إعلان

رفيق الحريري: السياسي الذي ما زال حادث اغتياله يحرك لبنان

05:19 م الثلاثاء 18 أغسطس 2020

رفيق الحريري

بيروت- (بي بي سي):

كان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، قبل 15 عاماً نقطة فارقة بالنسبة للبنان، إذ فجر احتجاجات شعبية أفضت إلى إنهاء الوجود العسكري السوري الذي دام هناك 29 عاما، وأفرز تحالفات سياسية استمر بعضها حتى وقتنا الحالي.

ويرجع كثيرون للحريري الفضل في نهوض لبنان بعد حرب أهلية استمرت 15 عاما، ولذلك ظل قوة مؤثرة في المشهد السياسي اللبناني حتى بعد وفاته.

حياته

ولد الحريري عام 1944 لأسرة سنية في صيدا وكان والده يعمل مزارعا.

درس المحاسبة في جامعة بيروت العربية ثم سافر إلى السعودية عام 1966 حيث عمل هناك مدرساً للرياضيات ومحاسباً في شركة للمقاولات.

وفي عام 1970 أسس الحريري شركته الخاصة التي لعبت دوراً بارزاً في عمليات الإعمار داخل المملكة كما امتد نشاطها إلى الخارج، وتوسعت أعماله لتشمل قطاعات أخرى كالمصارف وشركات التأمين والاتصالات، وصنفته مجلة فوربس الأمريكية واحداً من أغنى 100 رجل أعمال في العالم. كما ارتبط الحريري بعلاقات وثيقة بالعائلة المالكة السعودية ومُنح الجنسية السعودية عام 1979.

مسيرته السياسية

في عام 1989 لعب الحريري دوراً في التوصل لاتفاق الطائف بين الفرقاء في لبنان. وعاد إلى بلاده مع نهاية الحرب الأهلية التي دامت 15 عاماً (1975-1990)، فيما علق اللبنانيون آمالهم عليه في إعادة بناء البلاد.

تولى الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية بين عامي 1992 و1998، وترأسها مجدداً عام 2000 حتى استقالته عام 2004.

أعاد الحريري لبنان إلى الخريطة المالية العالمية وحصل على قروض دولية لإعادة تأهيل المرافق والبنية التحتية، وتركزت خطته التي عرفت باسم «هورايزون 2000» على إعادة إعمار وسط بيروت، وأحيى صناعة السياحة في البلاد.

غير أن سجله الاقتصادي أثار جدلاً داخل لبنان، فقد خلفت خطته لإعادة الإعمار ديوناً وعجزاً في الميزانية ما أدى إلى رفع معدلات الفائدة وإبطاء النمو الاقتصادي. إضافة إلى بروز اتهامات بالفساد وتضارب المصالح بين دوريه كرئيس للوزراء وأحد كبار رجال المقاولات.

كما اتهم بتركيزه على وسط بيروت على حساب باقي مناطق لبنان وعدم الاهتمام بالفقراء رغم سجله الطويل في دعم القضايا الانسانية.

الوجود السوري في لبنان

استقال الحريري من منصبه في أكتوبر من عام 2004 بعد خلاف مع أعضاء حكومته لمعارضته تمديد فترة ولاية الرئيس إميل لحود المؤيد لسوريا. حيث تم - وتحت ضغوط سورية - تعديل الدستور للسماح بتمديد فترته ثلاث سنوات. وأيّد الحريري خلال الفترة التي سبقت قبل اغتياله دعوات لسحب سوريا لقواتها التي كانت موجودة في لبنان منذ عام 1976 بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.

اغتياله

لقي الحريري مصرعه في الرابع عشر من فبرايرعام 2005 ، إثر انفجار شاحنة محملة بالمتفجرات لدى مرور سيارته قرب فندق سان جورج ببيروت أثناء عودته من جلسة برلمانية.

ودأب كل من حزب الله والحكومة السورية على نفي أي تورط لهما في الهجوم، الذي أسفر كذلك عن مقتل 21 شخصا من بينهم حراس الحريري وبعض المارة ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان، وإصابة أكثر من 220 آخرين.

وكان اغتيال الحريري لحظة فاصلة بالنسبة للبنان، إذ فجر احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكومة الموالية لدمشق أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم "ثورة الأرز". واستقالت الحكومة بعد أسبوعين، كما سحبت سوريا قواتها من لبنان بعد وجود استمر 29 عاما. كما أدت عملية الاغتيال إلى ظهور تحالفات متنافسة شكلت الساحة السياسة اللبنانية لسنوات.

المحاكمة والمتهمون

في عام 2007 أنشأت الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي بهولندا، للتحقيق في عملية اغتيال الحريري وحوادث قتل سياسية أخرى وقعت في الفترة التي تلتها. وقد وجهت المحكمة الدولية الاتهامات لأربعة أشخاص من أعضاء حزب الله، بتهم تضمّنت التآمر لارتكاب عمل "إرهابي".

ولا يعرف مكان المتهمين الأربعة وهم سليم جميل عياش وحسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا. فيما تم رفع اسم مشتبه به خامس، وهو القائد العسكري بحزب الله مصطفى أمين بدر الدين، من لائحة الاتهام بعد تأكد مقتله في سوريا عام 2016.

ولم يعلق أي من المتهمين على المحاكمة. ولكنّ المحامين الذين عينتهم المحكمة للدفاع عنهم قالوا إن الاتهامات اعتمدت على أدلة ظرفية ولا تثبت إدانتهم بشكل قطعي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان