"اغتصاب جماعي وعنف جنسي".. ناجيات من تيجراي تروين تفاصيل "الإبادة الجماعية"
كتب - محمد عطايا:
"في محاولة مستميتة للهروب من ويلات الحرب في تيجراي، تعرضتُ للضرب من جندي إثيوبي، دفعني وقال لي، أنتِ من التيجراي ليس لديك تاريخ، وليس لديك ثقافة. يمكنني أن أفعل ما أريده لك ولا أحد يهتم.. اغتصبني مثلما حدث مع العديد من فتيات الإقليم، وأصبحت حاملا"، هكذا تصف فتاة، لم تذكر اسمها، لشبكة "سي إن إن" معاناة المئات من فتيات الإقليم اللائي عرضن للاغتصاب والعنف الجنسي.
في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن العنف الجنسي ضد النساء في إقليم تيجراي تحت عنوان "إبادة جماعية"، أكدت أن المزيد من الأدلة تظهر على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب متعمد في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا، حيث احتدم النزاع المسلح منذ شهور.
وأوضحت أن النساء تعرضن للاغتصاب الجماعي والتخدير والاحتجاز كرهائن، وفقًا للسجلات الطبية وشهادات الناجين التي تمت مشاركتها مع "سي إن إن".
وفي إحدى الحالات، تم حشو مهبل امرأة بالحجارة والبلاستيك، وفقًا لمقطع فيديو أطلعت عليه "سي إن إن"، وشهادة أحد الأطباء الذين عالجوها.
تحدثت شبكة "سي إن إن" مع 9 أطباء في إثيوبيا وواحد في مخيم للاجئين السودانيين، قالوا إنهم شهدوا زيادة مقلقة في حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب منذ أن أطلق رئيس الوزراء أبي أحمد عملية عسكرية في تيجراي، وأرسل قوات وطنية ومقاتلين.
"يمكنني فعل ما أريده ولن يهتم أحد"
وفقًا لشهادات الأطباء، فإن جميع النساء اللاتي يعالجنهن تقريبًا يروين قصصًا مماثلة عن تعرضهن للاغتصاب من قبل جنود إثيوبيين وإريتريين.
قالت النساء إن القوات كانت في مهمة نصبت نفسها للانتقام، وكانت تعمل في ظل إفلات شبه كامل من العقاب في المنطقة.
تحدث فريق من شبكة "سي إن إن" في الحمدييت، وهي بلدة سودانية هادئة على الحدود الإثيوبية حيث تجمع آلاف اللاجئين من لاجئي إقليم تيجراي في الأشهر الأخيرة، مع عدة نساء قالت إنها تعرضهت للاغتصاب أثناء فرارهن من القتال.
وقالت فتاة تروي ما حدث لها لـ"سي إن إن": "لقد دفعني وقال: ليس لديكم أي تاريخ، وليس لديكم ثقافة. أستطيع أن أفعل ما أريده ولا أحد يهتم"، وأخبرت الشبكة الأمريكية "أنها أصبحت حامل الآن".
تقول الكثيرات إنهن تعرضن للاغتصاب من قبل قوات أمهرة التي أخبرتهن أنهم عازمون على التطهير العرقي لإقليم تيجراي.
وتقول النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب لشبكة "سي إن إن"، إن "الأشياء التي يقلنها لهن الجنود عندما يغتصبون النساء هي أنهن بحاجة إلى تغيير هويتهن، والاختيار بين الأمهرية أو على الأقل ترك وضعهن التيجراني".
وكشفت "سي إن إن"، أن تدفق اللاجئين أصبح ضئيلاً، بعد أن عززت القوات الإثيوبية على الحدود في الأيام الأخيرة، ما زاد قلق اللاجئين الذين ما زالوا يأملون في لم شملهم مع أفراد عائلاتهم.
"136 حالة اغتصاب"
قالت إحدى الناجيات من الحرب في تيجراي، إنها تعرضت هي وخمس نساء أخريات للاغتصاب الجماعي من قبل 30 جنديًا إريتريًا كانوا يمزحون ويلتقطون الصور طوال الهجوم.
وقالت إنها تعرف أنهم جنود إريتريون بسبب لهجتهم وزيهم الرسمي، لافتة إلى أنه عندما حاولت الفرار، تم أسرها وحقنها بمخدر وربطها بحجر وجردها من ملابسها وطعنها واغتصابها من قبل الجنود لمدة 10 أيام.
وأفاد تقرير نشرته منظمة أطباء بلا حدود، الخميس الماضي، بأن القتال في تيجراي، والذي شمل هجمات على مرافق الرعاية الصحية، قد قيد بشدة الوصول إلى العلاج الطبي، لافتًا إلى أنه من بين 106 منشأة طبية زارتها منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة، بالكاد كان هناك واحد من كل 10 منشآت لا تزال تعمل، وواحد من كل خمسة كان أو احتل من قبل جنود مسلحين.
وفي 10 فبراير، اعترفت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان المعينة من قبل الدولة بأن الحرب وما يرتبط بها من تفكيك الإدارة الإقليمية في تيجراي "أدى إلى تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي في المنطقة".
بعد شهر، في 4 مارس، طالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه "بتقييم موضوعي ومستقل" للوضع على الأرض في تيجراي.
وبحسب بيان الأمم المتحدة، تم الإبلاغ عن أكثر من 136 حالة اغتصاب في مستشفيات المنطقة الشرقية في ميكيلي وأيدر وأديجرات ووكرو بين ديسمبر ويناير.
وقالت إحدى الطبيبات اللائي تولين علاج النساء الفارات من إقليم تيجراي، إن العديد من النساء اللواتي عالجتهن تعرضن أيضًا للإيذاء الجسدي، مع كسور في العظام وكدمات في أجزاء الجسم.
وأضافت أن أصغر فتاة عالجتها كانت تبلغ من العمر 8 سنوات وأكبرها كانت تبلغ من العمر 60 عامًا.
فيديو قد يعجبك: