في 4 ساعات.. كيف تضاربت تصريحات إثيوبيا حول بدء ملء خزان سد النهضة؟
كتبت - رنا أسامة:
تضاربت التصريحات الرسمية والإعلامية في إثيوبيا خلال الساعات الماضية حول بدء ملء خزّان سد النهضة، إحدى أبرز النقاط الخلافية التي لم يتوصل بعد إلى التوافق حولها مع دولتي المصب (مصر والسودان)، والتي أصرّت أديس أبابا في وقت سابق الشروع فيها منتصف يوليو الجاري، حتى بدون التوصل إلى اتفاق.
في البداية، أعلن التليفزيون الرسمي الإثيوبي حوالي الساعة الثالثة والنصف عصر أمس الأربعاء، رسميًّا، بدء ملء خزان السد على النيل الأزرق، وذلك نقلًا عن تصريحات نسبها إلى وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي.
وأوضح بيكيلي، بحسب بيان نقله الإعلام الرسمي الإثيوبي بالأمهرية وتداولته وسائل إعلام عربية وعالمية، أن عملية التخزين الأولى تُقدّر بـ4.9 مليار متر مُكعب، مُشيرًا إلى أن "عملية بناء وتعبئة السد تسيران جنبًا إلى جنب بشكل طبيعي". وأكّد أن المفاوضات "ستستمر لمصلحة إثيوبيا".
وقال من المتوقع ارتفاع مستوى المياه من 525 قدمًا إلى 560 قدمًا، وفق بيان نشرته هيئة الإذاعة الإثيوبية في منشور على حسابها الرسمي عبر فيسبوك.
وأضاف الوزير الإثيوبي، وفق البيان، أن ما وصلت إليه أعمال البناء تتيح بدء الملء لبحيرة السد بشكل طبيعي، مُشيرًا إلى أن المفاوضات التي اختتمت بين الدول الثلاث؛ (مصر وإثيوبيا والسودان) وبحضور مراقبين وخبراء أفارقة، شهدت اتفاقا حول بعض النقاط، فيما تحفظت بلاده على البعض الآخر.
بالتزامن، نقلت "رويترز" عن بيكيلي قوله في مقابلة تليفزيونية إن "إثيوبيا بدأت ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق"، مؤكدًا أن "بناء السد وتعبئته بالمياه يجريان في آنٍ واحد".
كما غرّد الدبلوماسي الإثيوبي نبييو تيدلا بالإنجليزي وعبر تويتر، مُعلنًا أن "أديس أبابا بدأت ملء السد".
جاء ذلك بعد يومين من تعثر جولة المفاوضات الثلاثية "الافتراضية" التي أعلنت إثيوبيا انتهاءها "بشكل غير حاسم"، بعد 11 يومًا من مباحثات رعاها الاتحاد الأفريقي، بحضور وزراء المياه والري في الدول الثلاث والمُراقبين، وبعد 24 ساعة من نشر صور جديدة بالأقمار الصناعية أظهرت زيادة منسوب المياه في خزان السد، والتي أكّد بيكيلي صحتها، وفق البيان المنسوب إليه في الإعلام الرسمي الإثيوبي.
وفور الإعلان الإثيوبي ببدء ملء خزان السد الذي تخشى مصر أن يؤثر على حصتها من مياه النيل، أعلنت القاهرة أن ردها "سيكون سياسيًّا"، وقالت إنها طلبت من الحكومة الإثيوبية "إيضاحًا عاجلًا"، فيما رفضت الخرطوم "أي إجراء أحادي"، مُشيرة إلى تراجع منسوب النيل الأزرق بمعدل 90 مليون متر مكعب، بما يعني أن بوابات سد النهضة أُغلِقت.
وفور ساعة من الإعلان، نفى وزير الري الإثيوبي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ما نُسِب إليه بشأن إعلان بلاده البدء في ملء السد. وأوضح بيكيلي أن صور الأقمار الصناعية المُلتقطة بين 26 يونيو و12 يوليو "عكست الأمطار الغزيرة التي كان تدفقها أكبر من المُعتاد".
وبعد 4 ساعات من إعلان بدء ملء خزان السد- الذي نفى وزير الري الإثيوبي صحته لاحقًا- نشرت هيئة البث الإثيوبية بيانًا "مُعدّلًا"، اعتذرت فيه عما وصفته بـ"سوء التفسير" للبيان الذي نشرته ونسبته إلى بيكيلي.
وقالت: "نعتذر عن سوء التفسير للتقرير السابق على صفحتنا عبر فيسبوك، والذي فُهِم منه- عن طريق الخطأ- أنه تم بدء ملء خزان السد رسميًا"، مُرفقة البيان بصور الأقمار الصناعية الحديثة للسد.
فيما لم تلفت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا)، بنسختيها العربية والإنجليزية، الذكر مُطلقًا إلى هذا التضارب.
كانت تقارير إعلامية إثيوبية أفادت بأنه تم البدء الفعلي لملء خزان السد في 8 يوليو.
بيد أن وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، نفى الاثنين تلك التقارير، وقال إن حكومته لم تصرّح بهذا الأمر، متعهدًا بمساءلة أي وسيلة إعلام محلية نشرت هذا الخبر.
ويُتوقع في هذه المرحلة أن تخزن إثيوبيا 4.8 مليار متر مكعب خلف السد، في البحيرة التي يفترض أن تسع 74 مليار متر مكعب حال اكتمال السد.
وسيُرفع تقرير نهائي عن القضايا الخلافية إلى الاتحاد الأفريقي الذي توسط في جولة المفاوضات الأخيرة بين الدول الثلاث.
فيديو قد يعجبك: