إعلان

"لا أحد يعرف ما يحدث داخله".. "هوجين" زلزال ثان يهز فيسبوك في 24 ساعة

10:47 م الثلاثاء 05 أكتوبر 2021

مارك زوكربرج

تقرير- محمد صفوت:

أنهت الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوجين، اليوم، شهادتها التي استمرت لثلاث ساعات متواصلة أمام مشرعين أمريكيين وسط إشادة من الديمقراطين والجمهوريين في مجلس الشيوخ بسبب شجعاتها وإقدامها على كشف انتهاكات عملاق التواصل الاجتماعي.

البداية.. تسريب وثائق تدين فيسبوك

ولم تمر سوى ساعات على أزمة "العطل الكبير لفيسبوك" حتى كان عملاق التواصل الاجتماعي مع موعد مع زلزال آخر يتعلق بسياساته ومصالحه المتضاربة، حيث سربت "هوجين" مجموعة من الأبحاث والوثائق الداخلية إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية توضح أن فيسبوك مضرًا بالصحة العقلية للمراهقين ويعاني من تضارب هائل في المصالح.

لا أحد يعرف ما يحدث داخل فيسبوك

في مستهل جلسة الاستماع لها، قالت الموظفة السابقة، إن دافعها للتحدث علانية جاء بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020: "لقد مضيت قدمًا لأنني أدركت حقيقة مخيفة؛ لا أحد خارج فيسبوك يعرف ما يحدث داخله. تخفي قيادة الشركة المعلومات الحيوية عن الجمهور والحكومة الأمريكية والمساهمين فيها والحكومات في كل أنحاء العالم".

سردت هوجين، وهي مهندسة بيانات تبلغ (37 عامًا) عملت لشركات أبرزها جوجل وبنترست، انتهاكات ووقائع عاصرتها وحصلت على وثائق تثبتها خلال الجلسة، مؤكدة أن الأزمة تتطلب الخروج من الأطر التنظيمية السابقة.

فيسبوك يضر بالأطفال ويقدم الربح على المسؤولية الأخلاقية


وأوضحت أن منصات الشركة (فيسبوك، وإنستجرام) تضر الأطفال وتؤجج الانقسام وتضعف الديمقراطية وتقدم الربح على المسؤولية الأخلاقية، مشيرة إلى أن البحث الداخلي للشركة يظهر أن 5٪ على الأقل من المراهقين على إنستجرام مدمنون على الخدمة، ويرجح البحث أنه من المحتمل أن يكون عدد أكبر بكثير من ذلك.

وذكرت أن المنصة تشكل "مشكلة كبيرة" للأطفال والسلامة العامة والديمقراطية، مضيفة أن هناك تضاربً واضحً في المصالح بين ما هو جيد للجمهور وما هو جيد لفيسبوك، وتختار الشركة "التحسينات لمصالحها الخاصة لزيادة أرباحها.

وأشارت إلى أن أبحاث داخلية تكشف أن الأطفال يعانون من مشاكل تضر بصحتهم العقلية لما يعرض لهم من محتوى لا يتناسب مع أعمارهم، لأن والديهم لا يستطيعون توجيههم. وشددت على أن المدارس والمعاهد الوطنية للصحة يجب أن توفر المعلومات الراسخة حيث يمكن للوالدين تعلم كيفية دعم أطفالهم بشكل أفضل.

وأشارت إلى أن جزءا مما يقوم به فيسبوك يخفي المعلومات التي من شأنها أن تتيح للمشرعين وضع ضوابط وقوانين تعالج المشاكل القائمة، داعية الكونجرس لوضع أطر تنظيمية جديدة، بما في ذلك تعديل المادة 230 من قانون آداب الاتصالات (وهو تشريع يحمي المنصات من تحمل المسؤولية عما يقوم المستخدمون بمشاركته على صفحاتها) مضيفة أن على فيسبوك "إعلان إفلاس أخلاقي".

نقص الموظفين وكثرة المحتوى المسيء

رغم الأرباح الهائلة التي تحققها الشركة إلا أن هوجين، كشفت عن نقص عدد الموظفين والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كثير من عمليات منصاتها، مرجعة أسباب عددًا من المشاكل التي تواجها الشركة إلى نقص الموظفين.

وكشفت عن أن الذكاء الاصطناعي لا يعالج أو يلتقط إلا نسبة ضيئلة من المحتوى المسيء الموجود على المنصات التابعة لفيسبوك.وتحدثت عن معاناتها مع فريقها في الشركة أثناء أداء مهامهم إذ لم يقدر الفريق على التعامل إلا مع ثلث المشاكل فقط، وأعربت عن تعجبها من أن عملاق كفيسبوك يعاني من نقص في الموظفين. وأن هذا النقص يشكل حلقة مفرغة من المشاكل على مستوى المنصة.

وحثت الكونجرس على اتخاذ إجراءات لمنع الضرر الذي تسببه شركات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن: "هناك حاجة إلى تحرك الكونجرس. لن يحلوا هذه الأزمة بدون مساعدتكم".

تحديد جلسة جديدة للاستماع لها

رغم انتهاء جلسة الاستماع إلا أنها لا تبدو المرة الأخيرة التي ستجلس هوجين في قاعات الكونجرس، إذ اقترح السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال الذي يرأس اللجنة التجارية الفرعية لحماية المستهلك في مجلس الشيوخ، عقد جلسة مستقلة بشأن مخاوف الأمن القومي.

وعلى مدار السنوات الماضية، طالب مشرعون أمريكيون بوضع أطر تنظيمية لفيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى لمواجهة الانتقادات التي تواجهها شركات التكنولوجيا العملاقة في ما يتعلق بتجاهلها مسائل الخصوصية وبأنها توفر منصات مثالية لنشر معلومات مضللة والإضرار برفاه الشباب.

بدورها ‏رأت لجنة حماية المستهلك وأمن البيانات بمجلس الشيوخ، أن شركة فيسبوك أصرت على إعلانات ضارة بالأطفال، مضيفة أن الشركة تستهدف أطفالا في سن 13 عامًا بإعلانات عن خسارة الوزن. واعتبرت اللجنة في جلسة الاستماع، أن شركة "فيسبوك" غير آمنة على الأطفال، وأن الشركة لم تلتزم بعدم استخدام خصائص تتيح استهداف أطفال في سن 10.

تفكيك فيسبوك ليس حلا

ورفضت مسربة وثائق "فيسبوك"، تفكيك الشركة موضحة أن تفكيكها لن ينهي المخاطر المحتملة التي تسببها، وأن الحلول تكمن في تنظيم الخوارزميات الخاصة بمواقع التواصل، ووضع قيود أكثر صرامة على الذكاء الاصطناعي بها لتنقية المحتوى بشكل أفضل، وإلا فإن تفكيك منصات تواصل قائمة حاليًا سيظهر بعدها غيرها ولن تحل الأزمة.

وكانت هناك دعوات في أمريكا وأوروبا لتفكيك فيسبوك، بسبب تعامله مع المعلومات المضللة، وممارسات خصوصية البيانات على منصاته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان