إعلان

"دليل البقاء في الحكم".. كيف شق الأسد طريقه خارج دائرة العزلة؟

03:05 م الخميس 16 ديسمبر 2021

بشار الأسد

كتبت- هدى الشيمي:

رغم اندلاع حرب استمرت لأكثر من عقد، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والاتهامات باستخدام أسلحة كيمياوية، وانتهاك العديد من الاتفاقيات الدولية، استطاع الرئيس السوري البقاء في منصبه، وإذابة الجليد بينه وبين الكثير من الحكام، والخروج من حالة العزلة التي فرضت عليه، فكيف نجح في فعل ذلك؟

تقول مجلة فورين بوليسي الاخبارية- في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني- إن علاقات الأسد بباقي زعماء العالم تتحسن مع مرور الوقت، إذ تحدث معه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لأول مرة منذ 10 سنوات بعد إعادة فتح الحدود الأردنية مع سوريا، وزار وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد العاصمة دمشق، واتفق على زيادة التعاون الاقتصادي مع النظام، والتقى رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان بنظيره السوري حسام لوقا في إطار الجهود المصرية لاستعادة مكانة سوريا في جامعة الدول العربية.

3

"غطاء دبلوماسي"

هناك بعض التفسيرات الواضحة بما في ذلك الغطاء الدبلوماسي لروسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدعم العسكري الهائل الذي قدمته روسيا وإيران، والذي بدونه لكان الجيش السوري- الذي تقلص حجمه إلى النصف تقريبًا بحلول عام 2013- سينهار.
كذلك اعتمد نظام الأسد على حزب الله الشيعي اللبناني. كان الجيش السوري في حالة من الفوضى بحلول عام 2013، وافتقر إلى النظام والانضباط والقوة البشرية، فكان عليه الاعتماد على مقاتلي حزب الله المدربين جيدًا.

كما ساهم فشل التدخلات الأجنبية في سوريا والعراق وليبيا في بقاء الأسد على رأس السلطة، إذ تذرعت الحكومات الاجنبية بتلك الأحداث ورفضت التدخل في الازمة السورية ومساندة المعارضة.

1

"أهون الشرين"

وبالنظر إلى هذه الحالات، تقول فورين بوليسي إن التقاعس العسكري ضد الأسد قد يكون مفهومًا، غير أن التقارب الدبلوماسي يصعب تبريره أو تفسيره.
خلال الحرب التي دامت عقدًا من الزمان في سوريا، ذكرت فورين بوليسي أن نظام الأسد اقترف أخطاء بالغة، من بينها الهجوم الكيمياوي في أغسطس 2013 والذي راح ضحيته أكثر من 1400 مدني، وقتها توقع البعض أن هذا الحدث قد يغير المعادلة.

كان التوقع الشائع أن يُجبر الأسد في النهاية على التنحي، مع ذلك لم ينجح الرئيس السوري فقط في الصمود وعدم الالتزام بموجبات اتفاقية كيري- لافروف لعام 2016، والتي تطلبت القضاء على برنامج الأسلحة الكيمياوية في سوريا، لكنه لم يتوقف عن تصعيد الحرب واستمر في استخدام تلك الأسلحة.
استغل أنصار الأسد ظهور تنظيم داعش في الشام لخلق تصور عن نظام الأسد باعتباره "أهون الشرين" في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، حاول النظام تقديم نفسه في صورة اللاعب العقلاني المستعد للانخراط في حوار استراتيجي.

ساعد نجاح النظام – حسب فورين بوليسي- في اقناع اللاعبين الدوليين بأنه مهتم فقط بحكم البلاد وأن عنفه كان ضروريًا للحفاظ على الدولة.

2

"استغلال اللاجئين"

أدرك الأسد العبء الثقيل الذي قد يشكله وجود ملايين اللاجئين السوريين في الدول المجاورة على حكوماتها، وحاول استغلاله كوسيلة ضغط.
منذ بدء الحرب السورية وتفاقم الأوضاع هناك فر ملايين إلى تركيا، الأردن، لبنان، ورغم قسوة الأوضاع هناك لم يعد أي لاجئ إلى وطنه.
كذلك تسبب تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي في صعود الشعبوية اليمينية في أوروبا، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيفتح الحدود أمام المهاجرين ويرسل 3.6 مليون لاجئ إلى القارة العجوز.

4

"درس للدكتاتوريين"

يحظى الأسد بإعجاب كبير بين الأنظمة الاستبدادية، لأنه أضاف فصلاً جديدًا إلى ما أسمته فورين بوليسي "دليل الحكام المستبدين للبقاء في الحكم" يعلمهم فيه كيف يفلتون من كل شيء قاموا به.

قالت فورين بوليسي إن الدرس الذي قدمه الأسد لباقي الحكام الديكتاتوريين تمثل في أن الحاكم الذي أوشك على الانهيار يستطيع الوقوف على قدمه مجددًا إذا تمكن من الحصول على دعم من لديهم ما يخسرونه إذا ترك الحكم، أو يحققون مكاسب في حال بقائه. وهو ما فعله الأسد مع إيران التي ساندته لأنها كانت ستفقد نفوذها الإقليمي، وروسيا التي أتاحت لها سوريا فرصة استعادة مكانتها كقوة عظمى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان