"واشنطن بوست": ميانمار تتجه نحو الانهيار والحرب الأهلية
واشنطن - أ ش أ
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن ميانمار تتجه فعليا نحو الانهيار والحروب الأهلية، وأشارت إلى أن المتظاهرين قاموا ليلة أمس بطلاء شوارع العاصمة "يانجون" باللون الأحمر لإحياء ذكرى مقتل العديد منهم على يد قوات الأمن في مطلع شهر فبراير الماضي، احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة المستشارة أونج سان سو كي، وقالوا "إن دماءهم لم تجف".
وأوضحت الصحيفة (في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن) أن ما لا يقل عن 570 شخصا، بما في ذلك أكثر من 40 طفلا، قتلوا على مدار شهرين من الاضطرابات التي عمت جميع أنحاء ميانمار.. فضلا عن اعتقال السلطات لأكثر من 2720 سياسيا وناشطا وعضوا من المجتمع المدني، بخلاف اعتقال ما لا يقل عن 25 صحفيا وأكثر من 60 فنانا وكاتبا وآخرين من النخبة الثقافية المتهمة بنقل المعلومات إلى المجتمع الدولي.
وفي الأسبوع الماضي، قامت السلطات بتشديد القيود على شبكة الإنترنت، وأمرت بتعليق الخدمة اللاسلكية "واي فاي".. ووفقا لشركة أبحاث محلية، فإن قطع الإنترنت خلال الأشهر الأخيرة في ميانمار كبد الاقتصاد المحلي ما يقرب من مليار دولار؛ في خطوة اعتبرتها الصحيفة بأنها قد تُرضي النظام الحاكم حاليا والذي يسعده منع المتظاهرين من تنسيق خطواتهم ونشر مزيد من المعلومات عما يحدث بداخل البلاد.. غير أنه لسوء حظهم، تمكن المعارضون من إطلاق محطات إذاعية غير رسمية وقاموا بتوزيع منشورات تحث المواطنين على المقاطعة الوطنية لاحتفالات الدولة بالسنة التقليدية الجديدة، والمرتقبة في الأسبوع المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، أبرزت الصحيفة أن هؤلاء الناشطين طوروا أيضا اقتصادا موازيا لدعم زملائهم المنشقين، وبنوا شبكات لتهريب بعضهم إلى خارج البلاد وقاموا بوضع الزهور في الأماكن العامة؛ التي شهدت مقتل زملائهم.. ومع ذلك لم يستسلم النظام الحاكم، حسبما قالت الصحيفة، مما يبدد الآمال الصغيرة في تحرير ميانمار سياسيا والبدء في عمليات الإصلاح الاقتصادي والتقدم، ولاحت بدلا منها تهديدات وشيكة بالانهيار الاقتصادي والحكومي واحتدام الصراع الداخلي- بما قد يؤدي إلى حرب أهلية كاملة //حسبما قال ثيتينان بونجسودهيرا، وهو عالم سياسي بجامعة شولالونجكورون ببانكوك//.
وفي الوقت نفسه، ذكرت "واشنطن بوست" أنه بينما حظرت سلطات الدولة تجمع الأشخاص العاديين في الشوارع، شرعت الفصائل الأكثر راديكالية بين المتظاهرين في تبني المقاومة المسلحة وجمع الأسلحة والعتاد التكتيكي.. وفي تطور دراماتيكي، حظت إحدى حركات مقاومة الانقلاب بدعم جماعات ميليشيات متعددة تدعي أنها تمثل مختلف الأقليات العرقية المهمشة والمنتشرة حول المناطق الحدودية في البلاد.
وأخيرا، أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من أن بعض الحكومات الغربية فرضت عقوبات على النظام الحاكم في ميانمار، إلا أن لديهم القليل من النفوذ عليه.. فحتى الآن، فشل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا، أو الآسيان، وهي الكتلة الجيوسياسية الرئيسية في المنطقة، في حشد أي استجابة دبلوماسية ذات مغزى لمواجهة ما يبدو بأنها أزمة تصاعدية.. فيما أدى عدم الاستقرار السياسي الذي أعقب الانقلاب إلى ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، ونتيجة لذلك، هناك ارتفاع في تكلفة الغذاء - مما دفع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بالتحذير من مخاطر أزمة غذاء محتملة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: