لماذا يسعى الديمقراطيون لعزل ترامب قبل أيام من انتهاء رئاسته؟

كتبت- هدى الشيمي:

بعد أيام تنتهي فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع ذلك يصر الديمقراطيون في الكونجرس على عزله، وهي المحاولة الثانية للإطاحة به، بعد اتهامه بتحريض مناصريه على اقتحام الكونجرس وإحداث حالة من الشغب والفوضى لم تشهد الولايات المتحدة لها مثيلا.

إقرار مجلس النواب بأغلبيته الديمقراطية أمس الأربعاء، المرحلة الثانية من القواعد الإجرائية المنظمة للتصويت على مشروع قرار يتهمه بالتحريض على العنف في أعمال الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي بمبنى الكابيتول.

ورأى مجلس النواب أن ترامب خان منصبه ويضر بالدستور ومسار الديمقراطية في الولايات المتحدة، وسيحاكم لإخلاله بواجبات منصبه.

لا يزال ترامب يتمتع بسلطات الرئيس الأمريكي، ولكنه لا يستطيع تنفيذ أي أوامر، وحتى إذا نفذها فإنه بإمكان الرئيس المنتخب سحبها جميعًا والتراجع عنها فور تنصيبه مباشرة.

ويبقى السؤال هنا لماذا يسعى الديمقراطيون إلى الإطاحة بالرئيس المنتهية ولايته قبل أسبوع من رحيله من المكتب البيضاوي هو وإدارته التي استقال أغلب موظفيها الأسبوع الماضي في أعقاب حالة الغضب التي اعترت الجميع عقب اقتحام ومحاصرة الكونجرس.

إساءة استغلال السلطة

اتهم الديمقراطيون ترامب بإساءة استخدام سلطاته كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ولديهم قائمة طويلة من الأمور التي يدعون أن الرئيس المنتهية ولايته قام بها خلال فترة رئاسته التي استمرت أربعة سنوات ومن المُقرر انتهاؤها رسميًا في 20 يناير الجاري. وتتضمن هذه الاتهامات التواطؤ مع روسيا والسكوت عن تدخلها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، طلب المساعدة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل استهداف منافسه في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 جو باين، وأخيرًا تحريض مناصريه على القيام بأعمال شغب في مبنى الكابيتول.

وبتصويت مجلس النواب بأغلبيته الديمقراطية على عزل ترامب، يغدو الرئيس المنتهية ولايته الحاكم الوحيد للولايات المتحدة الذي يشهد محاولتي عزل، غير أن الأغلبية الجمهورية المسيطرة على مجلس الشيوخ قد تحول دون عزله كما فعلت في المرة السابقة.

يتطلب عزل ترامب الحصول على موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو الأمر المستبعد حدوثه رغم أن عددًا كبيرًا من أعضاء الحزب الجمهوري أعربوا عن صدمتهم إزاء ما حدث في الكونجرس الأسبوع الماضي.

تهديد للديمقراطية

يرى الديمقراطيون أن بقاء ترامب في البيت الأبيض لحين انتهاء فترة رئاسته يمثل تهديدًا لمسار الديمقراطية والدستور الأمريكي. قالت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، في خطابها من أجل إقناع أعضاء المجلس بالموافقة على الإطاحة بالرئيس المنتهية ولايته: "من أجل حماية دستورنا وديمقراطيتنا، علينا التحرك سريعًا؛ لأن هذا الرئيس يمثل تهديدًا لكليهما".

العفو الرئاسي وانتخابات 2024

فيما أرجع محللون ملاحقة الديمقراطيين لترامب قبل انتهاء رئاسته بأيام لمحاولتهم منعه من العفو عن نفسه في الأسبوع الأخير من ولايته.

وكذلك قد يكون لمحاولة العزل تأثير على اعتزامه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 202، إذ قالت شبكة سي إن إن الإخبارية نقلا عن محللين أن العقوبة الرئيسية للحكم بالإدانة في محاكمة العزل هي العزل من المنصب، ولكن الحكم سيمنع ترامب من تولي المنصب في المستقبل فضلا عن خسارة المعاشات وغيرها من الامتيازات بعد الرئاسة.