وفاة العشرات في "أسوأ مأساة غرق مهاجرين" في القنال الإنجليزي
لندن- (بي بي سي):
قال رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي إن عصابات التهريب تخاطر بحياة الناس، بعد مقتل 27 شخصاً خلال محاولتهم عبور القنال الإنجليزي، بالقرب من كاليه، البر الفرنسي إثر غرق القارب الذي كان يقلهم.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا أن جميع "الخيارات مطروحة على الطاولة لوقف عبور المهاجرين"، بعد ما وصف "بأسوأ مأساة غرق مهاجرين" تسجلها القناة.
وقد ألقي القبض على أربعة أشخاص لصلتهم بالعبور المميت.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن هذه أكبر خسارة في الأرواح في القنال (بحر المانش) منذ أن بدأت في جمع البيانات في عام 2014.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه "صُدم" بما حدث، مضيفا أن المملكة المتحدة لن تدخر جهدا لوقف عصابات الاتجار بالبشر.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن من بين القتلى خمس نساء وفتاة صغيرة، مشيرا إلى أن شخصين جرى إنقاذهما وفُقد آخر.
وأضاف أن أربعة أشخاص اعتقلوا بالقرب من الحدود البلجيكية، قائلا: "نشك في أنهم على صلة مباشرة بعملية العبور تلك".
وقد اتفق جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأربعاء، على تكثيف الجهود المشتركة لمنع عمليات العبور وإيقاف العصابات التي تعرض حياة الناس للخطر، بحسب تصريح لداوننج ستريت (مقر الحكومة البريطانية).
وأطلق قارب صيد صفارة الإنذار بعد ظهر الأربعاء بعدما رصد عدة أشخاص في البحر قبالة سواحل فرنسا.
وتجري السلطات الفرنسية والبريطانية عملية إنقاذ عن طريق الجو والبحر لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على أي شخص وسط البحر.
ووصف جونسون الوفيات بأنها "كارثة"، مضيفا أنه من الضروري "سحق" عصابات الاتجار بالبشر التي، على حد قوله، "تفلت تماما بجريمة القتل".
وقال رئيس الوزراء في حديث أعقب ترؤسه لاجتماع طارئ للجنة كوبرا، قال إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لمنع المجرمين من تنظيم عمليات العبور.
وقال "إنه يظهر أيضا مدى أهمية أن نضاعف جهودنا الآن لسحق نموذج عمل رجال العصابات الذين يرسلون الناس إلى البحر بهذه الطريقة".
كما اعترف بأن الجهود المبذولة حتى الآن لوقف تدفق المهاجرين عبر القنال في قوارب صغيرة "لم تكن كافية" وأن المملكة المتحدة ستعرض زيادة دعمها لفرنسا.
وتعهدت المملكة المتحدة بمنح فرنسا 62.7 مليون يورو خلال 2021-22 للمساعدة في زيادة دوريات الشرطة على طول ساحلها، وتعزيز المراقبة الجوية وتعزيز البنية التحتية الأمنية في الموانئ.
وكتبت وزيرة الداخلية بريتي باتيل على موقع تويتر أن الوفيات كانت بمثابة "أقوى تذكير ممكن" بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون عند محاولتهم عبور القناة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "فرنسا لن تدع القناة تصبح مقبرة".
ووعد "بالعثور على المسؤولين" عن المأساة "وإدانتهم".
كما دعا ماكرون إلى "اجتماع طارئ للوزراء الأوروبيين المعنيين بتحدي الهجرة".
وقال إنه منذ بداية العام الجاري، ألقي القبض على 1552 مهربا في شمال فرنسا وفُككت 44 شبكة تهريب.
وأضاف ماكرون أنه على الرغم من ذلك، فقد حدثت 47 ألف محاولة عبور للقناة إلى المملكة المتحدة هذا العام وأُنقذ 7800 مهاجر.
ويُعتقد أن عددا من الأشخاص قد وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة يوم الأربعاء، حيث شوهد أشخاص يتم إحضارهم إلى الشاطئ في دوفر من قبل مسؤولي الهجرة.
وقال محرر السياسة في برنامج نيوزنايت على بي بي سي، لويس غودال، إنه علم بأن 25 قاربا حاولت العبور حتى الآن خلال اليوم.
ويأتي ذلك وسط أعداد قياسية من تدفق المهاجرين الذين يعبرون الحدود من فرنسا إلى المملكة المتحدة. وقام أكثر من 25700 شخص برحلة خطرة إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة هذا العام، أي أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الإجمالي لعام 2020.
ويعد مضيق دوفر أكثر ممرات الشحن البحري ازدحاما في العالم وقد أودى بحياة العديد من الأشخاص الذين حاولوا العبور إلى بريطانيا في قوارب مطاطية.
ويُعتقد أن 10 أشخاص آخرين على الأقل لقوا حتفهم في الأسابيع القليلة الماضية أثناء محاولتهم العبور.
فيديو قد يعجبك: