هل أسهم ترامب في إطلاق "وحوش العنصرية" في بلده؟ - صحف
(بي بي سي):
لا تزال أحداث اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن تحظى بتعليق كُتّاب الرأي في صحف عربية.
ورأي عدد من الكُتاب أن دونالد ترامب ساهم في "إطلاق وحوش العنصرية والتطرف"، مما يجعل الرئيس القادم جو بايدن أمام تحدٍ كبير وإلا "ستتأكد هشاشة الديمقراطية الأمريكية".
وبينما رأى فريق آخر أن الولايات المتحدة "دخلت طور التفكك والانقسام"، تحدث فريق ثالث عن أن ما حدث "درس يتعلم منه الديمقراطيون".
"جريمة سياسية"
تحت عنوان "أيام ترامب الأخيرة"، تقول صحيفة القدس العربي اللندنية إن الأيام المتبقية للرئيس الأمريكي "لا تكفي على ما يبدو لبدء إجراءات عزله، وليس من المتوقع من نائبه مايك بنس، أو أعضاء حكومته، أن يقوموا بتفعيل البند 25 في الدستور الذي يسمح بالإطاحة به قبل نهاية ولايته، كما أن مطالب البعض الآخر له بالاستقالة، بمن فيهم نائب من حزبه الجمهوري، لن تزيد الرجل الذي خبر العالم نرجسيته الفظيعة، إلا عنادا".
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن "كل هذا يعني أن ترامب لا يعي أبعاد الجريمة السياسية التي ارتكبها بتحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس".
وتتابع القدس العربي: "سواء تمكن النواب من البدء في إجراءات محاكمة ترامب أم لم يستطيعوا، فإن الخناق يضيق على الرئيس، ولعلّ أكبر أشكال ذلك هو الحصار الذي فرضته عليه شركات وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى، كـ تويتر، وفيسبوك، وغوغل، وأبل، عبر إغلاق حساباته الشخصية".
وترى الصحيفة أن ترامب ساهم "في إطلاق وحوش العنصرية والتطرّف والتضليل وأصبح رمزها الأكبر".
وتؤكد أن التيار الذي يمثله الرئيس الأمريكي "تلقى ضربة كبيرة بخسارة ترامب للانتخابات، لكنّ الترامبية ونظائرها ستستمر، كما سيستمر النضال ضدها، بأشكال مختلفة".
وفي صحيفة العرب اللندنية، يرى خطار أبو دياب أنه "إن لم يتمكن الرئيس بايدن وفريقه من الاستجابة لهذا التحدي ستتأكد هشاشة الديمقراطية الأمريكية ونموذجها وتسقط طموحاتها في تعزيز الأفكار الليبرالية حول العالم ولن تعد نموذجا يقتدي به الآخرون، خاصة في حال استسلام مؤسساتها للخلل الوظيفي، ويكون 'شحوب النور' فوق الكابيتول إنذارا لإطفاء المنارة الأمريكية وبدء نهاية 'الإمبراطورية الأمريكية'".
ويقول محمد خروب في صحيفة الرأي الأردنية إن أمريكا التي "يُفتَن بها كثيرون قد لا تكون تحوّلت 'الآن' إلى جمهورية موز، لكن أمريكا التي تعرفونها لن تعود".
ويرى خروب أن الولايات المتحدة "دخلت طور التفكّك والانقسام وهو مسار طويل، ليس بالضرورة أن يتحقّق خلال عام أو عامين، لكن 'بايدن' لن يستطيع الحؤول دون استمراره. إذ لم يَسقُط ترمب وحده، بل سقطتْ معه 'الاستثنائية' الأمريكية المزعومة، كما تبدد 'الحُلم' الأمريكي المُفتعَل والمُضلل".
أما سمير عطا الله في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فيقول: "المضحك هو الشماتة التي تعرضت لها الديمقراطية الأمريكية من دول الديكتاتوريات الموصوفة - من روسيا، التي أعطى رئيسها نفسه حق التمديد حتى عام 2036؛ من إيران حيث يُحكَم على الناشطين السياسيين بالإعدام؛ من أفريقيا حيث يمدد للرؤساء إلى مدى الحياة وما بعدها".
ويضيف عطا الله: "الحقيقة في نهاية المطاف هي أن رئيسا أمريكيا قام باعتداء خطير على الديمقراطية في بلاده، وليس النظام ولا البرلمان ولا حتى العسكر. بالعكس. لقد تصرف حلفاؤه وخصومه وحتى نائبه، على أنهم حماة للدستور".
ويتابع عطا الله: "البعض وصف النظام الانتخابي الأمريكي بأنه قديم ومعقد، وهذا صحيح. لكن مشكلته المغالاة في الديمقراطية، وليس العكس. وما حدث في واشنطن تجربة يتعلم منها الديمقراطيون، أما ديمقراطية الديكتاتوريين، فسواء بسواء".
"جمهور بائس"
ويرى إبراهيم الزبيدي في موقع ميدل إيست أونلاين اللندني أن الإعلام الأمريكي "لا يختلف عن إعلامنا العربي في انحيازه لطرف ضد آخر، وفقدانه الحياد والمهنية".
ويؤكد الزبيدي أن الديمقراطيين "خاضوا مع غريمهم وعدوهم اللدود دونالد ترامب حروب العزل، والتسقيط، والتسخيف من أول يوم فاجأهم فيه بانتزاع الرئاسة منهم، ودخل البيت الأبيض دخول الفاتحين".
كما يصف الكاتب ما حدث في مبنى الكونغرس بأنه "شيء همجي لا حضارة فيه ولا ديمقراطية ولا هم يحزنون، ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب".
ويخلص الزبيدي إلى القول إن "ترامب الذي جاء إلى الرئاسة بالغلط ويغادرها بالغلط أيضا هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي صنع لنفسه هذه الكمية الهائلة من الأعداء الكارهين الحاقدين وطلاب الثأر الذين لن يكتفوا بطرده من البيت الأبيض، فقط، بل بالجري وراءه حتى نهاية عمره الطويل".
وتحت عنوان "الجمهور البائس"، يقول عمرو الشوبكي في صحيفة المصري اليوم إن "جمهور ترامب وكثيرا من أنصاره ومؤيديه لهم ملامح خاصة، فهم الأقل تعليما، والأقل انفتاحا على العالم الخارجى، وهم أبناء الريف من البِيض الأثرياء ... وكثيرون منهم يعيشون على رواية سياسية مبسطة وسطحية تحمل فى كثير من الأحيان مظلومية تبرر العزلة والانغلاق والعداء للآخر".
ويضيف الشوبكي: "الجمهور البائس يضم أيضا بعض مَن يُعرِّفون أنفسهم بالوطنيين 'بزيادة'، ويظهرون أحيانا فى مواجهة بعض التظاهرات تحت اسم 'المواطنين الشرفاء'، وهم مَن سلموا عقولهم لخطاب إعلامى قائم على الخرافة والتجهيل والكلام الفارغ".
فيديو قد يعجبك: