي، بعد مقتل قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في العاصمة العراقية، أصرّ ترامب على بقاء القوات الأمريكية في البلاد رغم احتجاج العديد من قادتها.

وأصرّ الرئيس على أن الانسحاب الأمريكي سيكون "أسوأ شيء يحدث للعراق".

وبينما هُزمت قوات داعش إلى حد كبير، فإنها لا تزال تشكل تهديدًا، ويبدو أن الجماعة الإرهابية تستخدم جائحة كورونا كفرصة لتكثيف الهجمات واستعادة مناطقة التي خسرها سابقًا.

قوباد طالباني، نائب رئيس الوزراء في إقليم كردستان العراق: "إن داعش تمثّل تهديدًا حقيقيًا"، وأكد: أن التنظيم "يحشد قواته ويقتل العراقيين في الشمال، وسيبدأون في ضرب بغداد قريباً".

كان ترامب، ردّ في تغريدة سابقة، الأربعاء الماضي، على كتاب بولتون، قال فيها: "يتكون كتاب جون بولتون المجنون الممل للغاية، من الأكاذيب والقصص المزيفة. قال كل خير عني، خلال الطباعة، إلى اليوم الذي طردته فيه. أحمق ساخط وممل يريد فقط الذهاب إلى الحرب. لم يملك أي فكرة، كان منبوذا وتم التخلي عنه بسرور.. يا له من أحمق".

ونشرت وسائل الإعلام الأمريكية تفاصيل كتاب بولتون، بعد أن رفعت وزارة العدل دعوى قضائية في محكمة اتحادية يوم الثلاثاء، تزعم فيها أن كتاب بولتون المكونة من 500 صفحة "مليئ بالمعلومات السرية"، وقال المدعون إن بولتون تراجع عن عملية التدقيق الجارية في البيت الأبيض للكتاب.

ومن المقرر نشر الكتاب في 23 يونيو الجاري، وأكدت دار النشر التي الكتاب يقدم شهادة مطلعة عن "عملية صنع القرار غير المتسقة والمتخبطة" للرئيس دونالد ترامب.

وقالت الدار إن الكتاب يسرد بالتفصيل معاملات ترامب مع الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.