"مهارات اختيار الزوجة الثانية" تثير جدلا بالسعودية: استفزاز أم خطأ؟
كتبت- رنا أسامة:
أثار إعلان جمعية أهلية سعودية عن دورة تدريبية لـ"الطريقة المثلى للزواج من امرأة ثانية"، جدلًا وغضبًا واسعين من الجنسين على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، ما دفع المنظمين لإلغاء الدورة التي كان مُقررًا إقامتها بمحافظة الرس في المملكة.
وتداول ناشطون صورة للإعلان الترويجي لدورة "مهارات اختيار الزوجة الثانية"، التي كان مُخططًا أن تُعقد بمقر جمعية البر الأهلية.
وتُعرّف "البر" نفسها بأنها "جمعية أهلية غير ربحية ذات توجه خيري وقيادة فاعلة وجالبة، تنهض بالخدمات الاجتماعية وتقدمها بأساليب تواكب التسارع العالمي وتلبي حاجة المجتمع".
دورة تدريبة مهارة أختيار #الزوجة_الثانية
— ❤️مِےـجَےـردُ ذٌوِقَےـ❤️ (@tiii2021) November 16, 2021
اللي له خاطر يحضرها 🌚 pic.twitter.com/zbWEiKGY23
ووفق الإعلان الترويجي، كانت هذه الدورة موجّهة لمن "يفكر بجديّة في التعدد، ومن يخشى الصعوبات والمشاكل في التجارب الزوجية المحيطة به".
وكان مُقررًا أن يُقدمها المدرب فهد بن محمد الرشيد يوميّ 16 و17 نوفمبر الجاري، قبل أن تطيح بها العاصفة الغاضبة التي اجتاحت الشبكات الاجتماعي.
"مأساة حقيقية"
وتحت هاشتاجات #الزوجة_ الثانية و#الرس، تباينت ردود الفِعل بين المُغرّدين السعوديين حول الدورة المجانية، في حين استهجنت أغلبها الفكرة ورفضتها، داعية إلى تنظيم ورش "أكثر جدوى".
انتظر شباب #الرس -من الجنسين-دورات في مهارات العمل وإتقانه في مختلف المجالات التي يحتاجها السوق فإذا بهم أمام دورة مجّانيّة في مهارات اختيار الزوجة الثانية ..!
— سليمان بن محمّد الرميح (@RUMAYH_SULAIMAN) November 15, 2021
وغرّد أحدهم مُستنكرًا: "ما يقدمون دورات حول تربية الأبناء ولا عن مواضيع التعنيف ولا عن تأثير المخدرات وخطرها ولا عن الغسيل الفكري والعقلي ولا عن التحرّش ولا عن تنمية الدخل ولا عن كيفية التعامل بين الأزواج".
ما يقدمون دورات حول تربية الأبناء ولا عن مواضيع التعنيف ولا عن تأثير المخدرات وخطرها ولا عن الغسيل الفكري والعقلي ولا عن التحرّش ولا عن تنمية الدخل ولا عن كيفية التعامل بين الازواج
— چان ڤالچان (@alsnafi_4uae) November 17, 2021
بس ما قصروا جابوا فرع جديد من العلوم سموها مهارات اختيار الزوجة الثانية .
سكسوكة الرجال على شارعين pic.twitter.com/VWj5dx1pRt
كما أبدى كثيرون استغرابهم كيفية السماح بإقامة مثل هذه الدورات وإضافة شعار رؤية 2030 على لافتة الإعلان الترويجي. فتساءل مُغرّد ثانٍ: "مدري (لا أدري) كيف يسمحون بدورات زي كذا والجهة ليست مرتبطة بالمؤسسة العامة للتدريب الفني؟".
ووصف آخرون الأمر بـ"المأساة الحقيقية" و"الفوضى".
مدري كيف يسمح بدورات زي كذا والجهة ليست مرتبطة بالمؤسسة العامة للتدريب الفني ؟
— احمد الناصر "نهار" (@nahar_100) November 17, 2021
الغريب انه حاط شعار #رؤية2030 !! https://t.co/jXIxGEWnlk pic.twitter.com/B6hOjPWebT
جمعية خيرية ومؤسسة مهنية تعمل دورة لاتقان مهارة الزواج من الزوجة الثانية..
— Aziz ♪ (@AzizAQ) November 15, 2021
مأساة حقيقة ما يحدث pic.twitter.com/BA44hZC7jR
كما اعتبر آخرون أن الدورة "استفزاز لمشاعر السيدات" و"استخفاف بعقلية الرجل".
الدورة هذه استفزاز لمشاعر السيدات واستخفاف بعقلية الرجل. https://t.co/wjq28M6of0
— نبيل حاتم زارع (@NZarea) November 17, 2021
وتمنى مُغردون سعوديون لو أن الدورة "كان هدفها تطوير مهارات التعامل مع الزوجة الأولى بدلاً من البحث عن الثانية".
يعني قلت المهارات... ياليتها كانت مهارات التعامل مع الزوجة الأولى أم عيالك بدلاً من البحث عن الثانية ووجع الراس...
— فيصل الفريح™ (@ffraihh) November 16, 2021
بالله وش رايك بدون تصنّع؟ pic.twitter.com/vEKrXHDbBC
فيما طالب آخرون بإغلاق الجمعية وبمحاسبة المسؤولين عنها.
تأييد مشروط وسخرية
في المقابل لم تخل التعليقات من بعض الآراء المؤيدة للدورة.
واعتبر البعض أن التعدد أمر شرعي وله شروط أهمها العدالة والقدرة المادية، وأنهم "لا يرون أي شيء استفزازيً بالدورة طالما أنها لا تخالف الشرع"، حسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية.
فيما استقبل آخرون الخبر بالسخرية، معتبرين أن "هذا الأمر لا يحتاج إلى أي نوع من الدورات التدريبية".
"خطأ إداري"
واستجابة للدعوات الغاضبة، تم إلغاء الدورة، فيما لا يزال تصميمها متداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي رغم تواصل القائمين عليها مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لحذف التصميم.
وصرّح مدير جمعية البر بالرس، فهد السرداح، لصحيفة "الوطن" السعودية"، بأن "خطأ إداريًا من قبل موظف جديد تسبب بالدورة"، مؤكدًا "إلغاء الدورة كاملة وحذف منشوراتها. من مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أنهم تعرضوا لردة فعل مجتمعية كبيرة من قبل مؤيدين ومعارضين للتعدد، منوهًا بأن لديهم في جمعية البر مركزا للتدريب لخدمة المجتمع، ولا تتم أي دورة إلا من خلال الطرق النظامية مع المؤسسة وصولا إلى الاعتماد.
فيديو قد يعجبك: