بابا الفاتيكان: لبنان يواجه خطرًا شديدًا بعد انفجار المرفأ
الفاتيكان - (أ ف ب)
اعتبر البابا فرنسيس، في أول لقاء عام له مع شعب الكنيسة، منذ ستة أشهر، اليوم الأربعاء، أن لبنان يواجه "خطرًا شديدًا يهدد وجود هذا البلد" في أعقاب الانفجار الهائل في مرفأ بيروت الشهر الماضي.
وركز رأس الكنيسة الكاثوليكية، على البلد الذي عصفت به كارثة بعد شهر تقريبًا على الانفجار الذي ألحق دمارًا واسعًا في المدينة موقعًا أكثر من 180 قتيلاً و6,500 جريح على الأقل.
وقال البابا "لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته" وذلك خلال اللقاء الذي اقتصر على عدد محدد من الأشخاص، وجاء بعد تعليق اللقاءات العامة بسبب أزمة فيروس كورونا.
وممسكًا بعلم لبنان الذي أحضره كاهن شاب إلى اللقاء قال البابا "بعد شهر من المأساة.. لا يزال فكري يتوجّه إلى لبنان العزيز وسكانه الذين يعانون".
ودعا المؤمنين في أنحاء العالم إلى يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان، يوم الجمعة، معلنا عزمه إرسال ممثل له إلى لبنان في ذلك اليوم هو أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
وقال البابا في نداء وجهه الى الشعب اللبناني "إزاء المآسي المتكررة التي يعرفها جميع سكان هذه الأرض، ندرك الخطر الشديد الذي يهدد وجود هذا البلد".
"هذا جميل"
عقد البابا أول لقاء عام مع شعب الكنيسة، في الهواء الطلق حيث تجمع حوالي 500 شخصًا، يضعون الكمامات في باحة القصر الرسولي بالفاتيكان وليس في ساحة القديس بطرس.
وكان آخر لقاء عام لخورخي بيرجوليو ، اسم البابا فرنسيس، في 26 فبراير، فيما كان كوفيد-19 يتفشى في إيطاليا.
آنذاك، قام البابا الأرجنتيني المولع بالتواصل المباشر مع الناس، بمصافحة عشرات المؤمنين وعانق عددًا من الأطفال الذي كانوا في مقدمة حشد ضم قرابة 12 ألف شخص.
لكنه الأربعاء لم يعانق أحدًا، وتبادل بضع كلمات مع الحاضرين الذين وضعوا جميعهم كمامات واقية.
وسارع الحضور للقاء البابا فور وصوله الباحة.
وحافظ البابا الذي لا يضع الكمامة أبدًا، على مسافة آمنة مع الحضور، لكنه تغاضى عن ذلك قليلا بنهاية اللقاء عندما بارك ثلاثة أزواج وصافح عددًا من الكرادلة، وأمسك بذراع كاهن لبناني.
وأودى كوفيد-19 بأكثر من 35 ألف شخص في إيطاليا منذ ظهوره للمرة الأولى، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية.
وقال البابا مبتسما "بعد كل هذه الأشهر، نستأنف لقاءاتنا وجها لوجه، وليس عبر الشاشات"، مضيفًا: "هذا جميل".
ورأى الحبر الأعظم أن "الوباء الحالي أظهر اعتمادنا على بعضنا البعض، نحن جميعا مرتبطون" مضيفا "لهذا يجب أن نخرج من الأزمة بشكل أفضل".
وقال "يجب أن نقوم بذلك سويًا، وليس بشكل منفرد".
"رسالة حرية"
وعودة إلى لبنان البلد الذي وصفه البابا فرنسيس بأنه "رسالة حرية، وهو مثال على التعددية بين الشرق والغرب" كما ورد على موقع الفاتيكان الرسمي، دعا المسؤولين الدينيين والسياسيين إلى العمل سويا في إعادة بنائه.
وقال "لا يمكننا أن نسمح بضياع هذا التراث".
وحض المجتمع الدولي على مساعدة "لبنان على الخروج من هذه الأزمة الخطيرة دون التورط في التوترات الإقليمية".
من جانبه، شكر الكاهن جورج بريدي، الطالب في إحدى الجامعات الكاثوليكية في روما، البابا "على دعمه، ليقول إننا لا نستطيع الاستمرار في العيش على هذا النحو في لبنان"، مشددا على أنه من المحتمل أن يغادر عشرات الآلاف من المسيحيين اللبنانيين البلاد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: