إعلان

أكثر من مليون حالة في 4 أشهر.. كيف تفشى كورونا في الهند؟

01:58 م الأحد 19 يوليه 2020

فيروس كورونا في الهند

كتبت- رنا أسامة:

أصبحت الهند ثالث دولة عالميًا يتفشى فيها فيروس كورونا المُستجد، بعد الولايات المتحدة والبرازيل، بعد أن أبلغت عن مليون إصابة بـ"كوفيد 19" يوم الجمعة، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة المحلية.

إذن، كيف وصلت ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان إلى هذه المرحلة خلال الجائحة؟

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الأحد، إن الهند أبلغت عن أول إصابة بـ"كوفيد 19" في 30 يناير، لمريض من ولاية كيرالا، جنوب الهند، كان يدرس في مدينة ووهان الصينية- بؤرة تفشي الوباء التي زحف منها إلى مختلف أنحاء العالم، وسجّلت أول إصابة رسميًا في 19 ديسمبر الفائت.

ولأسابيع، وفي ظل تفشي الفيروس التاجي المُستجد في أجزاء أخرى من آسيا، ظلّت الهند غير متأثرة نسبيًا، حتى أبلغت عن أول حالة وفاة جراء "كوفيد 19" في 13 مارس. وحتى ذلك الحين، لم تُسجل سوى 73 إصابة فقط.

وبينما كانت أعداد الحالات المُسجّلة لا تزال منخفضة نسبيًا، اتخذت الحكومة الهندية عدة إجراءات. في 11 مارس، أوقفت جميع التأشيرات السياحية. وفي 22 مارس، أوقفت جميع الرحلات الدولية.

وعندما فرضت الهند إغلاقًا شاملًا في 25 مارس، كان هناك حوالي 519 حالة و10 وفيات جراء "كوفيد 19". ولكن حينما رفعته جزئيًا في 30 مايو، كان لديها أكثر من 180 ألفًا وكانت أعداد الحالات في ازدياد.

1

بالنسبة للبعض في الهند، كان الإغلاق صعبًا- إن لم يكن مستحيلًا. وفق السي إن إن، يعيش حوالي سُدس سكان الحضر في أحياء فقيرة مُكتظة، حيث لم يكن التواصل الاجتماعي خيارًا. فيما تُرك الآلاف من العاملين بأجر يومي بدون وظائف أو طعام - واضطر الكثيرون للفرار في رحلات طويلة وأحيانًا قاتلة إلى ولايات بعيدة.

ومنذ فُرض الإغلاق، فرضت بعض الولايات الهندية قيودًا على قيودها الخاصة، واستأنفت في بعض الأحيان عمليات الإغلاق. ورُغم ذلك، انتقلت البلاد في غضون 4 أشهر من أكثر من 500 حالة إلى ما يزيد عن مليون حالة.

قال سانجاي راي، رئيس جمعية الصحة العامة الهندية، إن الإغلاق ساعد في تأخير تفشي المرض، ما منح السلطات وقتًا كافيًا لتصنيع مزيد من مجموعات معدات الحماية الشخصية (PPE).

بيد أن هذه الخطوات المُبكرة لم تُمكّن الهند من تجنب تفشي "كوفيد 19" تمامًا، بحسب السي إن إن.

ومع بدء تفشّي الوباء في الهند، لم ينتشر على نحو مُتساوٍ في جميع أنحاء البلاد. تركّزت حوالي 65 بالمائة من حالات كورونا فقط في ثلاثة من أصل 36 ولاية أو إقليم- ماهاراشترا، ودلهي، وتاميل نادو، والتي ُمثل كل منها موطنًا لبعض المدن الهندية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.

سجّلت ماهاراشترا -حيث تقع مومباي- 28 بالمائة من إجمالي حالات كورونا. وفي حين سجّلت هذه الولايات الثلاث 56 بالمائة من الحالات، فإنها موطن لـ 17 بالمائة فقط من سكان الهند.

وبالنظر إلى حالات كورونا النشطة في البلاد، تُصبح الصورة العامة أكثر مأساوية، بحسب الشبكة الأمريكية.

في الهند، لا يُصنّف المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ومعتدلة ضمن الحالات النشطة بعد 10 أيام من ظهور الأعراض إذا استوفوا شروطًا معينة. ولا يُلزم إجراء اختبار للتأكد من خلوهم من الفيروس. ويُمكن إدراج حالات الإصابة الشديدة ضمن المُتعافين بعد اختبار سلبي واحد.

2

ووفق راجيش بوشان، مسؤول وزارة الصحة ورعاية الأسرة الهندية، تتركز أكثر من 50 بالمائة من جميع الحالات النشطة في البلاد في ماهاراشترا وتاميل نادو، حيث تقع واحدة من أكبر المدن في الهند.

أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الولايات الهندية الأكثر تضررا لديها حالات أكثر من المُسجّلة في عدة دول. وحتى يوم الجمعة، سجّلت ولاية ماهاراشترا وحدها أكثر من الحالات في إيران، التي يقل عدد سكانها قليلًا عن الدولة الهندية، وباكستان، التي تضم ما يقرب من ضعف عدد الأشخاص.

فيما تجاوزت إصابات كورونا في دلهي يوم الجمعة الحالات في كندا أو الأرجنتين، اللتين يفوق عدد سكانهما سكان العاصمة الهندية. وكانت المستشفيات في دلهي في حالة انهيار بسبب تفاقم أعداد المُصابين.

على النقيض من ذلك، فإن بعض أجزاء الهند لم تُسجل سوى حالات قليلة. ولم يُبلغ إقليم اتحاد لاكشادويب- وهو أرخبيل استوائي قبالة ساحل ولاية كيرالا- عن أية إصابة. وسجّلت 5 ولايات أخرى حالات بدون أية وفيات جراء "كوفيد 19".

ووصف خبير طبي في الهند، رفض ذكر اسمه لأنه غير مخوّل له التحدّث إلى وسائل الإعلام، الهند بأنها "ليست دولة واحدة. إنها 30 دولة، من حيث عدد السكان".

ورغم إصابات كورونا الهائلة في الهند، أشار المسؤولون إلى أن عدد الوفيات في البلاد لا يزال منخفضًا نسبيًا.

3

سجّلت الهند حوالي 19 وفاة جراء "كوفيد 19" لكل مليون شخص- على نحو أقل من الولايات المتحدة، حيث هناك 416 وفاة لكل مليون، أو بريطانيا، حيث يوجد 687 حالة لكل مليون. وفي الصين، هناك حوالي 3 وفيات لكل مليون.

وفي هذا الصدد، أشار خبراء إلى سكان الهند الشباب نسبيًا، في الوقت الذي تخلُص فيه أغلب الدراسات إلى أن كبار السن أكثر عرضة للوفاة من فيروس كورونا.

في الهند، هناك ما يقرب من 44 بالمائة من السكان تحت سن 24، و15 بالمائة فقط فوق 55 عامًا. الأمر الذي يعني أن حوالي 75 بالمائة من سكان الهند أقل عُرضة لخطر الوفاة جراء كورونا.

ووفقًا لراجيش بوشان، المسؤول في وزارة الصحة الهندية، في وقت سابق من هذا الشهر، فإن الأشخاص من 60 عامًا فيما فوق يُشكلون 10 بالمائة من سكان الهند، و53 بالمائة من وفيات كورونا.

في المقابل، فإن بريطانيا - التي لديها أحد أسوأ معدلات الوفيات للفرد- تملك عدد أكبر من السكان، 29 بالمائة منهم تحت سن 24، و31 بالمائة فوق 55. وتراوحت أعمار 93 بالمائة من الأشخاص المتوفين جراء كورونا في بريطانيا خلال شهريّ مارس وأبريل، بين 60 عامًا فيما فوق.

وفيما تُمثّل الهند الآن ثالث أكبر دولة يتفشّى فيها كورونا (7 بالمائة فقط من الحالات عالميًا)، فإنها ثاني أكبر دولة في العالم منذ حيث عدد السكان (لديها 17 بالمائة من سكان العالم).

فيما تملك الولايات المتحدة، الأكثر تضررًا من الجائحة، 4 بالمائة فقط من سكان العالم و 26 بالمائة من حالات كورونا في العالم.

الأمر السيء في خِضم ذلك، في رأي السي إن إن، أن ذروة الجائحة في الهند "لم تنتهِ بعد".

بحسب الخبير الطبي الهندي الذي لم يذكر اسمه، فإن الهند لم تصل بعد إلى ذروة كورونا. وقال: "نحن في قمة المنحنى ولكن ليس في الذروة".. وبالتأكيد لسنا في أسفل المنحنى".

وأضاف: "في الوقت الحالي، يعتمد الأمر بشكل كبير على المجتمع. لا يُمكن لأي وكالة أن تساعدنا كثيرًا خلال تفشي الجائحة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان