كيف استخدمت إيران "مفاعل ديمونا" لتخويف إسرائيل؟
كتبت - سلمى سمير:
في حلقة جديدة من سلسلة الاستفزازات والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، أجرت الأولى مناورات أسمتها بـ"الرسول الأعظم"، شنّت خلالها هجومًا على "نموذج محاكي لمفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي".
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية فيديو للهجوم، قائلة إنه تم في هذا التمرين استهداف النموذج المحاكي للمفاعل بـ16 صاروخًا باليستيًّا وخمس طائرات مسيرة "بنجاح ودقة عالية جدًا"، على حسب قولها.
انطلقت مناورات "الرسول الأعظم الـ17"، يوم الاثنين الماضي، في شواطئ الخليج والمنطقة البحرية العامة جنوبي إيران، حيث جرى "قصف مجسمات تحاكي مواقع حساسة ومصيرية للجيش الإسرائيلي بينها منشأة ديمونا النووية"، بحسب ما ذكرته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
#Iran conducts wargames involving kamikaze drone and ballistic missile strikes against targets resembling #Israel’s Dimona nuclear facility. pic.twitter.com/kfiErCpexL
— AEROSINT Division PSF (@PSFAERO) December 25, 2021
وتأتي هذه المناورات في وقت صرّح فيه مسؤولين إسرائيليون، بأنهم دفعوا الولايات المتحدة لاتخاذ نهجًا أكثر شدة تجاه إيران في حال فشل المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي الإيراني –المتعثّرة منذ عدة أشهر- موضحون أنهم "يخططون علنًا لشن هجوم عسكري ضد إيران"، وذلك وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
الهدف: رسالة تهديد
بحسب ما أعلنه المسؤولون الإيرانيون، فإن الهدف الرئيسي للمناورات هو الرد على تهديدات إسرائيل؛ وإيصال رسالة مفادها أن أي تهديد عسكري سيتم الرد عليه.
فالقيادي في قوات التعبئة الشعبية الإيرانية "البسيج" محمد طاهري، هدد علنًا بـ"مسح مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي من على وجه الأرض، إن أقدمت تل أبيب على أي هجوم على بلاده".
وصرح طاهري في حديث لقناة "إيران بالعربي" عبر "تيليجرام"، بأن طهران لا تهتم بالتهديدات الإسرائيلية الموجهة إليها، مشددًا على أن المناورات الأخيرة التي أجراها الحرس الثوري الإيراني في جنوب البلاد جاءت بهدف الإثبات لإسرائيل أن "أصغر تهديد موجه إلى الجمهورية الإسلامية سيتحول إلى تهديد لكل المنطقة".
وأشار طاهري إلى أن هذه المناورات جاءت ردًا على تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن سعيهم إلى إنشاء تحالف إقليمي جديد ضد طهران، قائلاً إن إسرائيل تعلم أنه "لن يبقى شيء فيها" في حال دخولها حربًا مع إيران.
بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، اليوم الجمعة، أن مناورات الرسول الأعظم كانت ردًا على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
وقال اللواء باقري في تصريح على هامش المناورات: "تم التخطيط لهذه المناورات مسبقا، لكن التهديدات العديدة والجوفاء للمسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة أدت الى إجراء هذه المناورات في هذا الوقت حيث كانت واحدة من أنجح المناورات الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى الآن".
من جانبه، قال قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، "إن الفرق بين التدريبات العسكرية والعمليات الفعلية ما هو إلا تغيير في زوايا إطلاق الصواريخ"، وذلك في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني.
وأضاف سلامي في تصريح أدلى به يوم الجمعة، على هامش إقامة المرحلة الأخيرة من المناورات قائلا: "إذا بدر أدنى خطأ من مسؤولي الكيان الصهيوني فسنقطع أيديهم".
إسرائيل تستعد
أحدثت المناورات مخاوف لدى تل أبيب، إذ ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، أوعز للقوات المسلحة بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل في إيران.
وأشارت الإذاعة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي، ضمن إطار هذه التحضيرات، أدخل تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية الخاصة بالطيارين والملاحين، موضحة أن هذه التعديلات تخص المراحل المتقدمة من تلك البرامج التدريبية.
من جانبه، قال معلق الشؤون العربية في "القناة الـ 13" الإسرائيلية، حيزي سيمانتوف، إنه "يجب النظر إلى هذه التهديدات والتقارير على أنها في إطار الحرب النفسية للإيرانيين".
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه "في إطار هذه المناورات، أطلقت طائرات مسيّرة انتحارية وطائرات من دون طيّار. الإيرانيون يقولون إنهم يفضّلون الاتفاق النووي الجديد، الذي يكون وفقًا لشروطهم؛ بمعنى رفع كل العقوبات. هو اتفاق جيد للإيرانيين، وأقل لإسرائيل".
فيديو قد يعجبك: