لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سفير الصين بأمريكا يحذر من محاولات دفع الدولتين نحو الصراع

08:21 ص الخميس 20 أغسطس 2020

تسوي تيان كاي

بكين - (أ ش أ):
قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إن تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وسط جائحة "كوفيد-19" لا يعيق العلاقات الثنائية بشكل كبير فحسب، وإنما يقوض أيضا الثقة في الاقتصاد العالمي.
وأضاف كاي - في كلمة خلال ندوة عبر الإنترنت حول القضايا المتعلقة بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بدعوة من "جون آر. آلن" رئيس معهد بروكينجز ونقلتها وسائل إعلام صينية اليوم الخميس- "في الوقت الحاضر، تسير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في الاتجاه الخاطيء، والذي وصفه البعض بأنه "سقوط حر". على مر السنين، لم تختف المشكلات والصعوبات، ولكن ما يبعث على القلق هو أن هناك محاولات الآن لإلغاء ما تم بناؤه بشق الأنفس على أيدي أجيال من الصينيين والأمريكيين على مدى عقود ودفع بلدينا عمدا إلى صراع ومواجهة".
وتابع كاي "كل هذا يحدث في سياق الجائحة المتفشية وتعثر الاقتصاد العالمي الناتج عنها. ويحدث في وقت باتت هناك حاجة ماسة فيه إلى التعاون الدولي، خاصة بين الدول الكبرى، وهذا الوضع يعيق تعاوننا بشكل كبير"، محذرا من أن "تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يقوض أيضا ثقة الناس في الاقتصاد العالمي، وله عواقب وخيمة على البلدين والعالم".
وأشار كاي إلى أنه "من الطبيعي أن تكون هناك خلافات وحتى منافسة بين الدول الكبرى، لكنها لا تبرر المواجهة.. اليوم، ما يدفع الدول الكبرى للتعاون يفوق بكثير ما يفرق بينها. والوصم لن يجعل أي شخص عظيما. والحروب الصليبية الأيديولوجية لن تحل أي مشكلة في عالم اليوم ومآلها الفشل".
ولفت كاي إلى أن "بعض الناس مهووسون بالمنافسة بين القوى الكبرى وبالتنافس الاستراتيجي، ولكن إذا ألقينا نظرة فاحصة على الأزمات الدولية الرئيسية الثلاث في القرن الـ21، وهي: هجوم الـ11 من سبتمبر الإرهابي والأزمة المالية العالمية والجائحة الحالية، سنجد أنها جميعا ذات طبيعة استراتيجية.. ولا يمكن حل أي منها عبر المنافسة بين القوى الكبرى. فالعالم قد تغير".
ونوه كاي إلى أن الصين ما تزال ملتزمة ببناء علاقة شاملة ومستقرة وبناءة وليست لديها أي "نية أو اهتمام" للانخراط في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، وأن الصين ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة للتغلب على الصعوبات وبناء علاقة موجهة نحو المستقبل تقوم على التنسيق والتعاون والاستقرار، وإن الصين تتطلع إلى ردود إيجابية من الجانب الأمريكي.
وواصل سفير الصين لدى الولايات المتحدة "ربما يعتقد بعض الناس أن الصين تنتظر فقط نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر. اسمحوا لي أن أوضح تماما هنا، نحن لا ننتظر أي شيء، ولا نرغب أبدا في إضاعة الوقت في الانتظار. وإلى جانب ذلك، فإن الديناميكيات المحلية الأمريكية تتجاوز بكثير ما يمكننا التنبؤ به أو التأثير فيه. ليست لدينا نية أو اهتمام للانخراط".
وأكد كاي "نحن على استعداد للعمل مع الإدارة الحالية للبحث عن حلول للمشاكل القائمة في أي وقت وفي أي مكان، اليوم أو غدا. وآمل فقط منهم أن يخلصوا أنفسهم من شعور الذعر والبارانويا الذي يكلفهم الحس السليم بهذه الطريقة الصادمة.. يجب على الناس من جميع مناحي الحياة في الصين والولايات المتحدة التحوط من المحاولات الشريرة لدفع العلاقات الثنائية إلى المواجهة والصراع. يجب أن نقاوم بحزم أي عودة للمكارثية، ونوسع التبادلات والتعاون في الاتجاهين، من أجل إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح في أقرب وقت ممكن".
وشدد كاي على أن تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين لن يبطيء التنمية في الصين، لأن الضغط الخارجي لن يؤدي إلا إلى صين أقوى وأكثر مرونة، قائلا: "ربما يعتقد البعض أن تصعيد المواجهة يمكن أن يبطيء التنمية في الصين ويؤدي لاحتوائها، وحتى قد يؤدي إلى تغيير النظام. هذا ليس سوى أمنيات.. لقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن الضغوط الخارجية لن تؤدي إلا إلى زيادة وحدة الشعب الصيني، وتماسك أقوى للمجتمع الصيني، ومرونة أفضل للاقتصاد الصيني".
وأضاف "إذا سمح للاتجاه السلبي للعلاقات الصيني-الأمريكية بالاستمرار، فقد تضطر الصين إلى مواجهة المزيد من الصعوبات والتحديات. ولكن المبادرين لما يسمى بـ"الحرب الباردة الجديدة" يجب أن يوازنوا بين التكاليف التي يتعين عليهم دفعها والعواقب المترتبة على العالم. أما لمن ستقرع الأجراس، فهذا له يوم حساب".
وتساءل كاي "في الوقت الحاضر، السؤال الأساسي للعلاقات الصينية-الأمريكية هو: بما أن الصين قد دمجت نفسها بعمق في النظام الدولي الحالي، هل الولايات المتحدة مستعدة لاستيعاب الصين والتعايش معها كدولة ذات تاريخ وثقافة ونظام مختلف؟"
وتابع كاي "من العدل أن نقول إنه مع تطبيع العلاقات الثنائية وإقامة العلاقات الدبلوماسية، فقد اتخذت الصين والولايات المتحدة فعلا خيارهما، أي أننا بحاجة إلى العيش في سلام، والسعي من أجل التطور المشترك، وإدارة خلافاتنا بشكل صحيح، وتوسيع والتعاون وبناء علاقة شاملة ومستقرة وبناءة. آمل ألا يحاول البعض إنكار كل هذا وترك العلاقة تسير في مسار خطير جدا".
وأشار كاي إلى أن "أولئك الذين يحبون مصطلح "الحرب الباردة" كثيرا، ينبغي ألا ينسوا الثمن الذي دفعه العالم مقابلها في غضون أربعة عقود تقريبا، ناهيك عن التكاليف المريرة التي دفعتها الولايات المتحدة والدول الأخرى في حربين ساخنتين، وهما الحرب الكورية وحرب فيتنام، اللتان حدثتا خلال الحرب الباردة. ينبغي ألا نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان