لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: الكرملين أساء فهم تصميم نافالني على النضال حتى من السجن

10:07 ص السبت 23 يناير 2021

المعارض الروسي أليكسي نافالني

واشنطن- (د ب ا):

كان المسؤولون الروس على يقين بأن زعيم المعارضة أليكسي نافالني لن يعود إلى البلاد بعدما تم نقله إلى المانيا للعلاج من تسميمه. فقد حذروا من أنه سوف يتم أيداعه السجن لدى وصوله، وصعدوا بشكل مطرد التهديدات بإجراء تحقيقات جديدة ، وسط مزاعم تتراوح ما بين سرقة تبرعات المؤيدين له و العمل لصالح المخابرات الأمريكية.

حتى زملاؤه المنتقدون للكرملين أخبروا الناشط (44 عاما) أن العودة من برلين ، حيث كان يتعافى من هجوم بغاز الأعصاب اعتبر هو والعواصم الغربية الرئيس فلاديمير بوتين مسؤولا عنه، تشكل خطورة كبيرة عليه.

لكن نافالني ، الذي لديه قناعة بأنه لن يكون بمقدوره أن يظل بمثابة قوة سياسية إلا من داخل البلاد، تجاهل نصائحهم.

و ذكر تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أن عودته المثيرة دفعت الكرملين إلى اتخاذ موقف الدفاع، وأن التوتر شئ غير مرغوب فيه في عام من المفترض أن يكون بمثابة إحكام للسيطرة في انتخابات تجرى هذا الخريف بينما تعافت روسيا من جائحة فيروس كوورنا بعد أن وضع بوتين الأساس لتمديد حكمه حتى عام 2036.

وقال فيودور كراشينينيكوف، وهو مستشار سياسي مقرب من نافالني: "خطة نافالني بسيطة للغاية وتتمثل في أن يصبح المصدر الأول للازعاج للرئيس بوتين وأن يكون من خلال شجاعته مصدر إلهام لحراك من شأنه أن يؤدي إلى إحداث تغيير سياسي ". وأضاف "لو كان نافالني قد قرر عدم العودة، لكان ذلك بمثابة انتصار لبوتين".

ويقول المؤيدون أن هذه استراتيجية يمكن أن تؤتي ثمارها حتى لو تم سجن نافالني لسنوات ، وهو الأمر الذي يتوقعونه. ويراهن الخصم الرئيسي للزعيم الروسي على أن بإمكانه دفع عدد كافٍ من المؤيدين إلى الشوارع هذا العام ليظهروا انه لن يتم ترهيبهم.

وفي ذات الوقت، فإنه يعتمد على الغرب الذي تلقى دعما مؤخرا من خلال تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتكثيف الضغط على الكرملين من الخارج. وهذه مقامرة محفوفة بالمخاطر.

ووفقا لمصدرين مقربين من القيادة الروسية ، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة أمور ليست عامة، الكرملين الأن عاقد العزم على إبقاء نافالني في السجن لعدة سنوات أو أكثر ، خروجا عن ممارساته المألوفة السابقة المتمثلة فيي اصدار احكام بالسجن عليه لا تزيد عن بضعة أسابيع في كل مرة.

وأضافت بلومبرج أنه قد يصدر حكم بحق نافالني بالسجن لفترة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في جلسة استماع مقرر عقدها في 2 فبراير المقبل، وهناك قضية أخرى قيد الإعداد يمكن أن تضيف 10 سنوات أخرى.

وأضاف المصدران أن الموقف الأكثر تشددا نابع من وجهة نظر الكرملين بأن نافالني يعمل نيابة عن الحكومات الغربية ، وهذا اتهام ينفيه.

وتأمل السلطات في أن تفقد الحركة المتمحورة بشكل كبير حول شخصية نافالني اتجاهها وتتشتت بمجرد دخوله السجن.

وحتى الآن ، لم يحدث ذلك. وجذب مقطع فيديو جديد نشره نافالني وفريقه على موقع يوتيوب يوم الثلاثاء الماضي يعرض قصرا فخما يطل على البحر الأسود زعموا أنه يخص بوتين، أكثر من 55 مليون مشاهدة ، وهو رقم قياسي بالنسبة لمجموعته. من جانبه ،وصف الكرملين ادعاءات مقطع الفيديو بأنها غير صحيحة.

ويحدو الأمل الناشط وحلفاؤه في أن تزيد قضيته من الاستياء العام الذي يستعر وسط انخفاض الدخل الحقيقي بنسبة 4 ٪ وإغلاق بسبب فيروس كورونا ، الأمر الذي أدى إلى تدني معدلات شعبية بوتين إلى مستويات قياسية في العام الماضي. وهم يستهدفون الانتخابات البرلمانية التي سوف تجرى في شهر سبتمبر بوصفها فرصة لإرسال إشارة تنم عن اتساع نطاق السخط الشعبي.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا في الخريف الماضي أن 20٪ من الروس قالوا إنهم يوافقون على ما يقوم بعمله نافالني ، على الرغم من التغطية السلبية بوتيرة منتظمة له في وسائل الإعلام الحكومية. فيما أعرب نصف من شاركوا في الاستطلاع عن رفضهم لما يقوم به نافالني.

وبالطبع، تنبأ منتقدو الكرملين منذ سنوات بانهيار يلوح في الافق لدعم بوتين ولكنهم اصيبوا بخيبة الأمل نظرا لأن استطلاعات الرأي تظهر أن التأييد له لا يزال قويا.

ويشهد اليوم السبت اختبارا مبكرا لمعارضي الكرملين في التجمعات الجماهيرية المقرر تنظيمها اليوم . وعلاوة على ايداع منظمي هذه التجمعات في السجون وتهديد المشاركين بالملاحقة القضائية ، مارست السلطات ضغوطا على شركات التواصل الاجتماعي لإزالة المنشورات التي تم مشاركتها على نطاق واسع من قبل الطلاب والمشاهير لدعم الاحتجاجات.

وبينما تنطوي المواجهة مع نافالني على مخاطر تأجيج الغضب الشعبي إزاء استمرار حكم بوتين ، فإنها تحمل أيضا الجائزة المحتملة لتحطيم حركة المعارضة الاكثر استمرارية للكرملين.

كان التحدي الكبير الأخير، الذي أدى إلى قيام بوتين في عام 2003 بسجن الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي رغم الاحتجاجات الغربية ،يشير إلى رفضه لأي تحد لسلطته.

وتعد حالة خودوركوفسكي بمثابة تحذير ، فهو أيضا عاد من الخارج وهو يعلم أنه سوف يتم سجنه لكنه قلل من أهمية تصميم الكرملين. وقال "اعتقدت أنني سأحصل على 3-4 سنوات على الأكثر ، لكن اتضح أن السجن أصبح لمدة 10 سنوات".

ويمضي رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قدما لزيارة موسكو الشهر المقبل ،والتي تعد الأولى من نوعها منذ أربع سنوات ، على الرغم من دعوات من بعض العواصم لتعليقها . وناشد ميشيل بإطلاق سراح نافالني في اتصال هاتفي مع بوتين أمس الجمعة، في إشارة إلى أن القضية لا تزال تحتل صدارة جدول الأعمال في العديد من العواصم الغربية.

و قال أنتوني بلينكين، مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية، لأعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع: "إن خوف فلاديمير بوتين من رجل واحد أمر غير عادي". وأضاف "أعتقد أن هذا يعبر عن الكثير، والسيد نافالني هو صوت ، على ما أعتقد، لملايين وملايين من الروس الذين يتعين أن يتم سماع صوتهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان