إعلان

أعمال العنف تدفع المقاتلين السابقين في كولومبيا إلى النزوح

03:45 م الثلاثاء 21 يوليو 2020

مقاتلون سابقون من القوات المسلحة الثورية الكولومب

بوجوتا- (أ ف ب):

تضطر يرليس باليستيروس مرة أخرى للنزوح، بعد أن هربت عندما كانت طفلة وهي تمسك بيد والدتها. واليوم، تغادر هذه المقاتلة السابقة مع أطفالها جبال كولومبيا حيث كانت تقاتل قبل أن تحاول العيش هناك بسلام.

وأطاحت أعمال العنف التي تقوم بها مجموعات مسلحة تتمول من تهريب المخدرات، بمشاريعها للعيش بسلام مثلها مثل مقاتلين سابقين آخرين في القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).

ووسط تفشي الوباء، بدأ 93 من المقاتلين وعائلاتهم رحلة اللاعودة الأربعاء الماضي، بعد أن فقدوا اثني عشر من رفاقهم، الذين قتلوا في السنوات الأربع الماضية.

أوضحت هذه المرأة (32 عام) خلال هذا النزوح غير المسبوق منذ توقيع اتفاق السلام بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية عام 2016 "لقد طفح الكيل. لم يعد بوسعنا أن نتحمل مقتل مزيد من رفاقنا".

وغادرت مع طفليها القرية الصغيرة المتوارية في مرتفعات إيتوانغو (في مقاطعة أنتيوكيا، شمال غرب) حيث حارب هؤلاء المقاتلون السابقون لسنوات، قبل أن يستسلموا.

وغادروا، في قافلة ترافقها الشرطة، إلى بلدة موتاتا، في المقاطعة نفسها، ولكنها تبعد عدة مئات من الكيلومترات.

التاريخ يعيد نفسه

قام المقاتلون السابقون بتحميل حيواناتهم في شاحنات، ثم ودعوا جيرانهم، بدون عناق، خشية انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد، الذي أصاب نحو 200 ألف شخص توفي منهم 6700 في كولومبيا.

وشرع هؤلاء النازحون الجدد بسبب العنف في رحلة حزينة استمرت 23 ساعة حطت بهم في أرض مجهولة، حيث سيساعدهم رفاق سلاح سابقون على الاستقرار.

عانت يرليس، عندما كانت طفلة، من النزوح القسري، على غرار أكثر من ثمانية ملايين كولومبي. وتعود بها الذاكرة عندما ركضت مع والدتها وشقيقيها هربا من الموت.

وانضمت عندما كانت في سن المراهقة الى الفارك وقاتلت لمدة اثني عشر عامًا في صفوف هذه المعارضة الماركسية، التي نشأت من احتجاجات الفلاحين في عام 1964 ويتحتم على قادتها الآن تفسير أخطر الجرائم أمام قاضي الصلح.

على مر العقود، اشترك في النزاع المسلح نحو ثلاثين جماعة مسلحة وميليشيا يمينية متطرفة والشرطة على خلفية أعمال العنف الذي يمارسه تجار المخدرات.

ويتكرر النزوح لدى العديد من المقاتلين السابقين في إيتوانغو. كان جون تابوردا في الخامسة من عمره عندما أجبرته القوات شبه العسكرية على الفرار مع عائلته. قال الشاب، وعمره اليوم 27 عاما "لقد فقدنا كل شيء" ويتحتم عليه الآن من جديد "البدء من الصفر".

العنف دون المقاتلين

وقال بأسف "لقد وثقنا بالحكومة، التي يتعين عليها أن تضمن الظروف ، وآليات الحماية وسلامة (مقاتلي الفارك السابقين). إنه أمر محبط أن نقبل بأن هذا غير ممكن".

بعد أن سلموا أسلحتهم، شكلت يرليس مع نحو 300 من المقاتلين السابقين قرية صغيرة في إيتوانغو وعملوا في الزراعة أو تربية الماشية، كجزء من عملية إعادة إدماجهم في الحياة المدنية.

لكن أعمال العنف لم تتوقف. لقد وجدوا أنفسهم تحت رحمة رفاق سابقين معارضين لاتفاق عام 2016 ، بالإضافة إلى عصابات من زمرة كلان ديل غولفو ومن الكاباراغوس المتنافسين للسيطرة على المناجم غير الشرعية ومزارع المخدرات وطرق نقل المخدرات.

فشلت الدولة الكولومبية في فرض سيطرتها على هذه المنطقة.

وتنهار عملية السلام، التي أشاد بها المجتمع الدولي، شيئا فشيئا، حيث تم اغتيال 219 مقاتلاً سابقاً وبقيت عدة نقاط في الاتفاق حبرا على ورق، وفق القوة البديلة الثورية المشتركة (وتعرف كذلك اختصاراً باسم فارك)، وهو الحزب الذي أسسه المقاتلون السابقون.

فشل السلام

يعيش ما يقرب من 3 آلاف من بين 13 ألف رجل وامرأة من المقاتلين السابقين الذين جنحوا للسلم في 23 منطقة مخصصة لإعادة الإندماج الاقتصادي والاجتماعي مثل منطقة إيتوانغو التي باتت خالية الآن.

ويقول خيسوس أريناس (58 عام) وهو زعيم محلي لحزب القوة البديلة فارك بأسف "في هذه المنطقة، فشلت عملية السلام".

وغادر القرية العشرات، قبل رحيل الـ 93 من المقاتلين السابقين، وبقي سبعة فقط مصممين على البقاء في هذه الجبال، على الرغم من الخطر المتربص بهم.

ويرى إميليو أرشيلا، المستشار الرئاسي لما بعد النزاع أن الحكومة التي تتجنب الحديث عن "نزوح"، أقرت أنها أوصت بالانتقال إلى موقع آخر بسبب "مكافحة تهريب المخدرات".

ولدى وصولهم إلى موتاتا، جددت يرليس ورفاقها الإعراب عن عدم رغبتهم في حمل السلاح. إنها لا تريد "تكرار قصة" النزوح للمرة الثالثة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان