ماذا نعرف عن الانقلاب في مالي؟
القاهرة (وكالات)
فجر الثلاثاء، خرجت مجموعة من الجنود في مالي من ثكناتها وأطلقت النار على معسكر تابع للجيش بالقرب من العاصمة باماكو، معلنين بذلك بداية انقلاب عسكري أدى إلى استقالة رئيس البلاد الواقعة في غرب أفريقيا.
سيطر المتمردون على معسكر كاتي الواقع على بعد بعد حوالي 15 كيلومتراً من باماكو، واحتجزا القادة، قبل أن ينطلقوا إلى العاصمة.
في باماكو، اعتقل الجنود المتمردون الرئيس أبو بكر كيتا ورئيس وزرائه بوبو سيسيه.
وقال الناطق باسم العسكريين الكولونيل اسماعيل واغي مساعد رئيس أركان سلاح الجو "نحن، قواتنا الوطنية المجتمعة داخل اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب، قررنا تحمل مسؤولياتنا أمام الشعب وأمام التاريخ".
وأضاف أن "بلادنا تغرق يوما بعد يوم في الفوضى وعدم الاستقرار بسبب الرجال المكلفين مصيرها".
وأدان "المحسوبية السياسية" و"الإدارة العائلية لشؤون الدولة" وكذلك "سوء إلادارة والسرقة والحكم التسعفي"، وقضاء "منفصلا عن واقع المواطنين" و"تعليما وطنيا يتدهور" وكذلك المجازر بحق القرويين و"الإرهاب والتطرف".
بعد ساعات خرج الرئيس كيتا معلنا استقالته في خطاب متلفز صباح الأربعاء.
قال كيتا، الذي أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في 2018، في إعلان استقالته: "لا أريد إراقة دماء لأظل في السلطة".
كما تم حل البرلمان.
وأعلن المتمردون عزمهم تشكيل حكومة مدنية تعمل على إجراء انتخابات جديدة، خلال "مهلة معقولة".
تأتي الاضطرابات في خضم احتجاجات شعبية تطالب باستقالة كيتا. ورحب المحتجون بالتحرك العسكري وخرجوا إلى الشوارع مهللين بالإطاحة بالرئيس، حسبما أفادت وكالات الأنباء.
وتشهد مالي احتجاجات منذ شهور بقيادة بقيادة الإمام محمود ديكو ضد الحكومة وسط حالة من الغضب الشعبي بسبب الفساد وسوء إدارة الاقتصاد وتدهور الوضع الأمني مع تصاعد العنف الجهادي والطائفي. طالب المحتجون باستقالة كيتا.
تتشابه تلك الأحداث مع ما جرى قب ثماني سنوات عندما قاد الجيش انقلابا في 2012 بسبب تردي الأوضاع في المستعمرة الفرنسية السابقة.
رد فعل دولي:
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ "الإفراج غير المشروط" عن قادة مالي و"الاستعادة الفورية للنظام الدستوري".
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، إنه "يدين بشدة" اعتقال الرئيس كيتا ورئيس وزرائه.
وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس): "يأتي هذا التمرد في وقت تتخذ فيه إيكواس منذ أشهر مبادرات عدة وتقوم بجهود وساطة مع جميع الأطراف المالية".
في فرنسا، أدان وزير الخارجية جان إيف لودريان "بأشد العبارات هذا الحدث الخطير" وحث الجنود على العودة إلى الثكنات.
وفي وقت سابق، نشرت السفارة الفرنسية في باماكو تغريدة نصحت فيها "بقوة" الناس بالبقاء في منازلهم.
وتنشر فرنسا قوات في الدولة الواقعة في غرب Hفريقيا بهدف معلن هو "محاربة الإسلاميين المتشددين".
فيديو قد يعجبك: