إعلان

اعتذار وتوسل ورسالة وداع.. فيديو يكشف تفاصيل جديدة عن مقتل فلويد

03:26 م الثلاثاء 04 أغسطس 2020

جورج فلويد

كتبت- رنا أسامة:

أظهر مقطع فيديو مُسرّب تفاصيل جديدة توثّق جريمة مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، بدءًا من لحظة توقيفه على أيدي ضابطيّ شرطة في مدينة مينيابوليس، وصولًا إلى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي المقطع، الذي قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إنها حصلت عليه بشكل حصري، بدا فلويد (46 عامًا) مذعورًا مع قيام أحد الضباط بتوجيه مسدس تجاه رأسه أثناء وجوده داخل سيارته.

وتوسّل فلويد إلى أحدهما باكيا: "أرجوك لا تطلق النار عليّ"، لكن الشرطي تجاهل توسلاته ومناشداته وهمّ في إخراجه من كرسي القيادة محاولًا إدخاله إلى الجزء الخلفي من السيارة، وذلك رغم أنه أخبرهما أنه يعاني من رهاب الأماكن الضيقة والمظلمة.

وأظهر الفيديو لحظة ركع ضابط الشرطة ديريك شوفين على رقبة فلويد لمدة 9 دقائق تقريبًا، دون أن يكترث إلى صراخ الضحية "لا أستطيع التنفس"، ما أفضى إلى وفاته اختناقًا في مايو الفائت.

كما سُمِع فلويد وهو يحتضر: "سأموت على الأرجح بهذه الطريقة"، بحسب المقطع الذي التُقِط بواسطة كاميرات السُترات التي كان يرتديها اثنان من الضباط المتورطين في الحادث. ولم توضح الصحيفة البريطانية كيفية حصولها عليه.

وذكرت "ديلي ميل" أنه تم تسريب لقطات من هذا المقطع في منتصف يوليو، لكن قاضيًا في مينيابوليس حكم بأنه "لا يمكن مشاهدته إلا في المحكمة"، مما يعني أن القليل من الناس أُتيحت لهم الفرصة لمشاهدته بالتفصيل.

لكن اللقطات الكاملة تم تسريبها إلى "ديلي ميل" الآن كي يتمكن العالم أخيرًا من التعرف على مأساة الدقائق الأخيرة من حياة فلويد، بحسب الصحيفة.

ويحوي المقطع أكثر من 18 دقيقة للقطات مُسجّلة من كاميرا الضابط أليكس كوينج و10 دقائق من كاميرا الضابط توماس لين، أول شرطيان يصلان إلى موقع الحادث، وذلك بعد شكوى قدّمها متجر "كاب فودز" في مينابوليس تُفيد بأن فلويد حاول شراء سجائر بـ20 دولار مزيفة.

بعد وصول أول شرطيين، تم استدعاء الضابطين شوفين، وتو ثاو للمساعدة. وأُقيل الأربعة في اليوم التالي لوفاة فلويد.

اتُهم شوفين (44 عامًا)، بقتل فلويد ويواجه الثلاثة الآخرون تهمة المساعدة في القتل والتحريض عليه. وتسبب هذا الحادث في احتجاجات عارمة استمرت أشهر لحركة أُطلق عليها "حياة السود مهمة"، في الولايات المتحدة الأمريكية وجميع أنحاء العالم، تنديدًا بوحشية وعنصرية الشرطة.

وقال بن كرومب، محامي أسرة فلويد في بيان، أمس الاثنين، إن الفيديو المسرب يظهر أن فلويد لم يشكل تهديدا للشرطة. وأوضح: "اقترب منه ضباط الشرطة بالمسدسات لمجرد أنه كان رجلا أسود. لولا أشرطة الفيديو، لم يكن العالم ليعرف الأخطاء التي ارتكبتها الشرطة ضد جورج فلويد".

ويبدو واضحًا من الفيديو أن فلويد لم يكن يحاول الهرب؛ فقد كان لديه الكثير من الوقت ليلوذ بالفرار قبل وصول الشرطة. ولكن بدلًا من ذلك قرر الجلوس في سيارته مع صديقين، مانحًا الشرطة الفرصة للإيقاع به.

يبدأ المقطع بظهور الضابطين لين (37 عامًا) وكوينج (26 عامًا)- وكلاهما في أول أسبوع خدمة بمينابوليس- داخل متجر "كاب فودز". ويلوّح إليهما الموظف بالمتجر بالورقة النقدية التي يُزعم أنها "مزوّرة".

بعد ذلك، اقترب كلٍ من لين وكوينج من سيارة فلويد المرسيدس الزرقاء على الجانب الآخر من الشارع. وذهب لين باتجاه مقعد السائق، حيث كان فلويد يجلس على عجلة القيادة، فيما سار الضابط كوينج ناحية مقعد الراكب، حيث كانت تجلس صديقة فلويد السابقة شاوندا هيل، في المقعد الخلفي، وصديق يُدعى موريس هول، في المقعد الأمامي إلى جانب فلويد.

شوهِد الضابط لين، وفق المقطع، وهو يطرق على نافذة سيارة فلويد بمصباحه الكهربائي، لكن فلويد لم يفتح الباب على الفور. وبمجرد فتح الباب، سحب لين مسدسه على الفور ووجّه مباشرة إلى رأس فلويد.

واعتذر فلويد من لين، قائلًا: "أنا آسف يا رجل"، وذلك قبل أن يُظهِر الضابط عدوانيته ويبدأ في توجيه السُباب للضحية.

وسُمِع الضابط وهو يقول: "ارفع يدك اللعينة فورًا! دعني أرى يديك الأخرى"، وفق المقطع.

وبعد صراع لإدخال فلويد عنوة إلى سيارة الشرطة بعد وصول الضابطين الآخرين، دون أن تأخذهم شفقة أو رحمة بفلويد رغم معاناته من رهاب الأماكن المُغلقة، ركع الضابط تشوفين على رقبة فلويد، فيما حاول الضابطان لين وكوينج كبح جِماحه.

وقال فلويد مرارًا وتكرارًا إنه "لا يستطيع التنفس"، مُناديًا والدته، لكن دون جدوى، حيث استمر تشوفين في الضغط على رقبته إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، بحسب المقطع.

وقبل أن يحتضر، قال للضباط "أخبروا أطفالي أنني أحبهم. أنا أموت"، وفق المقطع المُسرّب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان