إعلان

تنديد واتهامات.. هل بدأت روسيا عسكرة الفضاء بتجربة صاروخية خطيرة؟

03:58 م الثلاثاء 16 نوفمبر 2021

تجربة صاروخية روسية

كتبت- رنا أسامة:

في فصل جديد من فصول الصراع الروسي الغربي، أثارت موسكو انتقادات دولية بعد تجربة صاروخية خطيرة، وصفتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها "متهورة"، وندّدت بها بريطانيا داعية إلى "التصرف بشكل مسؤول"، فيما نفت روسيا تلك الاتهامات التي عدّتها "خبيثة" وعارية عن الصحة.

أجرت روسيا، أمس الاثنين، تجربة صاروخية قصفت خلالها أحد أقمارها الاصطناعية بصاروخ مُضاد للأقمار الاصطناعية، ونتج عن ذلك 1500 قطعة حُطام كبيرة في مدار الأرض المنخفض، مما اضطر طاقم المحطة الفضائية الدولية إلى الاحتماء داخل كبسولات.
ويوجد على متن المحطة الدولية 7 أفراد يشكلون طاقم العمل الحالي، من بينهم 4 من الولايات المتحدة، وواحد من ألمانيا، واثنان من روسيا.
وتسير المحطة الفضائية الدولية في مدار على ارتفاع نحو 420 كيلو مترًا.

1

تنديد أمريكي أوروبي

بدوره، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي مقتضب، نشره على حسابه عبر تويتر: "نُدين اختبار روسيا المتهور لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية على أحد الأقمار الصناعية المملوكة له".
وأضاف: "نتج عن هذه التجربة 1500 قطعة من الحطام المداري الذي يمكن تعقبه ومئات الآلاف من قطع الحطام الأصغر حجمًا التي تهدد مصالح جميع الدول" في المحطة الفضائية.

ولم يوضح المتحدّث الأمريكي ما إذا كانت الولايات المتّحدة ستتّخذ إجراءات انتقامية ضدّ روسيا على وقع تلك التجربة، مُكتفيًا بالقول إنّ بلاده "ستوضح أنّها لن تتسامح مع هذا النوع من النشاط".
وأشار برايس إلى أن هذه التجربة الصاروخية "تظهر بوضوح أنّ ما تقوله روسيا عن رفضها (عسكرة الفضاء) ليس سوى مزاعم واهية ومنافقة".
وتابع: "يقوض السلوك الخطير غير المسؤول استدامة السفر إلى الفضاء الخارجي على المدى الطويل ويوضح بما لا يدع مجالا للشك أن مزاعم معارضة روسيا لتسليح الفضاء ما هي إلى ادعاءات تتسم بالخداع والنفاق".

2

وشدد على أن الولايات المتحدة سوف تعمل مع شركائها وحلفائها من أجل الرد على هذا السلوك غير المسؤول.
وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي أنّ "مبعث القلق المباشر هو الحطام الذي يطفو الآن والذي يمكن أن يشكّل خطراً بما في ذلك على محطة الفضاء الدولية".

وتابع: "نحن نراقب عن كثب نوع الوسائل التي يبدو أنّ روسيا تريد تطويرها".
على المنحى ذاته، أدانت بريطانيا التجربة الصاروخية الروسية، داعية روسيا إلى التصرف بشكل مسؤول.
وكتب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفيرلي، عبر تويتر: "الاختبار تسبب في حطام خطير يمكن أن يضر بالأنظمة الفضائية التي نعتمد عليها".
وتابع: "ندعو روسيا إلى التصرف بمسؤولية وإنهاء التجارب المدمرة للصواريخ المضادة للأقمار الصناعية".

إقرار ونفي روسي

3

في المقابل، قلّلت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" من شأن خطورة الحادث.
وقالت روسكوزموس: "ابتعد الجسم، الذي أجبر الطاقم على دخول المركبات الفضائية اليوم كإجراء وقائي، عن مدار المحطة الفضائية الدولية. وتوجد المحطة الآن في المنطقة الخضراء".
وفي حين أقرّت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، باختبارها صاروخًا استهدف أحد أقدم أقمارها الاصطناعية في مدار الأرض، نفت اتهامات واشنطن وأكدت أنها لم تعرض محطة الفضاء الدولية لأي خطر.

وأوضح الجيش الروسي في بيان "في 15 نوفمبر أجرت وزارة الدفاع الروسية بنجاح تجربة دمر بنتيجتها الجسم الفضائي تسيلينا-د الموضوع في المدار منذ 1982 وهو غير نشط".
كما رفض كبير الدبلوماسيين الروس سيرجي لافروف الاتهامات الأمريكية. وقال في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن "إعلان أن روسيا الاتحادية تثير مخاطر على استخدام الفضاء لأغراض سلمية أمر أقل ما يمكن قوله إنه خبيث".
وأكد أنه "لا دليل" على تلك الاتهامات.
وفي وقت سابق، أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بيانًا أوضحت فيه أن محطة الفضاء الدولية "تمرّ كل 90 دقيقة عبر سحابة (من الحطام) أو بالقرب منها".
وذكرت أن لجوء الرواد إلى مركباتهم الفضائية حدث تحديدًا خلال المرور الثاني والثالث لمحطة الفضائية الدولية - أي بين الساعة الثانية والرابعة فجرًا (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) بهذه السحابة.

4

ومرت المواد مجهولة المصدر التي تناثرت في مدار المحطة الدولية دون وقوع خسائر، لكن التركيز في الوقت الراهن على المصدر الذي أتت منه تلك الأشياء.
ويبدو أن تلك المواد جاءت من حطام قمر التجسس الروسي كوزموس-1408، وهو قمر صناعي روسي للتجسس أُطلق عام 1982 ويزن أكثر من طن وتوقف عن العمل منذ سنوات عدة.
وقالت شركة ليولابس، شركة لتتبع الحطام الفضائي، إن أجهزة الرادار الخاصة بها في نيوزيلندا رصدت عدة أجسام في المكان الذي كان مفترضا أن القمر الصناعي المتوقف عن العمل يوجد فيه.

وثمّة عدد من الدول بإمكانها إطلاق أقمار صناعية من الأرض، من بينها أمريكا، وروسيا، والصين، والهند.
ويندر إجراء مثل هذه التجارب الصاروخية، لكنه دائما ما يثير إدانات على نطاق واسع عندما يحدث لما يسببه من تلوث يلحق أضرارًا بالجميع، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي عام 2008، عندما دمرت الصين أحد الأقمار الصناعية القديمة، التي توقفت عن العمل بعد أن كان يستخدم في رصد الأوضاع المناخية، خلفت تلك العملية أكثر من أليّ قطعة من الحطام المداري القابل للرصد. ولا تزال تلك المواد تشكل خطرا على البعثات الفضائية، بما فيها البعثات الصينية نفسها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان