إعلان

"انتفاضة ضد عملاء أردوغان".. تفاصيل 16 ساعة داخل برلمان تونس

04:40 م الخميس 04 يونيو 2020

راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي

كتبت – إيمان محمود:

على مدى أكثر من 16 ساعة وقف النوّاب التونسيون في وجه رئيس البرلمان راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، متهمينه بـ"العمالة لتركيا وقطر" والتسبب في انقسام التونسيين وزّج البلاد للتدخل في شؤون ليبيا لصالح حكومة الوفاق برئاسة فايز السرّاج والمدعوم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونظرت الجلسة العامة في نقطتين مثيرتين للجدل، هما: لائحة الحزب الدستوري الحر المعارض، بزعامة عبير موسي، التي تطالب بمساءلة الغنوشي وسحب الثقة منه بصفته رئيساً للبرلمان، وإجراء نقاش عميق حول الدبلوماسية البرلمانية في علاقته بالوضع بليبيا، في ظل اتهامات باصطفاف رئيس البرلمان إلى جانب طرف ليبي (السرّاج) على حساب الآخر.

ويواجه الغنوشي هجومًا كبيرًا من الشعب التونسي بعد زيارة سرية أجراها إلى تركيا وعقد اجتماعًا مُغلقًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي قلب الطاولة في وجه حركة النهضة الإخوانية، بعد اتهامها بدعم المُخطط التركي في ليبيا.

ورغم الإدانات والاعتراضات التي انهالت في وجه الحركة وعلى رأسها الغنوشي، فإنه استمر في دعم السرّاج، إذ هنأه في مايو الماضي، على ما وصفه بالانتصار إثر قيام الجيش الوطني الليبي بانسحاب تكتيكي من قاعدة الوطية.

اتهامات بالعمالة لتركيا

سادت حالة من التوتر داخل البرلمان منذ بداية الجلسة، بسبب إصرار عدد من النواب على أن تكون الجلسة مُخصصة لمناقشة الدبلوماسية البرلمانية، أو ما تعرف بـ"مساءلة الغنوشي".

وشهدت الجلسة تلاسنًا بين النواب، إثر الشروع في مناقشة تدخل الغنوشي في السياسة الخارجية للبلاد، كما شرع عدد من النواب في تبادل الاتهامات، وغادر عدد من أعضاء المجالس مقاعدهم، في محاولة إلى تهدئة الأجواء واستئناف الجلسة بشكل طبيعي.

وخلال مداخلتها في جلسة المساءلة، اتهمت النائبة عبير موسى، الغنوشي بـ"الكذب" على الأعضاء فيما يخص اتصاله بأطراف ليبية.

كما اتهمته بالانتماء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكدة أنه لا يشرف برلمان تونس التي أسس استقلالها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

وأضافت عبير موسي: "قياداتكم إخوانية ومصنفة إرهابية عالميًا".

وتساءلت "كيف دخلت (الغنوشي) لتونس ولم تمثل أمام المحكمة رغم الأحكام ضدك؟".

وكشفت موسى علاقات الغنوشي مع شخصيات متهمة بالإرهاب على غرار يوسف القرضاوي وعدد من شخصيات التنظيم التي تؤمن في أدبياتها بالعنف على غرار الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج.

وتعهدت بمواصلة حزبها النضال للإطاحة براشد الغنوشي الذي يتخابر مع تركيا والتنظيمات الإرهابية في ليبيا ضد مصلحة الأمن القومي التونسي.

ودعت في نفس السياق كل القوى المدنية التونسية إلى التوحد في فكرة واحدة ضد المد الإخواني واستراتيجيات حركة النهضة، مُتحدثة عن مراحل الفشل الإخواني في إدارة الدولة، مشيرة إلى أن فترة حكمهم أدت لانتشار الإرهاب والاغتيالات.

من جانبه، قال النائب في البرلمان التونسي المنجي الرحوي، إن الغنوشي يدعم أحد الأطراف في ليبيا، وذلك في إطار مخطط إخواني يقوده أردوغان وتدعمه قطر ماليًا كي ينتصر الإخوان في ليبيا بقيادة حكومة الوفاق، وبدعم ميليشيات إرهابية.

وأضاف النائب خلال جلسة محاسبة: "تونس لا تحتمل أن يزج بها في رحى هذا الصراع.. وجود الغنوشي على رأس البرلمان خطر على الأمن القومي التونسي، نظراً لشبكة علاقاته المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة".

أما عضو البرلمان التونسي حاتم المانسي فأكد أن مكالمة الغنوشي لفايز السراج الهدف منها الزج بتونس في سياسة المحاور في ليبيا.

وقال: "زيارة الغنوشي لرجب طيب أردوغان في أنقرة تحدٍ صارخ للرئاسة التونسية وسطو على صلاحياتها".

وشدد على أن إزاحة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان التونسي أصبحت أمراً مستعجلاً ومطلباً لا هوادة فيه.

لائحة رفض التدخل الأجنبي

وشددت الأحزاب والهيئات السياسية في تونس على ضرورة أن تنأى البلاد بنفسها عن سياسة المحاور والاصطفاف إزاء النزاع الليبي، وفي جلسة الأمس، قدم أعضاء البرلمان لائحة متعلقة برفض التدخل الخارجي في ليبيا ومناهضة لتشكيل قاعدة لوجستية داخل تونس؛ لتسهيل تنفيذ هذا التدخل.

لكن بعد ساعات طويلة من المناقشات الحادة، لم يستطع مجلس النواب تحصيل أكثر من 109 أصوات؛ لتمرير هذه اللائحة، واستقر التصويت عند 96 صوتاً موافقاً و68 نائباً معارضاً، إضافة إلى 7 أعضاء امتنعوا عن التصويت.

أعلن رئيس كتلة الإصلاح الوطني في البرلمان التونسي حسونة الناصفي، اليوم الخميس، أنهم "سيطرحون لائحة جديدة بصلب البرلمان ترفض التدخل الأجنبي في الملف الليبي".

وقال الناصفي في تصريحات لـ"شمس إف إم" التونسية، إن هذه اللائحة ستكون مبادرة لرفض التدخل الأجنبي في الدول الصديقة والشقيقة، وفق تعبيره.

وأضاف إن كتلتي" حركة النهضة وائتلاف الكرامة يشرعون لما تفعله تركيا مهما كانت الطرق والأساليب حتى لو كان التدخل عسكريًا ومسلحًا"، مضيفًا أن الكتلتين تدعمان تركيا للتدخل في ليبيا والقضاء عليها، حسب قوله.

ولام على رئيس البرلمان عدم اعتذاره، مشيرًا إلى أن الغنوشي يرى ما فعله أمرًا عاديًا.

وأكد أن "ما أقدم علية راشد الغنوشي لم يحدث أبدًا في الدبلوماسية البرلمانية وهو تجاوز لصلاحياته".

وصرّح الناصفي، بأن بعض النواب صوتوا ضد لائحة الدستوري الحر لرفض التدخل الأجنبي في ليبيا فقط لأن من قدمتها عبير موسي.

وأشار إلى أن اللائحة لو تم تمريرها لصدرت باسم المجلس وليس باسم عبير موسي او الدستوري الحر، بل ستعبر عن موقف المجلس رسيمًا برفض التدخل الأجنبي في ليبيا.

وشدد أن "عقدة من أتى باللائحة لا تعنيه؛ لأن الأهم النتيجة والإعلان عن الموقف الرسمي للبرلمان برفض التدخل الأجنبي في ليبيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان